زين العابدين بابا الحسن - حتى خطرت..

نارٌ هواكِ، وَقودُها شَبَقٌ = وأنا الصقيعُ، أذابني القلَقُ
ما كان يملأ ناظِري أَلَقٌ = حتى خَطرتِ وكلُّكِ الألقُ
ودنوتِ حتى خِلْتُني بمدى = لا الوقت يعرفه ولا الأفُقُ
في دارة درية وسنى = للناظرين، كأنها فَلَقُ
فتانة لا شيء يشبهها = إلا خريرُ الروح والرمقُ
روما حنين نحوها انعطفت = كل الدروب وهاءتِ الطُّرُقُ
ووجدتني ملقى بشاطئها = وكأنها المرساة والغرقُ
النبض لولا حبها عبثٌ = والحب لولا حسنُها مَلقُ
والأرض لولا شمس نظرتها = لشكت كواكبها ولافترقوا
والناس لولا قربها جمدوا = وكذاك لولا بعدها احترقوا
وجياعها كانوا قضوا شبعا = لو أنهم من نارها سرقوا
وطغاتُها كانوا ملائكة = لو أنهم من ضلعها خلقوا
موزونة بالماء ضحكتها = وإذا بكت أنفاسها العبقُ
الريق والدمع الزلال إذا = سالا عليك، الخمرُ والوَدَقُ
وتخالها والكون حاط بها = نار تطايرَ حولها الورق


* نقلا عن سدنة الحرف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى