أحمد ولد عبد القادر - وادي الأحبة

وادي الأحبة هلاّ كنت مَرْعَانَا؟ = إن الحبيبَ حبيــــــــبٌ حيثُما كَانَا
ويا أخا البُعد هل تشفيـــك قافية = تبوح بالنفس أنفاســــا وأشجـــانا
أفًّ على الشعر والدنيا بأجمعها = مــا لم تقرب إلى الإخوان إخوانا
هوِّن عليك فذاك الشمل مجتمع = والنجع لاقى على التحنـان خلانا
إن الحمــــــائم قد عادت مغردة = فوق الغصون وعاد البان نشوانا
أما رأيت طيور البحر حـــائمة = في أفقنا ترسم الأفراح ألوانــــــا؟
فسل معللة الأنخــاب هل نسيت = بعد الرحيق كؤوسا كُنَّ هجرانا؟
وسل أحباءك الآتيــن كيف أتوا = وكيف ناموا على الهجران أزمانا؟
وشائج الأرض أقوى في نوازعنا = والحر ينسى طباع الحر أحيانا
أحبــــابنا الأهل مرحى يوم مقدمكم = هذا لقــانا فهل تنضم أشلانا؟
هذا لقــــانا فهل آمالنا انعتقت؟ = وهل نسيم ربيع الوصل قد لانا؟
نريـــــده صفعة للأمس توجعه = إذا الغد الأبلج البسام وافــــــانا
نريـــــده غرسة للمجد واحدة = دوحا يكلل عريَ الأرض تيجـــانا
ولا نريد مواثيــــــــــقا مطرَّزة = تعيش في الورق المنسيِّ أدرانا
ولا نريد ابتسامــــات مؤقتة = تغشى الوجوه وتغدو بعدُ نكرانــــا
قبل اللقا أحرف التاريخ ما عرفت = وجه الصباح ولم تطلبه عنوانا
كأن طارقَ أوصانا بأندلس *= شراً وعقبة لم يمرر بمَغْنانا
نروي لأبنائنا فخر الجدود ولا = نبدل الشوك عبر الدرب ريحانا
وكيف ينفعنا عز الأوائل ما = دُمنا بُغَاثاً وطار الغير عُقْبَانا؟
حار الأدلاء والبيداء تبحث عن = نجم السبيل ولم تعرف له شانا
وإنما نفحات الضاد تسعفنا = نورا إذا الليل في بلواه أعشانا
وللرياح تراتيل بغير هدى = تسبي الذي يعبر الأمواج وسنانا
وتخطف البرق من أحشاء سطوته = وتترك الغيم في علياه ظمآنا
لو أن سيف أبي بكر ويوسف لم = نغمده فينا تخطى اليوم بيسانا
ومض الحجارة يزهيه فيسألنا = متى تطاول سيل الدمع بركانا؟
ماأروع الجرح تجفوه ضمائده = حيّا ويرمي وجوه الظلم نيرانا
أحبابنا الأهل لا شط المزار بكم = بعد التداني ولا ملته دنيانا
لولا المرابع والذكرى لما انطفأت = بعض الحروق التي تشوي حنايانا
فيم التفرّق والأهداف تجمعنا؟ = لا يعلم السرإلا الله مولانا
ما كان أقربكم منا وأبعدكم = ما كان أقربنا منكم وأدنانا
كم ذا أخاصم قلبي حين أهجركم = وأمتري منه سُلوانا ونسيانا
ويرفض القلب أن تنأى قلوبكم = إن الحبيب حبيب حيثما كانا.

_____
ألقيت بمناسبة المهرجان الشعري المغربي الأول في نواكشوط 1990

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى