حميد العقابي - اللعبة

والطريق ممتد ، متعرج على طول امتداده، واشياء كثيرة تسقط منى وأنا اتطلع من نافذة السيارة: قلمى ورسم لم يكتمل ، كتاب منزوع الغلاف ،وصورة فتاتى وهى تبتسم لى ، والسائق يندفع بالسيارة دون ان ينتبه لوعورة الطريق ، نداء متحشرج يخرج بصعوبة ، اتطلع الى الوجوه التى تبدو مطمئنة لكل مايجرى حولها . بجانبى صديقى اللدود أحادثه عن اشيائى التى فقدتها وأنا اتطلع الى النافذة المغلقة ، أحاول فتحها لكن الكل يهمهم ويعترض ..يشمت صديقى فى ويقول : لا تشغل نفسك فكل شىء على مايرام ...فنحن على سفر ولا نعرف متى نصل ؟
المسافة تبدو شاسعة البون ، لكن روحى تتخطاها وأتوجس منهم ريبة ، لا أحد يهتم بأشيائى التى فقدتها ، بل ويسخرون منى .
ألمح طيف ابتسامة على وجه السائق فى المرآة ، مازال الطريق ممتدا ، أتوسل اليهم ان يفتحوا النوافذ المغلقة
و ولا يفقهوا تأويلى ويسخرون منى . ضحكاتهم تعلو وأشعر بالاختناق ..يتشاجرون على الهواء الساكن فيما بينهم واتفقوا على القائى من النافذة . أتشبث بيد صديقى اللدود ووجدته يدفعنى بشدة ، ووجدتنى اتدحرج ككرة مطاطية ، والغريب انى نهضت دون ان تخدشنى الصخور الناتئة ولا حتى الحصوات المدببة كرؤوس الدبابيس ، اسمعهم يتصاخبون ويتصايحون بعد ان اقترعوا على .
الشمس حارقة ، والعرق ينز من جبهتى مالحا حارقا ، الاسفلت يرسل هواءا ساخنا ، السيارات تمرق بجوارى ، لا أحد يتوقف .
لمحت حبيبتى تضحك مع آخر فى سيارة مارقة ..لم اهتم الا بنفسى ، وتذكرت انها هجرتنى منذ أيام .
لم أفرح كثيرا عندما توقفت السيارة وهبط صديقى اللدود يريد ان يعاود اللعبة مرة أخرى . وجوه من معه استطالت فى عبثية ، لم أعبأ بهم وعاودت سيرى ، جذبونى من ذراعى يريدون ادخالى السيارة عنوة ، ونجحوا فى ذلك ....بعد دقائق معدودة والسيارة مسرعة ألقوا بى مرة أخرى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى