محمد إسعاف النشاشيبي - نقل الأديب

38 - فمن لها بزياد أو بحجاج

الأبيوردي الأموي:

دهر تذأب من أبنائه نقد ... وأوطئت عرب أعقاب أعلاج
وأينع الهام لكن نام قاطفها ... فمن لها بزياد أو بحجاج
وكم أهبنا إليها بالملوك فلم ... نظفر بأروع، للغماء فراج!

39 - أفضل المناديل

في (الكامل):

قال عبد الملك بن مروان يوماً لجلسائه (وكان يجتنب غير الأدباء): أي المناديل أفضل؟

فقال قائل منهم: مناديل مصر كأنها غرْقئ البيض

وقال آخر: مناديل اليمن كأنها أنوار الربيع

فقال عبد الملك: ما صنعتما شيئاً. أفضل المناديل ما قال أخو تميم (يعني عبدة بن الطيب):

ثمت قمنا إلى جُرْد مسوَّمة ... أعرافهن لأيدينا منادي

40 - كفيت الدعوة

في (مجمع الأمثال) للميداني

أصل هذا المثل: (كفيت الدعوة) أن بعض المجان نزل براهب في صومعته، وساعده على دينه، وجعل يقتدي به، ويزيد عليه في صلاته وصيامه؛ ثم إنه سرق صليب ذهب كان عنده، واستأذن لمفارقته، فأذن له، وزوده من طعامه. ولما ودعه قال له: (صحبك الصليب) على رسم لهم فيمن يريدون الدعاء له بالخير. فقال له الماجن: (كُفيت الدعوة. .) فصار مثلاً لمن يدعو بشيء مفروغ منه

41 - فأرجف في السما

كان ببغداد شخص يقال له ابن بشران، وكان كثير الأراجيف فمنع من ذلك، فقعد على الطريق ينجم، فقال فيه ابن صابر: إن ابن بشران ولست ألومه ... من خيفة السلطان صار منجما

طُبع المَشُوم على الفضول فلم يُطق ... في الأرض إرجافاً فأرجف في السما

42 - إنك عن لسانه تنطق

في (طبقات الشعراء) للجمحي:

أتى الفرزدق الحسن البصري فقال: إني قد هجوت إبليس فاسمع

قال: لا حاجة لنا بما تقول

قال: لتسمعن أو لأخرجن فأقول: إن الحسن ينهى عن هجاء إبليس. .

فقال الحسن: اسكت فإنك عن لسانه تنطق. .

43 - الشيطان أصلح للشاعر

في (ثمار القلوب في المضاف والمنسوب) للثعالبي:

من ظريف أمر حسان أنه كان يقول الشعر في الجاهلية فيجيد جداً، ويغبر في وجود الفحول، ويدعي أن له شيطاناً يقول الشعر على لسانه - كعبارة الشعراء في ذلك - فلما أدرك الإسلام وتبُدِّل بالشيطان الملك تراجع شعره، وكاد يرك قوله؛ هذا ليعلم أن الشيطان اصلح للشاعر، وأليق به. . .

44 - حتى تجوع ببطن غيرك

في (كتاب القضاة): قال سهل بن علي: كنت ألازم خير بن نعيم القاضي وأجالسه وأنا يومئذ حديث السن. وكنت أراه يتجر في الزيت، فقلت له: وأنت أيضاً تتجر؟! فضرب بيده على كتفي ثم قال: (انتظره حتى تجوع ببطن غيرك) فقلت في نفسي: كيف يجوع إنسان ببطن غيره؟ فلما ابتليت بالعيال إذا أنا أجوع ببطونهم

45 - عمل كل واحد محضرا

قال ابن خلكان: أخبرني ابن مطروح أنه جرى بينه وبين أبي الفضل جعفر بن شمس الخلافة منازعة في هذا البيت:

وأقول: يا أخت الغزال ملاحة! ... فتقول: لا عاش الغزال ولا بقى!

فزعم ابن شمس الخلافة إن هذا البيت له من جملة قصيدة هي في ديوانه، وعمل كل واحد منهما محضراً شهد فيه جماعة بأن البيت له. وحلف لي ابن مطروح أن البيت له، وكان محترزاً في أقواله، ولم تعرف منه الدعوى بما ليس له

46 - الحظوظ مقسومة

في (معجم البلدان) لياقوت الحموي: رووا عن ابن عباس أنه قال: الحظوظ مقسومة لا يقدر أحد على صرفها ونقلها عن أماكنها. ألا ترى سكة اصطفانوس (في البصرة) كان يقال لها سكة الصحابة، نزلها عشرة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم تضف إلى واحد منهم، وأضيفت إلى كاتب نصراني من أهل البحرين وتركوا الصحابة؟

47 - ما تنكر لله قدرة

في (كتاب قضاة قرطبة)

من المستفيض عن القاضي (أسلم بن عبد العزيز) قوله لرجل من أهل لبلة وقد أتاه وسلم عليه ثم جلس قال:

أتعرفني يا قاضي؟

قال له: لا

قال: أنا قاضي لبلة

فقال أسلم: ما تنكر لله قدرة. . .

48 - أحسن توجيه

في (خزانة) البغدادي:

كان أمير الدولة أبو الحسين بن صاعد الطبيب قاطع (محمد بن حكينا) ثم استماله، وكان ابن حكينا قد أضر بصره وافتقر فكتب إليه:

وإذا شئت أن تصالح بشار بن برد فاطرح عليه أباه. فنفذ إليه برداً واسترضاه فاصطلحا. وهذا أحسن ما سمعت في التوجيه. قوله (بشار بن برد) أي: أعمى (فاطرح عليه أباه) هذه لفظة بغدادية، يقال لمن يريد أن يصالح: اطرح عليه فلاناً أي أحمله إليه ليشفع لك. ولم يتفق لأحد في التوجيه أحسن من هذا

49 - أبن ورد يبغي أباه مر العالم أبو القاسم بن ورد بجنة لأحد الأعيان، فيها ورد، فوقف بالباب وكتب إليه:

شاعر قد أتاك يبغي أباه ... عندما اشتاق حسنه وشذاه

فلما وقف على قوله علم أنه (ابن ورد) فبادر من جنته إليه، وأقسم في النزول عليه، ونثر من الورد ما استطاع بين يديه





مجلة الرسالة - العدد 200
بتاريخ: 03 - 05 - 1937

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى