إيمان نجاح العبيدي - للنصيب كلمة.. قصة قصيرة (1)

مرت سنة على زواج رشا من ابن احدى خالاتها و تخرج محمد الذي عمل بعدها مدرس لغة عربية في إحدى المدارس الثانوية وباشرت نور دوامها في كلية الطب أما علي فقد رفض فكرة الزواج بشكل نهائي وعمل مهندساً في إحدى الشركات.. . تأجل زواج نور و محمد بعد أن أكتشف محمد انه كان قد أصيب بمرض السرطان نتيجة الالتهاب الذي كان قد حدث له في اللثة وان المرض كان قد انتشر في فكه السفلى فخضع للعلاج بالعقار الكيميائي مما أدى إلى توشه جهة كاملة من وجهه.. بدأت نور تعيش صراعاً بينها وبين والدها الذي بدأ يحاول أقناعها ؛كي تنفصل عن محمد لأن أيامه التي سيعيشها صارت معدودة من وجهة نظره؛ لذا يجب أن لا يتم زواجهما وعليها أن تنفصل عنه بأقرب وقت ممكن كما كان محمد هو الأخر يحاول أن يقنعها؛ كي تتركه إلا أن نور كانت ترفض الانفصال عنه رفضاً باتاً.. . – هيا يا حبيبتي أرجوكِ اهدئي ونامي.. . وأتبع – ما رأيك اليوم سأحكي لكِ حكاية (الحسناء والوحش): قال محمد بينما هو يحاول تهدئة نور التي لم تكف عن البكاء في كل ليلة منذ أن عرفت أن محمد كان قد أصيب بمرض السرطان فسألته: – لكن لما الحسناء والوحش الم تحك لي حكاية (فلة والأقزام السبعة)؟ أجابها – لا.. . اليوم سأحكي لكِ حكاية (الحسناء والوحش)؛ لأنكِ الآن أنت الحسناء وانا بعد أن أصبت بالمرض وبفعل العلاج الكيميائي قد استحلت إلى وحش قالت له : – الوحش هو نفسه الأمير فقال لها : – لكنه وحش.. . فردت عليه نور – والحسناء تحبه حتى لو كان الأمير وحش فهو أمير بقلبه وروحه ولكنه بجسد وحش وهذا لا يهم نامت نور كالعادة على صوت محمد وهو يحكي لها حكاية الحسناء والوحش وبعد أن تأكد من أنها نامت أغلق الهاتف ونام هو الأخر.. . -غداً سيسافر محمد إلى الهند؛ وسيجري عملية سوف يقوموا بتغيير فكه السفلي وبعدها سيعود و نتزوج قالت نور لوالديها وهي تناول والدها كأس من الماء نظرت إليها والدتها قائلة سيعود؟! واتبعت : – أقصد أتظنين أنه سينجو؟ واذا نجا كم سيعيش ؟ و أتبع والدها قائلاً : – من الذي أخبرك بذلك أجابته : – محمد! سألها : -كيف ؟ أجابت : -اتصل بي ليلة ليلة البارحة! فقال : -كيف يجرؤ على ذلك كيف تتحدثين إليه هاتفياً الم أمنعك من ذلك؟ نظرت إليه نضرات المتوسلة و هي ترد عليه: – أرجوك يا أبي محمد خطيبي وقبل ذلك كله هو أبن عمي الذي هو شقيقك أي انه ابن شقيقك أضافة إلى ذلك ما يربطني به هو ليس فقط خاتم الخطوبة ما يربطني به عقد في المحكمة أي أنني زوجته حسب القانون فقال لها : – نحن لا نريدك أن تتزوجي منه وفي المستقبل تعاني بعد أن يترككِ ويموت ولربما تنجبي منه طفلاً حينها ماذا ستفعلين كيف ستربين طفلك اتركيه يا ابنتي فكري جيداً هو رجل مريض وأيامه والله اعلم معدودة ليس هنالك سبيل لنجاته حتى لو أجرى العملية ونجا منها وبعدها كم سيعيش الم تري ماذا فعلت به الجرعات الكيميائية كيف صارت هيئته بسبب العقار الكيمائي أضافة إلى ذلك حياته في خطر لا نعرف في أي ساعة سيموت بكت نور وقالت : – الأعمار بيد الله لا نعلم ربما ينجو من العملية ويعود ويتعالج ثم يشفى من المرض وأنا أموت قبل منه ردت عليها والدتها – وربما يموت نحن لا نريدك أن تعيشي الوهم وتتعلقي به اكثر؛ لذا يجب أن تنفصلي عنه قالت نور : – وانا لا أريد شيئاً غير أن أعيش معه أيا كانت المدة التي سأقضيها معه لا يهمني ما يهمني اكثر هو أن نقضي ما تبقى من أعمارنا معاً أرجوكِ أفهمي ونهضت من على الأريكة واتجهت إلى غرفتها اتصلت بحمد وهي تبكي رد عليها لم تقل شيئاً وأغلقت الهاتف تراجعت عن الحديث معه وهو تبكي خشت أن يفلت لسانها بشيء فتخبره بما يجري معها عن إلحاح والديها عليها؛ كي تنفصل عنه عاود محمد الاتصال بها ردت عليه – أهلا حبيبتي قال – كيف أنت الآن؟ قالت له – بخير و الحمد الله وكيف أنت ؟ أجابها -الحمد الله سألها هل فكرتِ أجابته بغضب – بالطبع لا واتبعت : – ما بك أنت ما الذي جرى لعقلك كرر سؤاله عليها أجابته: بلهجة المتوسلة : -حبيبي هل تظن أن بإمكاني؟ أن أتركك هل تظن أن ما يربطني بك هو علاقة شكل ومظهر فقط؟ واتبعت أنا احبك وروحي متعلقة بروحك قبل جسدك فقاطعها قائلاً : – وانا لا أريدك أن تبقي معي أرجوكِ اتركيني وصدقيني غداً ستحبين شخصاً أخر غيري وتتزوجين وتنجبين منه أطفالاً وستنسين كل ما عشناه معاً ثارت وقالت له : – يبدو انك قد أحببت غيري إذن وأضافت – هيا اخبرني من هي التي جئت إلي تريدني أن أتركك لها فقال لها – وهل نسيانك سهل وبهذه البساطة : كي أتمكن من عشق امرأة غيرك فقالت : – إذن أنت تحبني وانا احبك ولن أتركك وستذهب وتجري العملية وسنتزوج وننجب أربعة أطفال فقط تذكر أربعة وليس سبعة هيا الآن عليك أن ترتاح قليلاً قبل أن تسافر تذكر بأني سأشتاق لك…



بعد مرور شهرين عاد محمد من السفر بعد أن أجرى العملية وحظر والد محمد إلى منزل شقيقه والد نور ليخبره اليوم الذي قرر فيه أن يقيم لولده محمد ونور حفل الزفاف إلا أنه تفاجأ بقرار شقيقه الذي أخبره بوجوب بفسخ الخطوبة وعدم إتمام الزواج دون ان يوضح له الأسباب فهم والد محمد شقيقه وعاد إلى المنزل و أخبر ولده محمد بقرار عمه الذي أتصل هو الأخر بخطيبته نور وأخبرها بأن تحدد اليوم الذي سيحضر به إليها ليأخذها معه إلى المحكمة وينفصلان رفضت نور وبشدة قرار والدها وضلت تتحدث مع محمد حتى أقنعته أن يمهلها قليلاً من الوقت علها تقنع والدها ؛ كي يتراجع عن قراره إلا أن ذلك لم يغير من الأمر شيء بل زاد من إصراره طلبت نور من والدها عدة أيام قبل أن تقرر الذهاب إلى المحكمة للانفصال عن خطيبها محمد كانت تنتظر حضور جدتها والدة والدتها كانت في طريقها من بيت أحد عمومتها في أحد المدن وعندما جاءت تحدثت نور معها علها تقنع والدها وحدث تحدثت الجدة مع ولدها إلا أن تلك المحاولة كانت قد باءت بالفشل بكت نور كثيراً حينها وأقفلت الباب على نفسها في الغرفة ورفضت الخروج منها والحديث مع احد وضلت ثلاثة أيام فيها دون طعام أو شراب حتى حطموا باب الغرفة ودخلوا عليها فوجدوها مغمى عليها في الغرفة وحملوها إلى المشفى وضلت يومين وخرجت كانت ترجو عطف والدها عله يتراجع عن قراره الذي كان يزيد إصراراً عليه.. . يأست نور من والدها فقررت أن تهرب مع خطيبها واتصلت به واتفقت معه والذي اخبر والديه بما كان يفكر به في اليوم التالي ذهبت نور إلى الكلية واتصلت بمحمد وحظر مع والدته وذهبت نور معهما إلى المنزل وخبئاها في المنزل ثم أتصل محمد بعمه والد نور واخبره بأن نور معه وانهما ليسا في المنزل وان عليه أن يقرر أما أن يعود بها بشرط أن يوافق على إتمام الزواج وأما سيأخذها معه ويتزوجان ولن يعودا إلى الأبد انهار والد نور من هول الصدمة ولكنه في النهاية خضع لقرار محمد ونور وتم الزواج وأقاموا لهم فرحاً دعي إليه جميع الأقارب والأصدقاء وعاشت نور مع محمد حياتها لا تنقصها سوى سعادتها برضاء والديها عليها اللذين أبيا أن لا يرضيا عليها رغم كل محاولاتها ومحمد لإرضائهما إلا بعد أن أنجبت ابنتها الكبرى أمل و وفاة محمد وعلي بعد شهر من ولادة أمل بحادث سير.. . أنهت نور الحكاية فقالت لها أمل التي صار عمرها ثلاث سنوات والتي لم تتم بعد – هذه ليست قصة (فلة والأقزام السبعة) يا أمي أجابتها نور التي تنهدت وقالت : – صحيح هذه ليست قصة (فلة والأقزام السبعة) يا صغيرتي أنها قصة من قصص النصيب.



ايمان نجاح العبيدي – بغداد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى