عبد الحكيم قاسم - شجرة الحب

بائعة البلح. امرأة شامخة، أثيثة الشعر، تكاد تدرك غدائرها عجزها. عيناها صحنا عسل، شباكان مفتوحان على المتاهات الغريبة. وهى امرأة لينة الصوت مبتسمة ماكرة.
يقولون إنها متاع متاح، وإن من له زند وحبل وقلب جسور، قادر على أن يجتنى شهدها. أما هى فإنها ميادة، تدور تنادى على بضاعتها، تملأ القلوب بالحنين، إذا عبق الكون بغبار فضى شفيف واستضاء القمر وترقرق الأسى كالخرير لا منطلق له ولا مستقر، ونامت الظلال السمراء على إخضرار الضوء فى الحارات. حينئذ يسمع وقع قدميها. ومن الرؤى المنسحبة إلى أبعد الأغوار يأتى صوتها:
يا من يجيب القنانى يا بلح..
ياخد العسل منك...!
وإذا تخلد الأشياء حولها للسكون فى غرفتها، ويتكسر ضوء المصباح الشاحب على بلادة الجدران الطينية فى هزيم مكتوم، تنزع عنها قميصها. تلصق على قمم الأكتاف الناصعة الرخصة العرقانة ذوائب من دفقات الشعر الليلية السوداء. العينان جناحان محلقان اشتياقا. الثديان ناعمان ناعسان مكدودان انتظارا.
أحشاؤها تنوح شوقا. تقتم عيناها عذابا. تحلم برجال، وجوههم مذبوحة بخطوط الدموع على صدرها، تسقى حرقتهم من بئرها، تخبئ مخافتهم تحت جناحها. الظلال السمراء على الحيطان تسقط هاماتها مذلة وكمدا.
حتى يتسلل ضوء الصبح من الشقوق عيونا طفلية متلصصة خائفة. تلقى قميصها على نفسها. تقوم. تخرج إلى النهار. تعانيه إلى المساء. المساء الريفى فى قيعان حارات مفروشة بمربعات الضوء القمرى الأخضر. على واجهات دور طينية تتهدل عليها ذوائب الحطب، تنصت لخفقات الشبشب على تراب السكة.
تنادى على بلحها. تغنى لبلحها. تغنى أشواقها. الحنان الذى بلا حدود يعمر قلبا وذراعين رخصتين ممتلئتين.
الولد
لم يودع قدميه أبدا صون الحذاء، مفرطحتين غليظتين، علمتاه السير الجسور. يسير وسط الطريق، لا يتسكع جنب الحيطان ولا يتخذ سكة مطروقة وطأتها له من قبله الأقدام.
لم يرتد طوال عمره سوى جلباب وحيد مهلهل لا يدارى من جسده شيئا. لم يتعود لحمه رفه الحزن تحت طيات الثياب الثقال. جلده أسمر خشن جاسر مثل ظاهر اليد وباطن القدم. جسده لم يعرف الخجل، أو الرجفة من اللمس، أو التهيب من النظرة معروض على العيون كالكلمة الوقحة العارية الجارحة الواضحة المقاطع والمقاصد.
لم يصدق أن فى الليل عفاريت. ليله لم يكن أبدا غرفة دفيئة مضاءة محكمة الإغلاق. لم يهدهده للنوم صوت حنون مرتجف بالخوف يحكى له الحكايا. كان ليله دائما عاريا شاسع الجنبات فارغا ترن فيه الأصوات كما ترن فى علبة من الصفيح، ليله بلا مخاوف وبلا أحلام نجماته مرتجفات تحدق فى دهشة وغباء.
وكلما اجتمعت حلقة العيال فى المساء، وانشغلت قلوبهم بالمخاوف، وتعذبت ملامح الوجوه وتفنجلت العيون مبهورة برؤى موهومة، كان يجلس بينهم وحيدا، خوفهم لا يصك قلبه. يتلفت حواليه متسائلا أبله غير مصدق. ثم ينهض كاسرا إطار عزلته يغرق فى صخب اللعب حتى يسقط العيال حوله إعياء وهو أبقاهم عنفا وأعلاهم صوتا وأكثرهم توحدا. يضرب، يشتم، يخالف، يجرب أكثر الأشياء خرقا، والعيون حوله ترمقه إنكارا وتخوفا، وهو تطوقه الوحدة إلى الاختناق.
وحينما يوغل المساء يئوب العيال. يعودون إلى الدور فى قيعان الحارات، إلى غرف تضيئها مصابيح راقصة الشعل، تملؤها أنفاس دافئة وروائح دسمة، أو ربما منتنة زخمة. يضحك. فهو لا يعرف الرجوع. داره حيث يقف يدق قدميه. وحيث يريح ظهره غرفته. وفراشه مصطبة جنب جدار فى جوف ليل شاسع نجومه خرساء لا تقول فيغمض عينيه. لا يخاف، لكنه يشتاق لو يدخل فى ركن دافئ حنون. لو يدفن وجهه فى صدر ملىء بالحب. لو يجرب الاحتضان. لو تحيطه ذراعان سمينتان تضمانه. لو كانت له أم تسخن أنفاسها على رقبته فى الليل. آه من وحشة اليتم. تنحدر دموعه سخينة.
شجرة الحب
ما هذا يا ولد..؟
سجرة الحب..!
الكلمة هكذا، من غير ثلاث نقاط، ثاقبة جاسرة غريبة. نظر العيال إلى وجه الولد مذهولين. صَعَّرَ هو خده لهم وشمخ بأنفه عليهم. تحلقوا حوله، عيونهم معلقة بجبينه. يتدافعون يتزاحمون يريدون أن يعرفوا، وهو قائم بينهم كتمثال معبود. هتف واحد من العيال ملهوجا مشروخ الصوت:
وكيف..؟
تقدم الولد إليهم برصانة. انبعجت حلقة العيال منفسحة تجاه خطوته. أخذ الطاقية الصوفية الحمراء من على رأس الصغير:
هكذا..!
كوَّر الطاقية فى قبضة يده اليمنى. استل منها ثنية صغيرة بين أصبعيه. أراح مؤخرة رأس الصغير فى كفه الأيسر. أقبل على الجبين يحكه بثنية الصوف. صنع فيه سحجة مستطيلة تمتد مما بين الحاجبين صاعدة حتى منبت الشعر تتندى بسائل شفيف يميل إلى الاصفرار.
وإذا كان قد انتهى فإنه طوح بالطاقية التقطها الصغير وهو يتحسس جبينه الملتهب غير فاهم شيئا. داخ العيال بين الجبين المشجوج والولد المبتسم فى استعلاء عيونهم مفنجلة دهشة. يسألون:
ولا شىء أكثر..؟
وفى الصباح كانت السحجة قد طابت وصار لونها بنيا قاتما. وفى الصباح كانت جباه مشقوقة بسحجات بنية تمتد مما بين الحاجبين إلى منبت الشعر. على كل جبين شجرة حب. وجوه عالية الأنوف مجتمعة ماضية. تحلقوا فى الأماسى يتكلمون فى عذوبة القمر. أصواتهم رصينة وأحاديثهم شجية عن:
سجرة الحب..!
الكلمة رائعة. والحب صوت ذو أصداء، أصداء مبهمة آتية من آفاق ضبابية محاطة بالمخاوف والارتجاف. ارتجاف يود القلب من وراء الوعى أن يستعيده، يجتره ويستطعمه.
عن الرجال
وجوه العيال حيثما نظرت نحيلة رقيقة شاحبة غضة. عيونهم واسعة دعجاء كثيفة الأهداب تملأ القلوب حنانا. لكن الجباه إذا تشق بهذه السحجات البنية، إن الرجال إذن يرتابون، تغيم آفاقهم بسحب الخوف.
وحينما تسخن الشمس فى الضحى، وتتلوى البهيمتان تحت النير فى محاولات أليمة، وسلاح المحراث يشق الثرى الهش، والرجل من فوق كل هذا يفرقع بسوطه فى الهواء قادرا مسيطرا.
وحينما يترقرق مصباح الكيروسين الملمع ساجيا حالما متعاليا على صخب وسط الدار فى العشية وقد تحلق الجميع حول قصعة الطعام متربعين، والأب الكبير فى الصدر كتفاه عريضتان عاليتان ممتلئتان قوة...
وحينما تسكن كل الأشياء فى قلب الليل، وتعبق الغرفة برائحة عرق أجساد النائمين المفروشة على ظهر الفرن، وتتردد الأنفاس فى نظام مستسلم مريب بعيد الغور. حينئذ تترقرق فى قلب الزوج، فى الفراغ المكبوس بالظلال رغبة كالخاطرة الحزينة. يمتلئ خوفا. تتسلل يده إلى امرأة، تزحف الأصابع على طراوة اللحم. لدانة ساخنة مطاوعة مبلولة مخبوءة تحت طيات تكتم خائف متأثم..
الجباه المشقوقة بتلك السحجات البنية مما بين الحاجبين إلى منبت الشعر، فى ضحى الشمس الباهر، فى ضوء المصباح الساجى، فى ظلام الغرفة العابقة برائحة عرق الأجساد، فى كل وقت وفى كل مكان، يخرجون من كل ركن وجوها طفلة. يدفعونك، يحاصرونك ماكرين عارفين قساة لا يرحمون، تبرق عيونهم جسارة. يسأل الرجل متحشرجا:
ما هذا يا ولد..؟
ويأتى الرد معاجلا وقحا جسورا:
سجرة الحب..!
لم تعد لأحاديث الرجال طلاوة ولا للضحكات أصداء مجلجلة. وكثيرا ما يرين الصمت على المجلس وتصَّاعد على العيال مشاعر حاقدة، مشاعر ذئبية.
معلم الصبيان
يعصف به الغضب إلى الجنون. يحس ألما ثعبانيا يتلوى فى عروقه، سرطانا ينهش فى خلاياه. يغمض عينيه. يصر على أسنانه. يكاد يسحق قطعة الطباشير بين أصبعيه. يلتفت إلى العيال صارخا. هؤلاء الكلاب، إذا يستدير لهم يخرسون، تتطلع إليه صفوف وجوههم النحيلة الشاحبة وصفوف عيونهم المفنجلة بالذعر والبراءة. يجتاحهم بالعصا يمزقهم تمزيقا. يولولون أذلاء غارقين فى الدموع. تملؤه النشوة والارتياح وتفتر شفتاه عن بسمة مهتزة مترددة. يستدير إلى السبورة تاركا صفوف العيال فى حراسة الخوف. لكنهم يعودون هؤلاء الكلاب إلى ذلك الهمس. ما يدير لهم ظهره حتى يسمع الحركات الغريبة واللغط المكتوم.
الحقائق بالغة البساطة والجد، وتلك الخطوط السمراء فى الخرائط المعلقة على الحيطان إنما هى أنهار وجبال ووديان. وفى تلك الناحية من الدنيا ناس ذهبيو الشعر، عندهم قطر كهربائية مارقة وطائرات كالرعود. يشرح المعلم ويعيد الشرح، لكن العيال لا يفهمون. كلاب جرباء. يمرعون عقولهم فى أكوام السباخ. تفترس دماءهم ديدان البلهارسيا التى تتسلل إليهم من أقدامهم الحافية تماما كما هو موضح فى اللوحات المعلقة. لكنهم لا يتعلمون. يلغطون خلف ظهره ويلهون بالضحكات والدسائس.
يخرج المعلم يمشى فى العصارى وإلى جانبيه مساعداه. يلقى السلام على الناس، ويرهف قرون استشعاره يتحسس الكلمات وملامح الوجوه والنظرات فى العيون، أترى يبجله الناس أم يسخرون منه؟ بماذا يهمسون خلف ظهره؟ ماذا يحكى العيال لأهلهم عنه؟ يحكم جبته السابغة حول جسده، الجبة العظيمة التى لا يتخلى عنها أبدا.
يكره مساعديه، ذلك الطويل المنحنى ذا الغليون الذى لا يخرج بيديه من جيبى بنطلونه أبدا، وذلك القصير التائه النظرات الذى لا تكف شفتاه عن الارتجاف بالتسابيح. لو كان معه مدرسان أفضل لكان استطاع أن يصنع شيئا من هذه المدرسة التى هى حظيرة قميئة قابعة وسط أكوام السباخ.
الليل الريفى ترتجف فى قيعانه الهمسات الغامضة. غرفة المعلم كئيبة الحيطان. زجاجة مصباحه مطموسة بالسناج. وقف عاريا أمام مرآة الدولاب العتيق. ساقاه رفيعتان متقوستان وكرشه كالقربة وضلوع صدره ناتئة وساعداه متدليان هزيلان. جسد حربائى. أسدل على نفسه جلباب نومه. مشى إلى سريره. أحكم اللحاف حول نفسه. يحدق فى ظلام الغرفة خائفا.
يوم غير مجيد
فى ضحى ذلك اليوم كان المعلم القمىء المتغضن الوجه يحس بإحساسات مجيدة، حينما وقف على سلم المدرسة الوسخ المتآكل وإلى جانبيه مساعداه. فى الباحة الصغيرة قدام المدرسة تحت ناظريه امتد صفان من العيال، رثين مهلهلين تقف وراءهما أكوام السباخ. على البعد وقف الآباء ينظرون. فى الفضاء صمت معلق متدل مثل حبل المشنقة.
نزل المعلم الدرجات القليلة متمهلا. عصاه الطويلة فى يده. وقف بين صفى العيال. صرخ فيهم وهو يضرب الأرض بالعصا:
فليخرج من الصف من على جبينه شجرة حب..!
الصفان يتلويان فزعا. العيال يتزاحمون. يتدافعون بلا نظام. الأيدى تجتمع فى ظهر واحد لتدفعه خارج الصف. ثم واحد وواحد وواحد. تجمع المذنبون مقعين حول قدمى المعلم مرتجفين صفر الوجوه مشجوجى الجباه بسحجات انسخلت عنها قشرتها البنية وانتثرت عليها رقطات بيضاء محمرة.
ارتعد جسد المعلم بغضب عارم. رفع عصاه إلى أعلى وانهال بها على العيال يمزقهم تمزيقا. تشق العصا الجلابيب الرقيقة عن الأجساد الطرية وتذبحها ذبحا. الصراخ يمزق الصمت المعلق. الوجوه الطفلة معجونة بالرعب والدموع.
تأمل المعلم كومة العيال ترتعش محمومة وتتخبط عمياء عند قدميه مثل كومة قطط وليدة. استجمع أنفاسه المبهورة تعبا ثم بصق عليهم استدار صاعدا درجات سلم المدرسة القليلة الوسخة.
فى ذلك اليوم استدبر المعلم العيال ليكتب الدرس على السبورة ولم يسمع وراءه لغطا. لكنه كان كل حين يساوره الشك فيلتفت إليهم فجأة وبكل سرعة يريد أن يضبط التعبير المرتسم فى عيونهم المسلطة على ظهره. فى كل مرة كان يرى الرعب ملء عيونهم فتهدأ شكوكه إلى حين.
ثمالات أحاديث
شجرات الجميز متباعدات على شطآن الترع، أمهات قاعدات هنا منذ الأزل. شجرات الصفصاف دلين غدائرهن فى الماء عبر غبش جاثم على السطح الصقيل. الحقول امتداد شاسع من عيدان ناعسة. على الأوراق مخمل من أوائل الندى. الكون صفاء شفيف. كومة البيوت سوداء عند الأفق. كومة جراء ساكنة فى حضن كلبة أم.
مجالس الرجال فى الأماسى حزينة. الملافح أحكمت حول وجوه خددتها السنون. انعكست جمرات الموقد المحتضرة على العيون الخابية. نبشت فى التراب أصابع معروقة مثل مخلب طائر نافق. يا للتراب، مصنوع من آلاف القلوب التقية وآلاف القلوب الشقية، التى ملأها الحزن، والتى استخفها السرور. لا جدوى. القدر لا يرد. لا غناء فى السؤال أو الإلحاح فى الجدل.
توزعت فى الحارات تحت القمر بضعة ظهور محنية، وخفقت نعال الآيبين على الثرى خفقا مغرقا فى الوحشة. فى الغرفة فتحت امرأة وحيدة عينيها على الظلام. المساء، الجوى وأنين الأحشاء. ليس أكثر حرقة من دموع امرأة وحيدة.
غنت البائعة نادت على بضاعتها:
يابن الطويلة يا بلح..
يا هز نخلتنا..
خسارة فى التراب.
يا نايح..
الليل الريفى مائة ألف نجمة مرتجفة، مائة ألف عين عمياء، مائة ألف أذن مشرئبة. الطبيعة الساكنة حبلى بالهمسات والوسوسات. ربما هى جنادب تحفر بسيقانها المنشارية فى طراوة الثرى، ربما هى فراشات غضة تثقب شرانقها أو لوزات تنشق عن نواراتها. فى هذا الليل، ما أشوق كل المخلوقات للصبح، للنور تزدهى فيه أوراق النوار وأجنحة الفراش.



.
عبد الحكيم قاسم.jpg

تعليقات

عبد الحكيم قاسم

يعتبر القاص والروائي المصري عبدالحكيم قاسم (حكم.. كما يسميه اصدقاؤه ) من العلامات البارزة في الكتابة القصصية والروائية العربية، وينتمي لموجة الحساسية الجديدة بتوصيف ادوار الخراط والتي كان جيل الستينات الكبير بكل رموزه الفكرية و زخمه وحيويته وثوريته وعراكه الثقافي والايديولوجي والسياسي اهم افرازات ومميزات هذه الحقبة التاريخية ، و لانكاد نذكر هذا الجيل دون ذكر اسماء عبد الحكيم قاسم و صنع الله ابراهيم وابراهيم اصلان ومحمود الورداني وابراهيم عبد المجيد وعبد القادر القط وجمال الغيطاني وعبده جبير ومجيد طوبيا ومحمد مستجاب ويحيى الطاهر عبد الله واحمد هاشم الشريف وبهاء طاهر ومحمد البساطي وصبري موسى ويوسف القعيد وغيرهم من من يمثلون بحق نواة هذا الجيل الكبير بما للكلمة من معنى، و الذي حمل هم وطن مزقه الفقر والتخلف وشتته القمع ورسم بحق ملامح مجتمع في مفترق الطرق ودافع عن مكاسبه بما اوتي من صلابة راي وصدق مواقف

ولد المبدع عبد الحكيم قاسم بقرية البندرة قرب طنطا سنة 1934 انتقل في منتصف الخمسينات إلى القاهرة وبدأ الكتابة الأدبية في منتصف الستينات حينما سجن لمدة أربع سنوات لانتمائه ل تنظيم يساري . عاش في المنفى ببرلين من عام 1974 إلى عام 1985 لاختلافه مع النظام ثم رجع إلى القاهرة حيث توفي عام 1990.

يقول عنه صديقه محمد شعير
( كان الروائي المصري الراحل عبدالحكيم قاسم قد سافر في بداية السبعينيات إلى ألمانيا بهدف المشاركة في إحدى الندوات عن الأدب العربي، وبدلا من أن يظل أسبوعا، كما كان مقررا، امتدت رحلته أكثر من خمسة عشر عاما. عندما وصل إلى هناك قرر البقاء للدراسة، وأعد بالفعل أطروحة حول "جيل الستينيات في الأدب المصري" ولكنه لم يناقشها، وعمل أيضاً في المساء حارسا ليليا لأحد القصور. احساس قاسم بالفراغ والوحدة جعله يمضي وقته بالكتابة، هناك كتب كل أعماله الروائية والقصصية باستثناء "أيام الإنسان السبعة"، و"محاولة للخروج"... )
 
عبد الحكيم قاسم

يعتبر القاص والروائي المصري عبدالحكيم قاسم (حكم.. كما يسميه اصدقاؤه ) من العلامات البارزة في الكتابة القصصية والروائية العربية، وينتمي لموجة الحساسية الجديدة بتوصيف ادوار الخراط والتي كان جيل الستينات الكبير بكل رموزه الفكرية و زخمه وحيويته وثوريته وعراكه الثقافي والايديولوجي والسياسي اهم افرازات ومميزات هذه الحقبة التاريخية ، و لانكاد نذكر هذا الجيل دون ذكر اسماء عبد الحكيم قاسم و صنع الله ابراهيم وابراهيم اصلان ومحمود الورداني وابراهيم عبد المجيد وعبد القادر القط وجمال الغيطاني وعبده جبير ومجيد طوبيا ومحمد مستجاب ويحيى الطاهر عبد الله واحمد هاشم الشريف وبهاء طاهر ومحمد البساطي وصبري موسى ويوسف القعيد وغيرهم من من يمثلون بحق نواة هذا الجيل الكبير بما للكلمة من معنى، و الذي حمل هم وطن مزقه الفقر والتخلف وشتته القمع ورسم بحق ملامح مجتمع في مفترق الطرق ودافع عن مكاسبه بما اوتي من صلابة راي وصدق مواقف

ولد المبدع عبد الحكيم قاسم بقرية البندرة قرب طنطا سنة 1934 انتقل في منتصف الخمسينات إلى القاهرة وبدأ الكتابة الأدبية في منتصف الستينات حينما سجن لمدة أربع سنوات لانتمائه ل تنظيم يساري . عاش في المنفى ببرلين من عام 1974 إلى عام 1985 لاختلافه مع النظام ثم رجع إلى القاهرة حيث توفي عام 1990.

يقول عنه صديقه محمد شعير
( كان الروائي المصري الراحل عبدالحكيم قاسم قد سافر في بداية السبعينيات إلى ألمانيا بهدف المشاركة في إحدى الندوات عن الأدب العربي، وبدلا من أن يظل أسبوعا، كما كان مقررا، امتدت رحلته أكثر من خمسة عشر عاما. عندما وصل إلى هناك قرر البقاء للدراسة، وأعد بالفعل أطروحة حول "جيل الستينيات في الأدب المصري" ولكنه لم يناقشها، وعمل أيضاً في المساء حارسا ليليا لأحد القصور. احساس قاسم بالفراغ والوحدة جعله يمضي وقته بالكتابة، هناك كتب كل أعماله الروائية والقصصية باستثناء "أيام الإنسان السبعة"، و"محاولة للخروج"... )
 
أعلى