عائشة مخماخ - أيها الحمام ما أجمل مشيتك

اياتبير اوا اخيد تاودا غورش
أيها الحمام ما أجمل مشيتك
.. تضحك دائما وأنا أغني لك هذه الأغنية وأنا في الرابعة من عمري. هل إذا غنيتها الآن ستضحك؟
اياتبير اوا اخيد تاودا غورش…
بعد التحية والسلام أتمنى أن تكون بخير. ..
أنا حفيدتك الأولى(تمنزوت)
مرت عشرون سنة مذ ذهبت لكن لم أنسك يوما ….
أريد أن أعاتبك على رحيلك، لأنك تركتني دون إكمال حكاية جنية المقابر (تاسردونت نيصمضال). لم أكن خائفة وأنت تخفيني في سلهامك، فلا أقلق الآن وأنت بعيد. أسمع في الليل وقع أقدامها فأخاف. نسيت أيضا أن تعطيني منبهك كما وعدتني، منبه فيه ديك يأكل زرعا مع كل ثانية. ولم تخبرني باسم حبيبتك الفرنسية، تلك الممرضة الجميلة التي أنقذت حياتك بعد فرارك من الألمان. جدي لم أنس أي شيء، أنت المخزني المطيع. حاربت مع الفرنسيس وسجنك الألمان وفررت عابرا الحدود في الثلج والبرد. شربت الخمر كي تدفئ جسدك وتروي عطشك ويقينك أن الله سينجيك. عدت إلى قريتك وضاعت أوراقك فلم تحصل على معاشك من الفرنسيس (إرومين) لكنك مبتسم دائما وقنوع، فكسكس البن في الصيف وأولادك الناجحون معك عزاؤك الوحيد .جدي هل تريد أن أريك كيف يمشي الحمام؟
غني لي ذا اياتبير اوا اخيد تاودا غورش.
من يكمل لي الحكايات؟من سيخفيني خلف ظهره كما تفعل حين تأتي جدتي لتضربني؟ أتذكر تقول لها (الحرمانو)…
أحيانا أشم رائحة سجائرك التي كنت تقسمها و تضعها في علبة الكبريت تشعلها وأنا أرافقك لسقي النعناع نتوقف في حديقتك الصغيرة. تعطيني مفتاح الباب الخشبي أديره بكل قوتي فتضحك ….تسقي الماء من البئر وتأخذ طوبة تجلس عليها . أعرف حينها أنك ستحلق ذقنك تحت أشعة الشمس. أمسك لك بقطعة المرآة المكسرة تركب موسك العجيب وتأخذ قطعة الصابون الممزوجة بالتراب. أحب أن أرى الرغوة على وجهك .. أتعب من حمل المرآة فأتركك لأرى الحمام يشرب من ماء السقي
باحلو(جدي) هان اتبيرن (هاهو الحمام)
أراقبك دائما حتى لما كانوا يغسلونك كي تذهب بعيدا كنت هناك أرى جسدك اليابس و أسمعك تقول اختبئى فلا أريد أن يراك أحد فيمد يده عليك.
جدي لم أبك عندما رحلت. قالو إن الدموع ستحرقك فلم أبك. الله لن يحرقك لأني أبكي الآن هل هذا صحيح؟!…..
قبلاتي.


الكاتب : عائشة مخماخ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى