ديوان الغائبين ديوان الغائبين : عمرو تاج العلم - مصر - 1962 - 1999

ولد عمرو تاج العلم إبراهيم راشد في مدينة بلقاس (محافظة الدقهلية - مصر) وتوفي فيها.
قضى حياته بمصر والكويت معارًا إليها.
تلقى تعليمه قبل الجامعي بمدارس بلقاس، ثم التحق بكلية الآداب - جامعة المنصورة فدرس اللغة الإنجليزية وآدابها، وتخرج فيها عام 1985.
عمل مدرسًا للغة الإنجليزية في عدة مدارس بمدينته، ثم سافر إلى الكويت معارًا للتدريس في مدارسها 1990، وعاد بعد غزو الجيش العراقي للكويت، فعمل أمينًا لمكتبة مدرسة بلقاس الثانوية، كما عمل موجهًا للصحافة المدرسية.
كان عضوًا في نادي الأدب بجامعة المنصورة، ونادي الأدب بقصر ثقافة المنصورة، كما كان عضو رابطة الشعر ببلقاس، ونشط في كثير من الفعاليات بمحافظته،
فقد كان خطاطًا وعازفًا موسيقيًا على آلتي الكمان والناي، كما أصدر مجلة «إرهاصات» فصدر منها عددان وتوقفت بوفاته.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان صدر بعد وفاته بعنوان: «جار القمر» - دار النهار للطباعة والنشر - بلقاس - 2000، وله قصائد منشورة في كتاب تذكاري عنه بعنوان: «لك السلام»، وله قصيدة بعنوان: «أنت والنهر» - المجلة العربية - عدد (961) - السنة التاسعة - المملكة العربية السعودية - أكتوبر 1985، فضلاً عن قصائد منشورة في عدة مجلات: «مجلة الدقهلية» - «الشباب والرياضة» - «بداية» - «الأرض» - «8 ديسمبر» - «رامتان» - «الرابطة» - «أخبار بلقاس»، كما وله مسرحية شعرية بعنوان: «النافذة»، وقصة شعرية للأطفال بعنوان: «ميشو الأرنب» - بالعامية المصرية.

الأعمال الأخرى:
- كتب عددًا من المقالات ونشر بعضها في الصحف والمجلات ومنها: «احتراف» - «من ملكوت ابن سيرين وغابات فرويد» - «حساب الجمل»، وله دراسة نقدية بعنوان: «الاتجاه الأدبي والتكنيك الفني عند الشاعر صلاح شفيع»، كما كتب عرضًا لقصة ديستويفسكي «الوديعة».
بدأ بنظم القصيدة العمودية، ثم تحول إلى قصيدة التفعيلة، وظل يراوح بينهما، كما نظم بالفصحى والعامية، وفي شعره الفصيح ملامح تقليدية، وقصائده الأولى
تحمل سمات رومانسية، أما قصائده الأخيرة فكانت تعكس نضجًا وتطورًا في تجربته الشعرية، غلبت عليها الوجدانيات مثل قصيدتيه «إلى صديق»، «إلى الأم»، وفيهما ميل إلى التأمل ومسحة من الحزن، لغته سلسة، صوره قليلة، ومعانيه مطروقة.
حاز المركز الأول في مسابقة للشعر بكلية الآداب عام 1982، كما حاز المركز الثاني على مستوى جامعة المنصورة عام 1983.

مصادر الدراسة:
1 - مجموعة مؤلفين: لك السلام - كتاب تذكاري عن المترجم له - دار النهار للطباعة والنشر - بلقاس 2000.
2 - اتصال هاتفي من الباحث أحمد الطعمي بأسرة المترجم له - 2003.

عناوين القصائد:

أنت والنهر
قلبي يحنُّ إلى مدينةِ طه
إنَّ موعدهَم الصبحُ

* أنت والنهر

قطراتُ نـورٍ فـوق نهــــــــــــــرٍ يُعتصَرْ
نـامتْ كعصـفـورٍ هـزيلٍ مُنكـــــــــــــسِرْ
والأفْق غطَّى بـالغمـام لـحـزنِهــــــــــا
وبكى لهـا دمعًا فخضَّبـــــــــــــه السَّحَر
والـمـاءُ أَنَّ الروحُ مـنه لـدمعِهـــــــــا
وسَرَتْ جنــــــــــــــــازاتٌ بذرّات النَّهَر
والصخرةُ الـبـيضـاء غطَّى وجهَهـــــــــــا
أطـيـافُ مـوتٍ أسـودٍ لــــــــــــيست تَذَر
فلـتبْسمـي لـيعـودَ للكـون الهَنـــــــــا
ويعـودَ للأفق الثُّريّا والقـمــــــــــــر
وتعـودَ للـمـوج الـحـيـاةُ ضحـــــــــوكةً
وتعـود أرواحٌ لـــــــــــــــذرَّاتِ النَّهَر
ويعـود شعـري مستـــــــــــــــردّاً روحَه
مـن بعـد أن أبكـاهُ حـزنك وانــــــــتحَر

***


* إنَّ موعدهَم الصبحُ

وما زال صوتك «فيروزُ» يشدو
يُناجي رُباها
وينبتُ زهرًا حزينًا بوديانِنا
ويهمس في لحن آلاتنا
وينساب دمعًا فيملأ جوفَ الصناديقِ
تخنقُ بالدمع أنغامَنا
سنرجع يومًا إلى أرضنا
ونغرق في دافئاتِ المنى
سنرجع مهما يمرُّ الزمان
وتنْأى المسافاتُ ما بيننا
وما أجملَ القَطْرَ عندَ الهجيرْ
وما أجملَ الحلمَ نهوي إليه تُحرِّقُنا يقظاتُ الألمْ
وما أجملَ الحزنَ نَجترُّ منه بقايا الفرحْ
ولكنْ ستأتي النهاياتُ تترى
لتُنبئَ عن موت هذا الحُلُمْ
وتنأى المسافاتُ
تنأى المسافاتْ
بهيكلِ عذرائِنا المنقسمْ
ونُصرَعُ بين دُروع التمنِّي
وفي الذات نقشٌ لشكل المذنَّبِ
يحوي الجميلةَ
يأخذها للمدار السحيقْ
ويمضي الزمانُ
وتنأى المسافاتُ
تنأى المسافاتُ
ما بيننا

وما زال صوتك «فيروز» يبكي الديار العتيقهْ
فيأخذ كلُّ محبٍّ طريقَهْ
ويركع فوق التلال ويبكي
رفاتَ الطللْ
ولكنْ لنا نَجْدنا المستقيم لحيثُ هناك
سلكناه ألفَ خريفٍ وليلهْ
وعُدْنا بشوق الفراق البعيدْ
ولم نقربِ الحصنَ
حيث هناك النصولُ موارقُ بين البشرْ
وحيث الرهان عليك - إذا أبصروكِ -
متاعٌ يسيرْ
نعود إلى زمرة الحيِّ
كلٌّ يوارى نحيبَه

ويجأر صوتُكْ،
ينادي الضمائرْ
نداءَ الكليم بجوف المقابرْ
ويلعن صوتكْ
ينادي الغضبْ




عمرو تاج العلم.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى