محمد اسقاف النشاشيبي - نقل الأديب

118- المرأة والكتب

في (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) لابن أبي أصيبعة: حدثني الشيخ شديد الدين المنطقي بمصر قال: كان الأمير ابن فاتك محبا لتحصيل العلوم، وكانت له خزائن كتب، فكان في أكثر أوقاته إذا نزل من الركوب لا يفارقها، وليس له داب إلا المطالعة والكتابة. وكانت له زوجة كبيرة القدر من أرباب الدولة. فلما توفي (رحمه الله) نهضت هي وجوار معها إلى خزائن كتبه، وفي قلبها من الكتب، وانه كان يشتغل بها عنها، فجعلت تندبه، وفي أثناء ذلك ترمي الكتب في بركة ماء كبيرة في وسط الدار هي وجواريها. . . ثم أشيلت الكتب بعد ذلك من الماء. وقد غرق أكثرها، فهذا سبب أن كتب المبشر بن فاتك يوجد كثير منها وهو بهذه الحال

119 - على الطنبور

قال جحظة: وهب لي جعفر بن المأمون طنبور عبيدة الطنبورية فإذا عليه مكتوب بآبنوس:

كل شيء سوى الخيانة في الحب يحتمل

120 - حتى متى أرفعك؟

قال أسماء بن خارجة لجاريته:

أخضبيني

فقالت: حتى متى أرفعك؟!

فقال:

عيرتني خلقاً أبليت جدته ... وهل رأيت جديداً لم يعد خلقاً

121 - في الدنيا والآخرة

قال الجاحظ: روي أن أعرابيا اشتد عليه البرد فأصاب نارا، فدنا منها ليصطلي بها وهو يقول: اللهم، لا تحرمنيها في الدنيا ولا في الآخرة

122 - الجديد والقديم أبو بكر محمد بن نصر الأوسي:

وان كان عندي للجديد لذاذة ... فلست بناس حرمة لقديم

123 - إذا استحكمت المودة بطلت التكاليف

قال عبد العزيز بن الفضل: خرج القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج وأبو بكر محمد بن داود الظاهري وأبو عبد الله نفطويه إلى وليمة دعوا لها، فأفضى بهم الطريق إلى مكان ضيق، فأراد كل واحد منهم أن يتقدم عليه، فقال ابن سريج: ضيق الطريق يورث سوء الأدب

وقال ابن داود: لكنه يعرف مقادير الرجال. . .

فقال نفطويه: إذا استحكمت المودة بطلت التكاليف

124 - غزل الصداقة

في (المقابسات) قال الحسن بن وهب: غزل الصداقة أرق من غزل العلاقة)

وهذه نفثة فاضل قد أحس كمال الصداقة

125 - أسمه أبو العتاهية

تكلم بعض القصاص قال: في السماء ملك يقول كل يوم: لدوا للموت وابنوا للخراب.

فقال بعض الأذكياء: اسم ذلك الملك أبو العتاهية. . .

126 - الشاكر والصابر في الجنة

نظرت امرأة عمران بن حطان يوما في المرآة - وكانت أجمل النساء - فأعجبها حسنها، ونظرت إلى عمران - وكان قبيحا فقالت أبا شهاب، تعال فانظر في المرآة! فجاء فنظر إلى نفسه وهو إلى جانبها كأنه قنفذ ورأى وجها قبيحا، فقال: هذا أردت؟!

فقالت: إني لأرجو أن أدخل الجنة أنا وأنت

قال: بم؟

قالت: لأنك رُزقتَ مثلي فشكرت، ورزقت مثلك فصبرت. والشاكر والصابر في الجنة. . .

127 - فلا في (العمدة) لابن رشيق: قيل لأبي السائب المخزومي: أترى أحدا لا يشتهي النسيب؟

فقال: أما ممن يؤمن بالله واليوم الآخر فلا. . .

128 - لا حكم إلا للملاح

أبو القاسم المرتضى:

بيني وبين عواذلي ... في الحب أطراف الرماح

أنا خارجي في الهوى ... لا حكم إلا للملاح

129 - ماء الملام، جناح الذل

قال أبو تمام في قصيدة:

لا سقني ماء الملام فإنني ... صب قد استعذبت ماء بكائي

فبعث مخلد الموصلي إليه بقارورة يسأله أن يبعث له فيها قليلا من ماء الملام، فقال لصاحبه: قل له يبعث إلي بريشة من جناح الذل لأستخرج بها من القارورة ما أبعث إليه

قال ابن أبي الحديد: هذا ظلم من أبي تمام لمخلد، وما الأمران سواء لان الطائر إذا أعياه تعب وذل، وخفض جناحه، وكذلك الإنسان إذا استسلم ألقى بيديه ذلا، ويده جناحه، فذاك هو الذي حسن (واخفض لهما جناح الذل) ألا ترى لو أنه قال: واخفض لهما ساق الذل أو بطن لم يكن مستحسنا

130 - ولع الشعراء ببعض الألفاظ

في (سر الفصاحة) للخفاجي:

قلما يخلو واحد من الشعراء المجيدين أو الكتاب من استعمال ألفاظ يديرها في شعره. وقد كان أبو الحسن مهبار ابن مرزويه ممن غَرِى بلفظ (طين وطينة) فما وجدت له قصيدة تخلو من ذلك إلا اليسير.

وقال أبو الفتح بن جني: لأبي الطيب المتنبي: إنك تكرر في شعرك (ذا وذي) كثيراً، ففكر ساعة ثم قال: إن هذا الشعر لم يعمل كله في وقت واحد. فقلت: صدقت إلا أن المادة واحدة، فأمسك

131 - القاضي بسعادتك قال أبو اليمن زيد الكندي: كنا نلقب أبا المكارم محمد بن الملك بن أبي جرادة (القاضي بسعادتك) وذلك أن القلانسي دعاه في وليمة - وكنت حاضرها - فجعل لا يسأله عن شيء فيخبر عنه بما سر أو أساء إلا قال في عقبه (بسعادتك) فان قال له: ما فعل فلان؟ قال: مات بسعادتك، وان قال له: ما خبر الدار الفلانية؟ يقول: خربت بسعادتك. فسميناه (القاضي بسعادتك) وكان يقولها لاعتياده إياها لا لجهل كان فيه، وكان أدب وفضل وفقه وشعر جيد

132 - وبأ حسنت لا يباع دقيق

حضر جحظة مجلس بعض الكبار مراراً، وكان إذا غنى يقول له: أحسنت، ولم يكن يخوله شيئا، فقال فيه:

إن تغنيت قال: أحسنت أزدني ... وب (أحسنت) لا يباع دقيق

133 - فلهذا يرقص الحبيب

قال كان: من معاني الأبيوردي البديعة قوله من جملة أبياتا وصف الخمرة:

ولها من ذاتها طرب ... فلهذا يرقص الحبب

134 - أنت الحسن إذن

قال أبو نواس: استقبلتني امرأة فسفرت عن وجهها، فكانت على غاية الحسن، فقالت: ما اسمك؟

قلت: وجهك

قالت: أنت الحسن إذن!

135 - يتيم

قال ابن خالويه في كتاب (ليس): أنشدني أعرابي:

ثلاثة أحباب: فحب علاقة ... وحب تِمِلاّق وحب هو القتل

فقلت له: زدني

فقال: البيت يتيم.

136 - فر زيتون من الجبن

في (الغيث المسجم) للصفدي: كتب القاضي محي الدين عبد الله بن عبد الظاهر لما التقى (الملك الظاهر) مع (زيتون الفرنجي) قريبا من عكا، وهرب زيتون، وأسر غالب من كان معه من الفرنج، فجاء في جملة الكتاب: (وفر زيتون من الجبن) قيل إن الملك الظاهر لما سمعها أعجبته وخلع عليه

137 - أينما كانت انتفعنا بها

في كتاب (قضاة قرطبة) لمحمد بن الحارث الخشني:

قال محمد بن فرج الفقيه: ما رأيت أعقل من زياد بن عبد الله (الخطيب بالمسجد الجامع بقرطبة) قلت له يوما: يزعم هؤلاء المعدلون إن هذه الشمس. مقرها السماء الرابعة. فقال: (أينما كانت انتفعنا بها) ولم يزدني على ذلك فعجبت من عقله



مجلة الرسالة - العدد 209
بتاريخ: 05 - 07 - 1937

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى