محمد عباس اللامي - نجلاء والزير كامل.. قصة قصيرة (2)

قبل ايام اكملت العشرين من عمري وتركت الدراسة بعد ان حصلت على الشهادة الثانوية.. ورغم رغبتي الشديدة في اكمال دراستي الا ان امي رفضت ذلك وكانت تقول ان الكلية مختلطة وتخاف علي من هذا الاختلاط.. كما انها غير قادرة على تأمين مصاريف الكلية ولاسيما ان والدي متوف وما اتقاضاه من راتب تقاعدي بالكاد يغطي مصاريفي وقد تزوجت امي بعد وفاة والدي بسنتين وكانت تقول ان ذلك الزواج من اجل تأمين عيشنا والواقع انها عاشت قصة حب عنيفة وكانت هي اكبر منه بسبع سنوات وفعلت المستحيل من اجل الزواج منه.. مع انه كان شديدا وقاسيا معها واحيانا يضربها وبشدة وايضا كان يعاملني بخشونة ويتكلم معي دائما بالأوامر.. ورغم كل ذلك كانت تحبه حبا عميقا وتخشاه الى حد الموت.. والشيء الوحيد الذي كان يشغل امي هو زواجي فكانت تدعو الله سبحانه وتعالى ان يكتب لي نصيبا ارتاح منه وان يعجل بزواجي فكنت اقول لها وانا اضحك: كلشي بالقسمة والنصيب.. فتقول: اي بنيتي مثل متكولين.. لم اكن جميلة قياسا الى الجمال ولكن كنت مقبولة ويقولون عني (محبوبة) لاني طبيعية وغير معقدة وبسيطة ورغم معاناة المعيشة والعوز الا اني كنت اغطي كل ذلك بالمرح والابتسامة التي ارسمها على وجوه الآخرين. وكنت انادي زوج امي بعمي كامل.. الذي كان يعمل دلال عقارات ولديه مكتب وكنا نسمع عنه انه زير نساء وكانت مسيرته لا تخلو من فضائح عدة حصلت في المكتب وكلها بسبب النساء وكانت امي لا تتجرأ ان تحادثه عن ذلك.. وكانت امي حريصة ان لا التقي به خلال تواجده في البيت بقدر الامكان.. وكانت هي تلبي طلباته كافة دون ان يكون بحاجة لي واعتقد ان امي تغار مني على زوجها.. وكانت تقول لي دائما: بان انوثتي اصبحت كاملة ومثيرة في آن معا ولم اكن اعير انتباها الى هذا الجانب وارى ما طرأ على جسدي من تغييرات فوجدت ان امي محقة فعلا فانا املك جسدا رهيبا متكاملا بكل مساحاته وقياساته ولقد ورثت ذلك عن امي فهي كذلك رائعة الجمال والجسد.. وكانت كثيرا ما تحذرني من زوجها وتقول انه ينظرك بنظرات مريبة خبيثة.. وتنصحني بالابتعاد عنه او اعطائه فرصة في التمادي معي ومن جانبي كنت حريصة على ذلك وذات يوم كانت امي في الحمام وقد عاد هو الى البيت ودخل علي الغرفة وكنت استبدل ملابسي وانا شبه عارية وكان ينادي على امي ولما شاهدته قد رفعت الملابس لاغطي صدري وجسدي العاري.. الا انه قد شاهد مني كل شيء فخرج واغلق الباب.. واخذ ينادي على امي بصوت عال فاجابته انها في الحمام وستوافيه بعد لحظات اما انا فكنت محرجة وخجلة منه لانه شاهد جسدي وحاولت ان لا اراه الا اني سمعته يتحدث لامي باسلوب جديد على غير عادته وطلب منها ان تقدم له كوبا من الشاي حتى امي استغربت ذلك منه.. وقالت لي عندما وجدتني في المطبخ: شنو اجاه الوحي اليوم.. فقلت لها: الله يهديه.. واخذت كوب الشاي وخرجت.. وفي اليوم التالي فوجئنا بدخوله البيت محملا باكياس كثيرة وصاح: تعالوا حبايب شوفوا اجبتلكم.. وقالت امي: خير ان شاء الله وقال: تعالي ام نجلاء.. وجلس على الاريكة واضعا الاكياس الى جواره ودخلت عليه امي وهي تقول: الله يساعدك.. فاجابها وابتسامة كبيرة على شفتيه واجابها: هله ام نجلاء تعالي اكعدي.. ثم صاح علي يناديني فخرجت من غرفتي ودخلت عليهما وقال لي: تعالي اكعدي شوفي شنو جبتلج.. وابتسمت ابتسامة بلهاء.. واخذ يبحث في الاكياس ويرينا ما جلبه لنا من ثياب وعطور ومكياج ووالدتي دهشة وفرحة مما تراه فانه لم يفعل ذلك طوال حياته معها.. واخذت تجامله بان ذوقه رفيع جدا اما ما جلبه من ملابس البيت فكانت مكشوفة بعض الشيء وتبرز جمال الجسد.. وكان ينظر لي نظرات لم ارتاح لها.. بينما امي اخذت تدعو له بطول العمر وبالرزق الحلال.. وناولني الاكياس الخاصة بي فأخذتها ودخلت غرفتي وعند المساء بينما كان هو في مكتبه حادثتني امي قائلة: اني خايفة من هذا الرجال اني اشوف مخلي عينه عليج.. ومنين ما تمشين عينه وراج واطلعتها على ما جرى بدخوله غرفتي ومشاهدتي وانا استبدل ملابسي فتأكدت امي من ان هواجسها صحيحة.. وكنت اسأل نفسي لماذا يهتم لأمري ما دامت امي تمتلك كل مقومات الجمال..؟ الا اني انتبهت الى التغييرات الكبيرة التي طرأت على جسدي واخذت اتحسس بيدي كل قطعة من ذلك الجسد فوجدت ان كل شيء قد تفتح كالازهار في الربيع.. كل شيء زاهيا جميلا فيها هو صدري نافرا مستديرا وخصري النحيل كانه يقطعني الى نصفين اما الورك مني فكان عريضا جميلا متناسقا كما اني طويلة مملوءة بعض الشيء ولكن بدون اسراف.. وذات يوم قد تأخر في عودته الى البيت فكان يسهر مع اصدقائه لتناول المشروبات الروحية وكانت امي قد غلبها النعاس فنامت ودخلت انا غرفتي وتمددت على سريري وغبت في نوم عميق واحسست ان يدا تعبث بصدري فنهضت كالمجنونة فوجدت العم كامل يقف على رأسي وقال لي بارتباك: صملله.. تعالي يابه سويلي العشه خطية امج نايمة.. فقلت له بعصبية وانا الف الثوب حول صدري: لا كعدهه هيه ستوه نامت.. خرج من غرفتي دون ان يقول شيئا وبقيت انا جالسة على السرير لا ادري ماذا افعل.. كما اني لا استطيع ان احدث امي بذلك حتى لا اخلق بينها وبينه مشكلة.. وانا اعرف انها تحبه الى درجة انها تضحي بكل شيء من اجل رضائه حتى وان كنت انا وليس لدي من الجأ اليه.. ولم يبق امامي الا ان اصده واوقفه عند حده.. وتوالت الايام والعم كامل يرعانا بشكل مميز وكان يأخذنا لتناول العشاء خارج هذه المدة يسمعني كلمات الغزل العابرة او بعض الكلمات التي يتحدث بها عن اشواقه وانه مغرم بكل جمالي وانه لا يستطيع الابتعاد عني.. وكان يقول لي كل ذلك بطريقة غير مباشرة وكأن الحديث ليس عني في الوقت الذي اعرف انا المعنية بكل احاديثه وتعليقاته.. حتى كان ذات ليلة انه قال لامي: ام نجلاء آني اجيب العشه لا سوين شي.. فقالت: ولويش المصاريف اشو كلشي عندنه.. فقال: يمعودة كل الرزق بجال دعواتج الي وبعدين اني مشتهي كباب مال السوك فأجابته: ما دام انت المشتهي بكيفك.. وتركها وخرج.. وكان العم كامل انيقا كله نشاط وحيوية وعندما تراه تحسبه في الثلاثين من العمر بينما هو قارب على الخمسين عاما كما كان مقبولا لا شائبة فيه وان عيناه خضروان.. وعاد الى البيت عند المساء وهو محمل باطباق الطعام المسلفن فتناولت امي منه الاكياس وساعدتها في اعداد المائدة بينما هو دخل لغرفته لاستبدال ملابسه وكان متعودا ان يرتدي (البرمودا) والبقاء بالفانيلة.. كما انه جاء بعصير العنب وقال انه لذيذ جدا وذا طعم رائع.. وجلسنا حول المائدة وكان يحدثنا ونحن نتناول الطعام قائلا لامي: اتعرفين ام نجلاء الله سبحانه وتعالى رزقني رزقا طيبا وكل هذا ابفضل دعائج فقالت له امي: الله ينطيك على نياتك.. وكنت اضحك في سري فانه مخادع كبير وذات مكر اشبه بمكر


* عن الزمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى