سهام حسن - النهر الصغير

خرج النهر الصغير من منبعه بين الجبال وانحدر يسير بين الصخور و الوديان وفي الطريق أوقفته نخلة عطشى قائلة:

– أعطني قليلا من الماء أيها النهر؟

رفض النهر أن يعطيها الماء وظل يسير ويسير حتى مر بأرض حرثت حديثا مدت الأرض يديها قائلة:

– أعطني الماء أيها النهر الجميل أسقي به بذوري وأنبت زرعي.

رفض النهر أن يسمع كلامها ومضى في طريقه حتى صادفته غيمة صغيره تحلق في السماء ومن فوق صاحت الغيمة

– أيها النهر الصغير احتاج إلى بعض الماء لكي أكون غيمة كبيرة أمطر على الناس وأمدهم بالخير .

ولم يعبأ النهر لكلامها و واصل المسيرة حتى صادفه فلاح يعمل في حقله فقال له:

– تعال أيها النهر أشق منك جدولا

وبالطبع فقد كان النهر عنيدا ورفض طلب الفلاح ثم رفض أن يعطي الماء لكثير من الطيور والأشجار والعصافير التي صادفته في طريقه

ولم ينتبه النهر العنيد ألا وهو يصل إلى البحر ويضيع بين مياهه وأمواجه حاول النهر أن يتخلص من ماء البحر المالح ولم يستطع بدأ يصرخ ويصرخ وتمنى لو يعود ويسقي الآخرين لكن البحر لم يسمع كلامه لان صوت الأمواج كان قويا.

وفي تلك اللحظة شعر النهر بالندم وتمنى شيئا واحدا، كان يتمنى لو كان بوسعه العودة لزملائه الأنهــــــار الصغيرة ليخبرهم بورطته لكي لا يقعوا فيها.

سهام حسن – بغداد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى