أطياف سنيدح - هل نظرت إلى الأمام.. قصة قصيرة

قلتها بعدأن كان ينظرالى الخلف،وأنا أمامه صامتة …

هل نظرت الى الأمام … أرجوك، لم يفهم !

بادلني نظرة غريبة الاطوار، وقال : لاشيء يلفت نظري الى الأمام !

عندما ألتقيته أول مرة،عرفت بان التحررمنه يحتاج لحرب عالمية ثالثة .. نعم الرجل الذي يفكر ولايقرر لعنة من لعنات الرجولة، ومنها نستخرج عذوبة الرجل حين يتحول الى طفل في لحظة الحب … أليس من الأفضل أن يشرب الشاي على حساب دقات قلبي وهي تنظر اليه؟ مستغربة من رجل لايوجد تحت مظلته ذلك الدفء الذي يحميني من برد كلماته وقلة حديثه !

لم يتركني مع الأشجار المصطنعة التي من حولي في مكان يمثل الهدوء والرقة والموسيقى مع عزف حب يخرج من روحي كي يملأ كل زوايا الكوفيه بمعيار ثقيل … نحن بحاجة الى امرأة لاتشارك الرجل في كل شيء، حتى نجد الرجل الذي يشارك المرأة في كل شيء …

عندما سمع هذا مني، قال : أن تِتناسب ين الطبيعة بطبعكِ الطبيعي معها … توقعي سرّني هذا الاطراء، ويلغي مبدأ بانه ليس أقل شهرة مني حتى أحبه !

كلما تضاءلت تلك المسافات وانقرض اسمك اللطيف، وجئت تتعثرقائلاً : هل نبدأ وقد تأخرنا كثيراً؟

أتأملك ألف مرة، وأخاف القول : أتركني لكن لا تبتعد … هذا ماجعله يتذكره دائماً، بينما هولا يتذكراني قلت ولم أفعل !

يبدو انه من النوع الذي يحترم هروب المرأة … قصد جميل !

تمني تقول : ماذايحدث لو تغيرت أنت، وبقيت أنا كما أنا لا أقبل اللف والدوران؟

لا أحد يصرخ من غربة العالم، بل الصراخ مجرد هوية احتجاج تُفرض في افضع قرار وذلك عندما يكون بين يديك … كانت الصدفة أجمل من جمال كل موعد معه … أتركني أصلي للسماء لوحدي وأمشي حافية كأني بلا أقدام،بلا أي شيء يتعلق بأطرافي التي تئن منذ لك الألم الموجود كالمعنى الذي حرّم من التفسير …

سألته : هل تريد أن تكبرالكذبة، اخبرني ان كلا تحبني؟!

يأخذ نفسا طويلاً، ويضع أمامي رزمة من الأوراق يخاف عليها من أكواب الشاي التي لم تفرغ،لاننا لم نشر بها بعد، ويقول : هل لنا أن نغيّر مكاننا فهذه الطاولة ممتلئة بقطرات الماء، وجلوسنا هنا غيرمريح فلنذهب الى مكان يحمي أوراقنا وأفكارنا من النظرات … نحميها من كل شيء حتى الهمس والقلق والخوف على أنفسنا باننا نحب بعضنا …

لااعترض على أفكاره ،فمضيت سائرة بجانبه حتى وصلنا الى سيارته التي ركنها بجانب المقهى ” الكوفيه “

كنتُ على قناعة بان الرجولة تفتح أبوابها بسهولة للحب، وتختنق من فكرة … زواج !

فيه ملامح رجل حلمت فيه يوماً،ولوتم الحساب بيننا الآنف أناعلى يقين انه مع لم يو أنا سيدته الصغيرة وتجربتنا صوت نادى من بعيد وللآن لانعرف ماذاكان يقول؟!

تجربتنا أشبه بحرب إزلية بين رجل وامرأة ينظران للعالم على انه عقدة كونية فيها الصالح وغيرالصالح والعاشق والمريض والذي يحتاج لبلوغ البلاغة حين تترجم قائلة : الخيانة لاتعالج عند الرجل أما المرأة فهي تسكن عندها كان تقام … الخيانة !

لماذا أذكرها كأنها خيط بدأ يربطني بهذا الرجل الذي حلف بانه لايخون؟

هذه الطرق ليست غريبة، هي بغداد وأشجارها التي تحبني والريح التي تغازلني، والأرض ومافيها تنظرإلي ّمن تحت ومن وفوق أحلامي، فأسير خافتة كضوء نرجسي، نعم ضوء نرجسي لاأقبل بغيره، وتريدني بعد كل هذا أن أكون لك وحدك؟!

هل من واجب يأن أكرر نفسي أمامك، وإنفعلت، هل تعرفني بينما أن الن أعرف نفسي حينها؟

إذ كنت رجل عاقل كم اتدّعي، لماذا جنونك ينضج معي؟!

ياله من نضوج قاده لم أو بسيط .. لقد تبين انه يريد الخلوة مع نفسه ومع جزء من يلا يريد كلّي معه …

أسمع صوته في داخلي يريد النقاش فأمنعه، هو منح ولييحوم كرجل من حقه تغيير وجهة نظره وتجديد هوية حبه بالا أحبه مرة ثانية !

تسللت الى طفولةحبه في ساحةهجرها الناس وهي بعيدة وخارج أسوار الثقة … توقفنا هن او ركن سيارته بطريقة سهلة ولم ننزل منهابل بقينا حيث نحن نجلس وعالم صغير يضمنا … ربما الجوال داخل السيارة يعطي ان طباع بان السلام يتولد في ركن بحج موجود نافيه؟

كان خيالي يراقب وغير بارد، وغير … أشياء كثيرة هي غير متوفرة في خيالي كأنها تجمدت بلمسة من يده على وجهي !

أنا امرأة تبحث عن رجل يغار بلا ثورة … تركته يفعل مايريد، لم أعد أخاف على نفسي بعد أن أصبح الرجل هو من يخاف على نفسه أكثر مني !

سأحاول ترميم الباقي بأناقة مضاعفة، ويصبح من غيرالعادي أن تتعادل النسبة النهائية في مجال التفكير بيني وبين هو تصبح فكرة واحدة تتضح منها علامة تؤكد بان الذي بيننا هوحب افلاطوني …

لايسرق الكثير، أعرفه طيب وبحدود الحرص على سمعته ككبيرفي الوسط العالمي للرجال … قلت له : من حقي أن ألوم كإن تأخرت فيقول … أنت ِالتربة التي أزرع فيها عمري المتبقي، وهو أقل شيء أمتلكه للآنبعد خساراتي الكثيرة دونكِ… ضحك وأكد على قولي : بيننا خلاف كبيروحب كبير، ومع ذلك آسف فكل مؤسسةعاطفية تحت اجل قناعة لا الى حب فقط، وأنت ِأجمل مؤسسة في حياتي !

لقد حارب التطف لو نبذ طائفية القلب، وهو وحده من قال : صوتك ِأسمعه قبلكِ !

لم نغادرحتى لاتكثر تلك الشكوك التي تسكن خارج السيارة وهي بانتظارهجومها علينا، بحجة الضمير الذي يصحو بعد كل حب سري ومعلن من السماء التي تشهد طقوسه وتراقب كيف للعمر بقية إن تجمل بعمري وعمره … للتو أعرف مكاني معه، لاوهم ولايقظة بلال كل يجتمع من حلاوة الأزهارالربيعية في قلوب ترميك لغصني مثل الخريف نحو زاوية لن تعرفني وتعرفه بعد الآن ونحن سوية …

الرجل يفضل حب أشبه بالشاي ” المخدّر ” وهذا حبي معه وهذه هي لغة التصالح التي تأتي دون أوراق رسمية، قال : اصبري حتى ترين تغريدة نظراتك ِفي قلبي …

صبر تحت ىفك طلاسم مجهولة حول عنق الذات … قدّم من جديد الأوراق التي جمعها من على الطاولة، وقال : لم يصلها الماء، الحمد لله خذي هذه الأوراق ففيها أطول قصيدة حب كتبتها لكِ …

ياله من شاعرمتأخر في كتابة الحب؟!

لم أكن أريد قتل حماسه، لكن كان لابد قول شيء : ولماذا تكتب قصيدة الآن ونحن على مشارف علاقة مصيرية؟

لم ينظرإلي وهو يقول هذا الكلام : سامحيني تغيرت الخطط التي سبقت هذا اللقاء، مضطرا ًللسفر في أقرب فرصة فهنا كل شيء يموت حتى الحلم بان نبقى على ود ّدوماً …

لمحت البؤس يقترب مع عبارة كتبها الوقت … أنت ِعبارةعن دكان فيه كل شيءيلمع إلا نهاية ماتريد … ياترى متى تخفف من حدة قولك !؟ لاشيء بيننا ومابيننا خارطة رسمت بمشاعر جائعة، تبدو ثقافته غيرناقصة وهي مدربة ولهذا ثبت انه رجل أشبه بالوقت العاصي !

لا يستنكرتلك المظاهرة التي فاضت بروحي، وبه اعرفت بان لدي أعداء من داخل قلبي !

ببرود سمعني هو : الهروب لاينفع، أنا موجودة بلا كل ماتتكتبها بقصيدة منك … لاتدري كيف نشأ حبك عندي، نشأت هكذا أترقب يوم تأتي وتجلس في حضرتي وأنت تروي عذاب اتقلبك وهو يبحث عني بين وجوه جميلة لم تخلق في كجاذبية الوجود … لماذا تهرب كي توقظ الحسرة بعد رحيلك وتجعلني أعيش لحظات الحزن وحدي؟

لست ُمستعدة للألم، وحرمان قلبي من أن يتحررمن الحب الكبير ويعيش مع حبك الصغير،لا أريد العكس يكون هو الفائض من مخلفات قصتنا … أريد حرية قلبي معك، وترك الأحلام مهما كانت غنية مع غيرك … لم يرد كان من الواضح إن قراره حاسم وكل نغمات صوتي مجرد ذكرى خالدة مع ” فيروز “عدنا بسرعة الى صخب المدينة، وتركنا آخر ساحة للحب تسجل آخر رقم في الحب دخل الساحة من قبل قليل …

وضعت نظاراتي الشمسية على عيني ّكي اتجنب أن يرى هو دموعي ويعطف على حالي، لايدري ولن يدري بان بإمكاني الزواج من أي رجل لكن لن اتمكن من أن أدبرأمري بحب أشبه بحبي هذا !

ردد … آسف … آسف، لا أملك غيرهالك ِالآن !

طلبت منها لتوقف فلقد أحببت أن أمشي لطالما المسافة باتت قريبة من فضاء يفسح فيه المجال للسير والاطلاع على النفس بهدوء … توقف وقبل أن أذهب، قال : سأحاول أن أتصل بكِ حتى وأنا في المهجر …

هنا التفت ُاليه وبكلمة ثائرة قلت : لا تحاول . خروجك من العراق يعني خروجك من حياتي … لابد أن تعـــيّ ذلك من الآن!

مضيت بعدها لاانظر لتفاهة يتفوه بها كعذر شرعي، ورميت كرة الحزن في نهر قريب من جسدي الذي يتحرك ببطء نحو النهر الذي أمامه وهو يستعرض جمال الموقع الذي فيه … كان شارع أبونؤاس يتعثر بالحالمين ولايهتم لمن باع لحظاته للغربة ! وجدت مسطبة نظيفة وياللفرج العظيم … الجلوس هنا دقة من الحذر، ولاني وحدي فلربما المقصود اني تحت الطلب !

حرة مثل الريح، حرةمثل الزمن الذي بمزاجه يتغير … حرة حتى لو كان حلمي ألا أكون حرة مثل الريح ! كم من وصايا تحتاج الى الحرية؟ ومع شديد الاسف حتى وأنا بعيدةعن عينيك أرفض العودة لعقلي ! متأكدة ليس هناك حب لايستحق التعب، وخيالك الذي بحثت عنه وكان قريب مني، يبدو كشمس تشرق بروحي وهو من جعل الكل يتسلل إلي ّبعاطفة لم تعد تتمتع بالشجاعة … انتهى دوري وحان دور الأيام، ولانك تعاند القدر، وتراودك فكرة تلو فكرة فأنت بذلك تغادرضمن جغرافية المكان لا جغرافية الروح التي بأصابعك ربما استطعت وضعك لماتعني في قاموسك كفكرة منتهية الصلاحية في نفسك !

لاجد وىمن حب لايتباه ىالمرء به، الدقائق الأخيرة تعود لتكون الأولى … كل هذا لانك مازلت تفكر بظلي وتتخيل أن تلتقيني مبتسماً .. لم تقتلني بل علمتني أن لاأثق بغيرك حتى لو كان… الرئيس !

تعال ذكرني كم من خيرقدمته لك،وكم من خيبة أمل حصلت عليها منك … أبدا ًلن أتغير في الحب،وسأبقى في باقي الأمور ثابتة … كالصخرة، نعم … فكل نافذة مطلة على قلبك لن أفتحها حتى لو وجــــــدت من يخبرك بان قلبي قابل للكسر !

لن تكون هنا كفائدة من أفكار لا تُنفذ، هناك فرق بين أن تحبني وبين أن أحبك ومع هذا الشك، فإن غيابك لايجعلني أفقد الأمل، فلربما الأمل مزحة أمامي وأنا أجلس هادئة أتخيل نهردجلة يتغير لونه من أجلي ويبدأ في نشر جماله بهيأَة رجل ينافسك في سرقة قلبي الذي ضاع بسبب الجو الذي لايساعد على الاخلاء !

لا أحد هنا يمد يده كي ينتشلني من وجع استقر معي ورحل معك، كأنه لاشيء وكل شيء !

لا أحد يمر من أمامي ويتوقع باني تحت الطلب، مع اني قصدت ُهذا بجلوسي هنا وتمكنت من احترام العبث الى درجة كبيرة … تحركت بشكل بطيء، عسى أعمىي صطدم بي، أوبائع للسكائر يتعثر برموشي، أوسائق متهور يغني ” عبرت الشط ” لا أحد ولاحتى سكير وبيده زجاجة المجد للغد !

ماذا حلّب العالم؟!

أين هربوا مني؟

لابد من إرشاد جديد لطريق فيه طرق أشبه بالمكعبات الملونة، إنها الحياة ياسيدتي … إنها الحياة، قالها حين رمقني بأول نظرة حب، ولم أنس اني دائماً أقول له : هل نظرت الى الأمام…؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى