أطياف ابراهيم سنيدح - الجيب الداخلي.. قصة قصيرة

كنت حرة في الحب .. حرة بكلماتي ، وصوتي وهو يدنو قبل جسدي ! الليل ها هو معي ، وها أنا انظر لعينيك دونك .. الليل قصة بدل قلبي الذي احب لمرات وترك لمرة وشعر بانه يبدل دقاته مثل اي فستان ظل وحيدا في دولابي ولم ألبسه لأنني لم اغرم به ! اتناول قهوتي مع موسيقى (مانمور) واجفف روحي من بلل وقتي .. اللعبة مع الليل حيلة كبيرة ورغبة تحدد كم من جديد نود مخاصمته مع الذات .. كلماتي تقترب وهناك فكرة في رأسي عنوانها (عندما كنت عاشقة) فعلت ما يناسب افكاري لكن ان افكر بفكرة كوني (كنت عاشقة) فهذا كثير مع الليل وسؤال خاطري : بأي موازنة جديدة للمشاعر أسير أنا ؟ حتماً فتوحات العالم تتجدد بغاية أو دون .. ربما نحارب جزء منا لأننا قد تعبنا او تمردنا على عناد هو هدف لغيرنا .. قراءات هكذا تمدني بصبر الحالة الزمنية وما فيها من اكثار غير نفعي .. لقد صحوت في الليل بعد نوم اجتاح كائنات الارض .. الليل ليس سهلاً كي ينسى سبب وجودي مع فنجاني وموسيقى القلب .. الليل يريد كشف الغائب في وحدات غريبة وطارئة وفي غليان الحب الذي كلما أردت فقدان وعيه ، عاد كأجراس الفراغ يرن في محتوى أنثى تمارس العراء دون الحاجة لرغيف يابس يملأ جوع ذو خصوصية .. كنت أفهم إلى اين المفر .. فالجهة التي تقابلني جهة لرجل كان يأخذ حقه بمقدار شفقتي عليه ! في السر الجمال أجمل .. لهذا كان اللقاء مرة واحدة والنهاية ممرات تخترق الخوف وتلبسني زي المرأة العارية . كان ذو عينين تتكلم بدل صوته الناعم والذي لا يشبه صوت الرجال .. بسبب نظراته وقعت في فخه راضية بقدري .. عرفت بأنه كاذب قبل الاوان وعرفت بأنه عدو بعد قليل من الوعود ، واني لن استمر معه بعد لقاء واحد يجمعنا والظل يراقبنا .. كان ذو عينين .. يارب كم مرة تمنيت سرقتهما كي يبقى اعمى وأنا اقوده بقلبي ! لا أريد تحليل يجلب سوء الحظ ، فهو مع امرأته يمارس حب سرقة مني ! يبدو من حقي ان اكلم الليل بصوت اجمل .. انا خائفة على مصير الحب عندي ، فليس من المعقول ان اقتل الحب وهناك من ينحني فقط لاسمي ! لا بأس فالعدو واحد والمعركة قائمة بنجاح .. المهم الليل وكيف يسمح لي هوبمغارلته .. الليل عنصري الاسود وجناح من خلاله اعرف كم من امرأة ودّت تطوير نفسها لاغير ، فالنساء لايملكن قوة الطيران داخل النفس بسبب كونهن أناث ولدن وفي قلوبهن الرأفة المطعمة بالسذاجة الوراثية .. سألني الليل وهو بالعادة لايسأل سوء الاذكاء ، للاسف لو كنت أملك الذكاء لكنت رفضت رجل صوته لايشبه صوت الرجال .. لكن الليل سألني : أأنت نادمة أم تودين العودة من خلال كلمة منه لكِ ؟ ياله من ليل عاقل ومحترم كي يطرح هكذا سؤال على نفسي لا على قلبي .. قلبي الذي لايريده ونفسي التي تريده .. قلبي الذي هو عاقل مثل عقلي يندد بالرفض التام اما نفسي فهي ترواغ المسافات برغبة تحوم كانها ذباب انتشر يمزق داخلي قبل خارجي .. قالت نفسي : اريد كلمة منه ثم اعلق حياتي في ركن لايبتعد عن كرامتي وسوف اخذ ما تركته عنده من الألم الكبير .. المرأة ينبغي لها أخذ بقايا الرجل وهي كثيرة اكثر مما قدمه سابقاً مع النساء وليس مع امرأة واحدة .. نعم ، غايتي الكاملة وقد قررت أخذ بقايا الرجل وهذا حلمي ! يفهمني الليل بلا بصمة قوية ! يقدر جهودي المركزة على عطر فاح بعدة أماكن كم من مضمون فيها مفضوح .. الليل عربة تريد إنزالي في قلب رجل صوته لايشبه صوت الرجال . لا اعيش في مكان مغلق ، فكل أمكنتي مفتوحة وتستقبل هجمات الغير بسيف لايترك الدماء بل يترك (شامة) لاتعالج بعدة جلسات تجميلية .. راحلة بنظراتي لنجمة استقرب امام نظري الذي يتأمل السماء بلهفة سجين ! النجمة تراني وتعرفني وسبق ان جاءت ولم تجدني .. كل ما يجري في السماء ، هو امتداد لوجع يصل من الارض التي يخربها الانسان مهما كانت درجة بلوغه العلمي او الثقافي .. الخراب الارضي هو ناتج عن قناعة ماتت لدي الانسان وظلت ترفس .. ترفس وهو يضحك فهكذا ضربات لا تؤلم ما لايكتفي بل يريد .. يريد ! لم تخاطبني نفسي بالمزيد ، فهي تتمعن بأفكاري المتجولة في ساحة الليل والمتوقفة عند حائط استند عليه كي اسرق من جمال النجمة شيء يساعدني على ان لا اكبر واصبح ضمن (المسنين) ويرمى بي في دار العجزة وحيدة مع ذكريات تمشي معي على عكاز ابله قدم من أناس تبرعوا من اجل ان يغفر الله لهم ذنوبهم من خلال حسنة لي ، والغريب بأن ذنوبي كثيرة ولايمكن معالجتها بعكاز اقدمه لرجل او امرأة .. لا أود الدخول بصراع وجودي هكذا وجهه دوماً .. الحياة مسرحية فكاهية لعقول تتمرد على الصحيح .. نعم جردني واقعي من جبي الوحيد ، وندمت! ندمت لأن عنواني بعد الحب لم يكن واضح بمعنى كان اشبه بشيء ضاع مني وكنت اقدر ثمنه تحت معالجات كثيرة .. المهم حب الاكتفاء ! أخر لحظة رأيتها فيه . كان يجلس خلف مكتبه الانيق وهو يتفرج على طريقة جلوسي قرب النافذة كان مكتبه في اعلى طابق من البناية ، وكنت قد زرته سابقاً لكن هذه الزيارة فقدت فيها جزء كبير من حمرة وجهي بعد ان مسح هو كل شيء بفمه .. كان ينظر بكيفية تبرجي وانا ضاحكة ! لايصدق بان اسلوبي في إعادة تحديد ملامح حمرتي شيء لم اهتم به وهو امامي يطالعني مثل اي طفل فقد والده في السوق ! سألته : مابك ؟ قال وهو ينظر بعينين يمزقان فؤادي بكثير من الحب : لاشي .. استمري في اكمال زينة وجهكِ . سألته : تود تكرار ما حدث ؟ قال وهو حزين : لا أدري دعيني أفكر ! لولا إنه بمنتهى الاناقة لكنت بصقت في وجهه وتركته يفكر كيف يتملق بعد ذلك .. كان لابد ان لايفكر الان .. كان من اللازم ان يفكر قبل الان ولا يمارس التفكير كحجة بربرية تأتي من رجال هم حقاً اقزام ! رفعت يدي للسلام ووداعته ، كم تمنيت لو رفعتها لصفعة وانهاء مهزلة لقصة ثانوية بكل معنى ! أنا لا الوم ذاتي وعواطفي .. المرأة قديسة حتى وهي تعترف بان الحب قد سرق طهارتها في علو لايعلوا عليه وهو القلب المخلص .. تركته يفكر لسنين ، ولم اكرر المحاولة في رسم شيء جديد معه .. هو يغتال الساعات بالعمل وانا اقتل ساعاتي مع الليل ! عموماً كل تجاربنا غلطة ترتكب بوعي منا .. لسنا ابرياء بل الاجرام العاطفي كونه بلا عقوبة فهو يتكاثر بلا مسؤولية او رقيب لأن الرقيب هو ايضاً مات ، واقصد به الضمير) .. حرة من جديد مع الليل .. النجمة غادرتني فلقد احسست بأني بعيدة وان نفس امارة بالسوء تسبب خربطة مفهومة لدى قاموسي الليلي .. هل كنت عاشقة ؟ سؤال لن اسأله إلا عندما أكون امرأة لا تعطي من جيب لايزال كما هو (محروس) من فتك ثروته الاخيرة (الجيب الداخلي ..


بغداد
15-1-2014

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى