رسائل الأدباء : رسالة من زكي مبارك إلى أحمد حسن الزيات

بتاريخ: 03 - 01 - 1938

أخي الأستاذ الزيات

تحيتي إليك، وإلى الوجوه التي أحبها بنادي الرسالة، وجوه الأدباء الأمجاد الذي يرون في مسامرتك معاني لا يجدونها في الطواف بشارع فؤاد وشارع إبراهيم وشارع...

وبعد،

فهل تعلم أني صبرت طويلاً على الأستاذ محمد سعيد العريان؟ لقد صبرت عليه لغرض نبيل يعرفه، ويعرفه أصدقاء تحملهم أقدامهم إلى الزمالك ومصر الجديدة. ولكن للصبر حدود، فقد شاء أن يسم أدباء مصر بميسم العقوق حين زعم أن خصوم الرافعي لم يرثوه. وهو قد شاء أن يضيفني إلى خصوم الرافعي مع أن الخصومة لم تشبَّ بيننا غير خمس مرات. وإن الجزع ليبلغ مني كل مبلغ حينما أتذكر أني كنت آخر من خاصمه الرافعي في دنياه، ولكن الأديب العريان نسي أو تناسى أني كنت أول من رثى الرافعي في خطاب نشرته جريدة المصري، وأثنى عليه كل الذين قرؤوه وعدوه دليلاً على وفاء الخصوم الشرفاء.

ولم أتفرد برثاء الرافعي يوم مات، فقد رثاه الأستاذ ألمازني بمقال بليغ نشرته جريدة البلاغ، ونشرت الرسالة وغيرها مقالات كثيرة تشهد بأن المصريين لم ينسوا ذلك الفقيد.

فكيف صح للأستاذ العريان أن يزعم التفرد بإحياء ذكرى الرافعي؟

إنني أرجوه أن يتثبت مما يقول، فإن له في هذه المقالات أخطاء كثيرة. وقد آذاني ما كتبه عن (فلانة) التي جلست معي جنباً إلى جنب أربع سنين في الجامعة المصرية، وعرفت من شؤونها ما لا يعرف. وآذاني وآذى الحقيقة بما كتب عن الدكتور طه حسين، لأنه يوهم قراءه بان الرافعي كسب المعركة، مع أن التاريخ الذي نسيه يشهد بأن الدكتور طه حسين كان معقول القلم واللسان بفضل الإشارات التي صدرت إليه بأن يترك العاصفة تمر حتى لا يهزم أنصاره أمام الحكومة وأمام البرلمان.

وجملة القول أن ما كتبه ذلك الأديب عن خصوم الرافعي يحتاج إلى تصحيح. فإن لم يرجع إلى الأسانيد فسنعاونه على تحرير هذه المسائل بعد حين. والسلام.

زكي مبارك
ضيف العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى