حسام المقدم - المرتبة المحدبة

في ذكري مرتبة "يوسف إدريس" المقعرة


في المرة الأولي بدا مثل طفل علي ظهر جمل، وهو يشير ناحيتها ان تقبل.
كانت واقفة مبتسمة في قميصها، متطلعة له. وكان يطرقع بيديه علي المرتبة، وينتر جسده صعوداً وهبوطاً لينيخ تلك المنتصبة المشدودة. نادي بعبث: تعالي اقتربت تتلوي، ومن وضعه المزعزع مال وخطف قبلة. لفت وجهها بتمنع أهاج كل ذرة في جسمه. أحاط وسطها وجاهد وتثبت وسحبها فوقه، فانسدت مسام جسده تحت جسدها، وغابا معا في فرك الجسدين بشكل محموم. من هذه الحمي، ومن هذه النار، جاءت السلاسة، وكأن علي المرتبة رغاوي، فانسكبا معاً فوق السجادة! ضحكا جداً، ولوي عنقه للمرتبة الجبل. انهضها، واستأذن بإشارة من إصبعه. قفز مرة واحدة ممتطياً قمة المرتبة، وأتي بحركات رياضية لكبس القطن المكدس ببطن ذلك الجبل. جاءت ورفعت قدمها وصعدت، واختارا أعلي القمة ورقدا علي حذر. ضغطاً بقسوة، وغابا في قبلة انتصار، فوق هذه البقعة التي انفرشت تحت جسديهما.
في المرة الثانية تأملا الجبل الطري المراوغ، وتعاونا في الطلوع معاً. انفرشت بقعتان كبيرتان تحتهما، وطال عليهما الأمد، بعد ان ركبهما الجنون المسام في المسام والدنيا مازالت في اولها والزمان يقف مسجلاً تلك اللحظات المهملة من حساباته.
قبل ان يغامرا بالمرة الثالثة، طلب منها ان يحكي حكاية، فوضعت كفيها حوله وجهها المقمر وأسبلت الجفون. الحكاية عن أمير رائع طلب ان يتزوج عروساً ليست اقل روعة، فجاءوا له بكل العذاري، فأعطي كل واحدة بذرة وردة، وطلب منهن ان يرجعن في يوم بعينه بعد ان تستوي البذرة وردة يانعة، وستكون العروس صاحبة أجمل وردة. وفي اليوم الموعود جاء العذاري في ابهي زينة حاملات ورودهن الملونة الرائعة، إلا واحدة

حسام المقدم الدقهلية



نشر في أخبار الأدب يوم 13 - 11 - 2010

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى