محمد فتحي المقداد - الاعلامي محمد صوالحة. كتب عن رواية الطريق الى الزعتري

عن دار عمّار للنشر والتوزيع في عمّان صدرت رواية (الطريق إلى الزعتري) للروائي السوري (محمد فتحي المقداد) وجاءت أحداثها موزعة على(246) صفحة.
من اللافت للنظر أن الروائي اختار عبارة لشاعر الهند طاغور من سطرين: (إنّ الزمن هو أشرف النّقاد، لأنه الناقد الوحيد الذي يُعلي الحقّ، ويُسقِط الباطل، ولا ينحاز لأحد)، واعتبرها مقدمة للرواية برؤيته التي تريد إنصاف الثورة السورية وهي تطالب النظام بحقوق اطلاق الحريات العامة، وإنهاء حالة الطوارئ، وإلغاء حالة الأحكام العرفية، والكشف عن مصير المفقودين في السجون.
وكآنه أراد من وراء ذلك إخبار القارئ أن عمله الروائي بانتظار حكم الزمن على ما جاء فيها من أحداث، خاصّة وأنها تتحدث عن الثورة السورية، وتبيّن من خلال السرد أن ما قصده، هو الأيام والأشهر الأولى عندما كانت المظاهرات السلمية والهتافات، هذا هو المفهوم الحقيقي للثورة، ولما رُفع السلاح فقدت الثورة روحها وانحرفت عكس الاتجاه بمئة وثمانين درجة، وفقدت بوصلتها فتاهت دروبها في دروب ملتوية.
جاءت الرواية كوثيقة اجتماعية شاهدة على حقبة هامة جدا، سجلت أحداثا كبيرة ببساطة على لسان أبناء المجتمع السوري، لم تأت عليها نشرات الأخبار على مختلف انتماءاتها.
كما أن البُعد الإنساني قد صبغ معظم صفحات الرواية، مما يجعل القارئ متعاطفا مع أحداثها وهو يتابعها بشغف كشريط سينمائي.
الخوف سيطر كذلك على معظم الحدث الروائي بزمانه ومكانه، وكانت القرية "موْج" رمزا لكل قرى ومدن سورية، التي عانت من اقتحامات قوات الأمن، وفساد وعبث المسلحين المناهضين للنظام.
الأمر الذي جعل الكثير من الناس يتركون بيوتهم فرارًا للملاذات الآمنة داخل سورية وخارجها. ومن هنا كانت دلالة العنوان الواضحة في السرد الروائي، بانتهاء أحداثه على بوابة مخيم الزعتري.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى