رسائل الادباء : رسالة من صالح الحامد العلوي إلى احمد حسن الزيات

حضرة الأستاذ الكبير. . . صاحب (الرسالة) الزهراء السلام عليكم. . .

وبعد فقد قرأت في العدد (282) من رسالتكم كلمة للأستاذ صلاح الدين المنجد تحت عنوان (حول كلمة أنوثة) أنكر فيها الكاتب الفاضل صحة كلمتي ذكورة وأنوثة محتجاً بأن اللسان لم يذكر الأولى بالمعنى المتعارف وهو مقابل الأنوثة، وأما الثانية فلم يذكرها بتاتاً؛ ولذلك حكم بعدم وجود كلمة أنوثة في العربية.

قال: وإنما هي أناثة

ونرى أن عدم ذكر اللسان - كغيره من المعاجم - كلمة لا يدل على عدم صحتها إلا إذا نص علماء اللغة على ذلك، أو على الأقل خلت منها المعاجم الموجودة، وإلا فمن حفظ حجة على من لم يحفظ.

ونلفت نظر الكاتب الفاضل إلى أن الكلمتين اللتين أنكرهما لم تنكرهما المعاجم. ففي المصباح بمادة ذكر:

(والذكورة خلاف الأنوثة)

وهذا نص قاطع. وفي الأساس بمادة أنث:

(ونزع أنثييه ثم ضرب تحت أنثييه، والأنوثة فيهما من جهة تأنيث الاسم)

وكذلك في التاج. واستعمال هذا اللفظ في بابه من معجم موثوق به دليل على صحته. وفي التاج أيضاً مادة فحل:

(وتفحل تشبه بالفحل في الذكورة)

واللفظان جاريان على ألسنة المصنفين من الفقهاء وغيرهم، ومن أمثلة ذلك قول النووي في المجموع: (أما نبات اللحية ونهود الثدي ففيهما وجهان أحدهما يدل النبات على الذكورة والنهود على الأنوثة. . . الخ)

إذن فكلمتا ذكورة وأنوثة صحيحتان شائعتان قديماً وحديثاً ولهما في العربية نظائر كالطفولة والفحولة والأبوة والبنوة والأمومة والعمومة والخؤولة. . . إلى غير ذلك. . .

ولا أحسب أن أخانا الفاضل - بعد هذا - يرى أن لفظ (أناثة) أسوغ من لفظ (أنوثة) مع ما قدماه والله أعلم

(حضرموت: سيوون)

صالح الحامد العلوي

27 - 02 - 1939

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى