اطياف سنيدح - الرجل الذي مزق حلمي.. قصة قصيرة

كان هناك وكنت معه .. كنا معاً في لحظة قررها الزمن الغريب والموحش والذي يكرهني لأنني لا احترمه ! لم نعرف العودة أو المضي نحو الأمام . كان هناك بين أشياء أعرفها وأشياء غابت عن خارطة خيالي ، مسكينة فلقد جمعت الرجل والعلم بخانة منفردة ورايتهما وجه لعملة واحدة تسترعي الانتباه والقول : إن كنت بحاجة للعلم فأنا بحاجة لرجل والتفريق بينهما لا يمكن بالنسبة لحالي في هذا الوجود .. حسبت الدنيا فيها للآن الحلال والحرام وأن القرار فيه النهاية والمعجزة التي تبدد أحلام الكآبة ، لكن إغلاق هاتف الحب في قلبي يحرمني من جديد .. ليوم واحد كان العلم معي ، وكنت على دراية بان مبلغ تعلقي يزداد ضعفا بعد كشف خفايا قراراتي .. العالم الذي للتو أدخله بأمان يبدو مستاء من تصرفاتي السريعة ويحاسبني بتجاهل الرجل للمرأة ، وهذا هو العلم وهذا الرجل وهما الألم الكبير ! كوارثي ليست طبيعية فأنا من بدأ في بلورتها في دولاب نزاعاتي مع الملل .. تأتي كارثتي من القلب في البدء ثم ألمح من بعيد شكلها يكبر وبعدها أفشل في تراجعي لأن المغامرة تصلح لشاطرة وغير ذكية مثلي .. ثمة مصالحة غير عاطفية ولا تصلح في مجتمع شرقي مع عنوان ثابت يريد أن أجرب حظي معه ، لا يهمني الوقت فالتجربة مفتاح التجدد حتى لو كانت النكسة مؤلمة فكل تعمد هو جزء من حرية لأول مرة أجدها تشجعني على أن أخدع نفسي وأعطيها الشيء الذي يجعلها تفر للقدر قائلة : آسفة .. في ضياء غرفتي المؤثثة حديثا ، وجدت الضوء يراقبني وبشدة وهو يلبس لونه الأصفر كرداء رسمي لجماله .. كان الضوء أشبه بمن يمازحني وصمت اللغة يكنها في نفسه كي تتكون بداخله وتكون شعلة وجدانية للحظات أغرس نفسي فيها ، وأصرخ : متى تأتي أكثر ؟ هو لا يأتي ، وأنا لا أذهب .. نحن كنا هناك وتحت خيمة من مخيلة تجمع الروح بلا حب ، كنا عقلاء بعدم الفهم وكل منا في أرض أخرى ومكان آخر ووسادة فارغة من قطرات تنزل بسلام على كلمات القلب .. غلطة أن أكتب عنك ! يا إلهي كم من الصعب أن أدرج تأريخ الفراق وكانه جاء رغم عني ، لا .. المسألة مجرد ألتفاته متأخرة وعناق لم يستجب الجمال له ! أفكر بك أكثر من نفسي ، وأغالط الزمن بانك ذكرى وأنت تعيش بداخلي .. مهما يكن فأنت ظل لم تعد نفسي تخاف منه وتعجبني وأنت تمد يدك كشعاع في زحمة ضوئية وتشعرني بان الحذر واجب معك .. العتاب سجل عتيق وسلطان فقد السلطة في لحظة سؤال : مساؤكِ طيب … هل تعرفيني ؟ ابتسم دون كلام ، فأنا لا أجيب وأنت بالنسبة لي القمر الذي لا ينساني في سماء القلب .. كنت أود أن أقول : كيف لا أعرف من دلني على الحب ؟ توغل سؤالك في كلمات أقوى من قلمي ، حاولت الفرار من نظرة طويلة تجتاحني بالكامل منك .. تجاوزت اليأس المعنوي وكل أموري المادية يعالجها قدري ببلاش ! تقترب كي تصلي الحب معي ، أنت لا تعبدني بل تمارس طقوسك الواجبة عليك مع امرأة لا تتركك أبداً دون أن تنسى فيك الجزء الكبير منها .. هكذا نلعبها في اندماج لذيذ وأوأخر الحلم يعجل من وصولنا لمحطة منسية من وعود الوفاء لبعضنا .. لا أتوقع نسيانك فعندي حلول تقول : بانك تشتهيني رغم الكسل ! أريدك في جنوني لا عندما أكون عاقلة الى حد الالتزام ، أريدك تبكي فالبكاء لماكرات مثلي تلاشى بعد بكاء طويل على اثبات هوية الحب .. اليوم بطولة الرجل تكمن بلقاء الرجولة مع الدموع فهل انت منهم ، وهم قلة كالشرف القليل .. القليل معهم ! فراغات سببها دخان منك وحريق مني ! كل ما حصل .. اني أردت غيري يدرس فيّ ، مساومتي فضاءات بائسة تنوي أن تعلمني فنونها العلمية فوجدت ثقافتي تكبر ، تكبر وتود صفعها ! تحاورنا كأستاذ وتلميذة ، وشرحت دروسك بثقة ورسمت جغرافية العلم كسطورة .. لم أفهم عقلك لماذا يمنحني العقدة بحل ذلك الحبل المقطوع من الأساس؟ افهمك من مقاطع صغيرة ، ورغم فلسفتك البسيطة أذهب حاملة كتاب الدرس كي أحفظه في الغيب .. غرور البال يسيطر على خوف يرتعش لذة باللاجدوى معك ، مجانين ونحسب بان النجاح يكمن مع فئة واحدة . فئة تذهب ولباس التخرج حلم ينتهي براتب شهري .. تريد أن أستمر طوال حياتي انتظر راتب جاء بعد فتوحات علمية متشددة نهايتها شهادة واحدة .. شهادتي التواصل مع الحلم وليس في بحر علوم تكاثر الناس لنيلها . فأي أستاذ للغة أنت ؟ لم استطع مواجهة عقلي وهو يجلس بكبرياء المجد ومعجزة الرب بان منحه الدرس الجميل والذي هو أجمل من وجهي ومن شهادات غيري .. قال لي : لا تذهبي لمكان يسكنه الكثير ، ولا تستقري في بقعة فضاءاتها تشيخ قبل بلوغ الشهرة .. أنتِ نادرة كالأنبياء حين ينزل عليهم الوحي ، وحين تمسكين العالم بيدك من خلال الحرف فما هذا إلا رسالة جاءت اليكِ من السماء كي تبدعي .. ثوبكِ الأنيق لا يتوفر في أسواق الجامعة والماجستير والدكتوراه فهو حلم لمن لا يملك ما عندكِ .. إن تجاهلوكِ فلن ينكرونكِ ، أشربي الشاي فلقد برد وأنت كامرأة خيالية لسوف تبحرين بخيالك وتدفعكِ الأمواج لنيل مرتبة لا تعرفين من أين جاء أساسها . إنه الخيال ، وخيال + خيال = أنتِ … يا أستاذي كم أنت حر ، وتهوى انتظاري لدروس هي تنتظرني مثلك ؟ مضى يومين وقلبي أعمى ! رحلت لواقع الخيال فهو أحب من صور متنوعة وفيها صورة طبق الاصل من الأستاذ الذي ربما يود أن يسألني : لماذا لم تأتِ ؟ قتلت ترددي ، وفضلت السكوت فعودتي لدرس العلم يخلع عني معطف الثقافة ، لكن لابد من جواب انهي به الجدل الذي يريد أن يصبح فوضى عارمة في حياتي .. كتبت له : أستاذ أقدم أعتذاري فأنا ممتلئة بفكرة أن لا أخون نفسي بنفسي من أجل أملاء ضعيف لم يصدر مني ، رأسي لا يفكر سوى بكلمات هي معصية حتمية وفيها دماغ يشتغل على بوح أنثوي لا تجده مع كل الجميلات .. أستاذ ، لن أتواصل مع دروسي العلمية والغاية كانت أن أجرب الحظ مع ذلك الهاجس الذي هو أبسط من فهمي ..أفكاري التي نشأت حرة مع تجربتي لا تلومني ، فعندما أقوم بالتجربة فهذا لأن الحكم حتماً سيأتي من حكم فكري أخير ، وأن الدقائق الأخيرة لا تتركني أنحني بعد الوقوع بل الوقوع شيء نسبي مع البؤس .. جربت العلم مثلما جربت الرجل ولو كنت قادرة على الحفاظ على تصميمي بان أنجح في العلم لكنت نجحت مع الرجل .. تباً لعلم فيك يغلي ، أنت لم تفشل ، أنت ضحية لعقل يرفض الاستسلام لواقع بلا حلم ، فكيف تريد لعقلي العيش دون أحلام تزقزق على نافذة القلب كي يستيقظ وهو راضٍ ؟ تركت العلم لانه بلا حلم وحين اقترب الرجل تركته لأنه خارج اطار أحلامي .. ربما تزعل لكن لو قبلت بعلمك كحاجة فعندها من الضروري قبول الرجل حاجة ضرورية في حياتي كما يحدث عند الكثيرات من جنسي .. أستاذ ، أنت كالعلم تريد الهيمنة كوني أنثى مدللة في حريتها ، فأرجو المعذرة لم يأت الوقت الذي يفرض عليّ بتمزيق أحلامي من أجل الحاجة ، ومع ذلك تبقى الرجل الذي مزق حلمي دون قصد..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى