رسائل الأدباء : رسالة من فدوى طوقان إلى أحمد حسن الزيات

07 - 08 - 1939

سيدي الأستاذ الجليل. . .

تحية واحتراماً. وبعد فقد وردتني رسالة من طالب فلسطيني فاضل يعلن فيها احتجاجه - والنية حسنة - على عبارتي الواردة في كلمتي (هل في الحيوان غريزة الغيب) (الرسالة رقم 314) إذ أقول: (وها قد انتهى أمر الثورة) وهو يقول: إن سكون البلاد لا يعني انتهاء الثورة، وسوف لا يكون هذا إلا إذا نالت البلاد أمانيها.

وأجيب الطالب الفاضل بأنني حين قلت عبارتي تلك لم أكن اقصد هذا المعنى الذي ذهب إليه ومعاذ الله أن أقصده، وإنه من المحقق إن الثورة وإن أخمدتها القوة فليس معنى هذا أن النفوس قد هدأت وقرت، أو أنها رضيت بالمصير الذي يوده لها (القوم) وكلنا يرى هذا ويحسه.

على أنني أجئ هنا بأبيات من قصيدة لي تلقي ضوءا على المعنى الذي ضمنته عبارتي، والخطاب في الأبيات موجه إلى الوطن العزيز.

وعلاك لم يخضع بنوك ولا ونت ... همم لهم كالراسيات عظامُ

هيهات، تأبى ذاك أخلاق لهم ... لا وهْيَ فيها، لا ولا استسلام

لكنّ من عنت القوى وكيده ... شُدت هناك شكيمة ولجام

هذا وإنني أشكر للطالب الفاضل حسن رأيه وأكبر فيه ذلك الروح السامي الذي يتجلى في رسالته.

(نابلس)

فدوى عبد الفتاح طوقان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى