نصيرة تختوخ - زنبقة المـاء

للمرة الثالثة لم تنجح في رسم زنبقة الماء التي تريد، لقد رأت أن الخطأ في الأبعاد لا في الشكل و لا في الألوان هذه المرة.
الزنبقة التي رسمتها كانت في نظرها تفتقد للواقعية و الإقناع.
تنحت، تأملت اللوحة جيدا وتأكدت من عدم رضاها قبل أن تضع ما بيدها و تستلقي على الأريكة البنية.
مالذي يجعلها متمسكة برسم زنبقة الماء ؟ حاولت أن تنبش في ذاكرتها ولا شعورها لعلها تجد سببا وجيها.
هناك في ذلك المكان الذي لم تدرك جغرافيته وقعت عينها على فارس غريب يمتطي حصانه وهناك سمعت ماسمعه.
أنشودة شجية تنبعث من وسط الغابة؛ تتبعها أوصل الفارس إلى البركة.
مامن زعنف يتحرك، لاشيء على الماء غير بضع زنابق مائية .
ترك الفارس حصانه على الضفة، خلع ثيابه ودخل البركة، إقترب من الزنابق أولى وثانية وثالثة وعند الرابعة توقف.
مد يده إليها ولامست هي الأبعاد عن قرب .
توقف الغناء واحتار فيما يفعل .
نظر خلفه ولاحظ أن الضفة بعيدة وأن الحصان قد غاب.
الزنبقة في يده تقول شيئا ما، إنها تحدثه هو المقصود لاأحد غيره في الجوار، لازعنف يتحرك ولا يعسوب يطير :'هناك امرأة تنتظرك ، امرأة تستلقي الآن على أريكة جلدية ؛ تنتظرك بثياب جديدة بعد أن تخرج من البركة وتقطع الغابة و تعبر الوقت '.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى