أطياف سنيدح - صرخة قلبي.. قصة قصيرة

الليل سلامه طويل ، وحقيبتي التي كانت ثقيلة .. أفرغتها الليلة من الحب …! بذلت قصار جهدي لفعل هذا .. كانت صدمة بالنسبة لي ، أن لا أنساك وتكون حقيقتك التي تستحق النسيان ، مصدر إزعاج لخاطري .. أنت تعكر مزاجي .. ! وحدي مع القلب .. فقيرة مع الحلم .. حزينة بثوب جداً فاتن … إنه السراب المنعم بغذاء الروح .. إنه مكاني بين الأشجار والورود التي صنعتها بيدي وجعلتها لا تذبل .. وحدي أحدق في مرآتي ، وأقول : عجباً ، أليس الحب واجب مقدس ..؟ لا أنجو من شيء يمسّني ، مسّاس الروح مع الوجدان ، وكيف يتلاحم كلي مع بعضه الجميل .. بقدرة الله سأنسى إني وحدي .. النسيان .. صرخة قلب ، صوته أعلى من الفم.. ! صوت جمعنا بالظلّ ، وهمس لي قبلك : هيا .. تحركي نحوه ، فهو بانتظار إشارة تؤكد اهتمامك به … فعلتها واقتربت منك قائلة : هل أنت متزوج ، وهل لديك أولاد..؟ كرهت سؤالي .. فالرجل أشد ما يكره من امرأة سرقة قلبه ، أن تسأله عن هذا ، وهو تحت لهفة تريد التغيير من حالة متعبة إلى حالة يجدها أكثر إشراق ، مع حب جديد كافٍ لزرع النصر من جديد في حياته .. كنت قاصدة استفزازك .. فأنا أعرف إنك متزوج ولديك أولاد .! دخلت جنة حبي ، وتركت كل امرأة نارية من أجلي ! حديقتي التي حافظت عليها من أجلك ، تسقيها بحرص كل يوم تأتي فيه محملاً برغبات تشدّني إليك بقوة .. لم أكن أنتظر سواك ! دخلت بسلام ، ولم نعِ كم من السنوات مرت علينا تحت سقف الحب الذي لا يؤمن بواقع الموت ، وهمه الوحيد إرضاء الجسد من كل علامات الاشتهاء .. اخترتك كي لا أتذكر غروري وتكبري واندفاعي .. كنت أرملة دون أولاد ..أعيش على راتب مخصص للأرامل .. كنت صغيرة السن ، ولا أعرف لماذا الحب كان هدفي معك وليس الزواج ؟ لم أخبرك ، إن قارئة الفنجان قد أخبرتني في آخر زيارة .. أن كل رجل سأتزوج منه سيموت ، ولهذا ابتعدت عن فكرة الزواج ، كي يبقى الحب هو عملي الدائم معك ..! لا أريد أن تموت ، وتترك حديقتي دون سقيّ ، فمقدور كل رجل سقيّ هذه الحديقة .. لا أدري لماذا أصدق قارئة الفنجان ولا أكتفي بقناعتي ، إن الحياة والموت بيد الخالق . ها هي عقول النساء .. ضعيفة ولهذا أكثر ما تتعرض له المرأة اليوم .. هي كيف تعالج عاطفتها بحكم واقعها ؟ كنز عزلتي أغلى من حياة تقلل من حجم اللهفة .. دوماً تسألني : هل العزلة التي أنتِ فيها ، هي السبب التي جعلت منكِ قارئة جيدة للكتب ؟ كنت مهووساً بأفكاري وقراءاتي .. وافقت على قولك هذا ، لكن لم أضيف .. إنني بسبب حبك تطورت ثقافتي ..! لم أبتعد عن جوهر المعنى .. أنت تحارب واقعاً ملموساً ، وأنا أحارب من ؟ أحارب اللحظات التي أجدك فيها تتأمل فمي ، ولا تتوقف عن النظر إليه ..! الفم وما أدراك ما الفم ..؟ خطر لكل رجل ،وهروب متعمد لكل امرأة … كنت تحبني ، لذا قلت لي يوماً : لو كانت هناك قوة تمنعني من قولي لكِ ” أحبكِ ” فأنتِ هذه القوة ….. هذا بطلي ، يسبح في بحر تأملاته ـ وحتماً سأغرق معه متحدية ظرفي وحياتي الصعبة .. هل كان الشيطان برفقتنا ؟ لمس خدّي برفق ، ثم عصّر يدي قائلاً : الشيطان بانتظار هزيمتنا ، وحين تلتقين به .. صارحيه قائلة : شكراً فأنت لطيف ..! سيذهب وهو يكرهك ، لأنه بحاجة كي نندم على أفعالنا بينما هو بحاجة إلى التخلي عنا في لحظة الحسم الأخير ، هل واعية كلامي ؟ هذا ما كان يدور بيننا .. لسنوات ! بين الفهم والمعرفة ، خيط ضئيل لا يعّيب أننا لا نعرف المهم ، ولهذا لم نقل .. أقوال بعيدة عن الفهم ، حتى أننا لم ننسَ حروفنا الغريبة والمثيرة وهي تدفع بكل تقاليد الحب إلى الاختناق في زاوية مظلمة لا تليق بعاطفتنا السخية .. ( أدب سز ) لم تقلل من شأن الحب ، أو نعتبرها وقاحة نتبادلها في لحظات الغضب والراحة .. أبداً .! كم مرة نكررها ؟ وتبدأ مثل طبق شهي يسبق النوم الطويل .. صرخة قلبي في هذه الليلة مغاير ، وله أدلة بأنك رضيت بزوجتك كامرأة وحيدة بحياتك ، بعد سنوات من المرح الجسدي معي …. انطفأت الشموع ، وبدأ السهر مرحلة استثنائية التكوين .. العالم دون رجل ، أشبه برجل باع نفسه تحت تأثير شرابه ،وصرح فيما بعد : آسف كنت سكراناً ونسيت ما خلفي للظل .. ! الفراغ يزاحمني .. مستعدة للخيانة ، وسوف أتركك تلهث خلف الذكريات وليس فقط ما كان خلفك وتركته للظل .. ستقول : كانت معي .! كل هذا جزء مني ، ولا يمكن التصور أن العالم لا يبكي عليّ . أنا المدللة في أحضــــــانه لســـــــــنوات ، ثم أحزن عليه فأجد دمعتي تفتك كل بكارة الفضاءات الجميلة .. أبكي بلا ندم ! هذه النفس قاسية ، لذا سأجرب الخيانة كبداية وليس نهاية ، فأنا أقدر لعبة الحظ وكيف يختارني الذي يفرح بي ولا أفرح به .. سأتركه يلهث خلف الذكريات ، ويقول : كانت معي .!إذن هي ليلة وداع للحب ، وتفريغ لكل حقائب القلب المجنون ـ للحظة حب .. أنت تغادر امرأة قتلت الواقع بقلبها الرقيق ، لن تنجو من فعلتك ، وسوف تلهث خلف ذكرى صغيرة كانت بيننا .. بعد قصتي معك وقراءاتي المتنوعة .. العزلة ستكون مع أوراق الغد وأنا أكتب وللمرة الأولى قصة قلب كانت صرخته عنواناً لذلك السلام الطويل .. ربما بسببك ، سأكون كاتبة تسطو كل ليلة في خيال الكثيرين وتغادرهم مبتسمة لفوزها الأنثوي .. ربما أنت الشعلة التي كانت غائبة في حياتي ولم أعرف مكانها إلاّ بعد عودة الحب بينك وبين زوجتك .. احتاج في هذه الليلة لارتكاب جريمة حب معك .. احتاج لفؤاد غير فؤادي كي ينقذني من حاجتي .. احتاج ، أحتاج .. لصــــــرخة قلبي … ق ، ل ، ب ، ي ….


عن الزمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى