ديوان الغائبين ديوان الغائبين : علي الحاجي - السعودية - 1978 - 2006

علي محمد ناصر الحاجي.
ولد في التويثير بالأحساء في المملكة العربية السعودية، وتوفي في الحليلة من المنطقة نفسها.
تلقى تعليمه الأولي في مدارس قرية المطير بالأحساء وتابع دراسته حتى تخرج في كلية الشريعة الإسلامية بتخصص «اللغة العربية» عام 2000م.
عمل بعد تخرجه مدرسًا في عدد من مدارس بلدته.
كان عضوًا في منتدى «الينابيع البحرية» الأدبي.

الإنتاج الشعري:

- له قصائد شعرية مخطوطة لم تجمع في ديوان.
بين الحنين والأنين تجسدت تجربته الشعرية، فقد غنى للحب والغربة والحرمان بلغة عذبة رقيقة، وعواطف جياشة مشبوبة، وكان يحرص على اختيار مفرداته من معجم المشاعر والأحلام والعناق، ويكسوها من رقة عاطفته الجياشة.

مصادر الدراسة:

1 - الموقع الإلكتروني لقرية المطيرفي: ..
2 - الموقع الإلكتروني لرابطة أدباء الشام: ..


معاناة

ملكتِ النفسَ يا حسناءُ لـمّا
أصبتِ القلب من سهمٍ رماني
عشقتك فجأةً فغدوتِ مني
محلَّ الروح في جسم الجبان
لوَ انَّ الحبَّ داءٌ كنت أدعو
طبيبًا كي يداوي ما اعتراني
ولكن المحبّة في فؤادي
ضياءٌ من سنا بدرٍ أتاني
ويكسر خاطري أني فقيرٌ
ومهر الغيد غالٍ في زماني
وما ملك الفقير سوى قوافٍ
تعزّي النفسَ من آنٍ لآن
وتأمرني الخبيثةُ بالمعاصي
وملك يمينها أحلى الحسان
ويأبى الله للإنسان ذلاً
وأجرُ الصبر روضاتُ الجنان
ولو أنّي نسيتُ الله يومًا
وما قد قال في السبع المثاني
قصدت الحان من تَوّي وأضحت
حياتي بين أحضان القيان
أقوم الصبح يا رباه دومًا
أصلّي ما كتبتَ بلا توان
وأرفع كفِّيَ البيضاء أدعو
لعلك تستجيب إلى بياني
فما لي غير عفوك يا إلهي
إذا ما القبر في يومٍ طواني


***

أحرقت قلبي
رد على نونية الشاعر عمر بهاء الدين الأميري

أحرقتَ قلبيَ خفِّف نغمةَ النونِ
نسائم السحر ما تنفكُّ تبكيني
وجدتَ قلبًا عليلاً فاعتصرت له
من كرمة الشعر كأسَ المرِّ تسقيني
يا رائعَ الشعر قد أيقظتَ عاطفتي
ورِقَّةُ الجَرْس بالأوزان تغريني
إني غريبٌ وجرحي قد فتكتَ به
أتنسج الشعر من آهاتِ مطعون؟
رحماكَ أتممْ ولا تحزنْ على ألمي
من يألفِ النوم يُذبحْ بالسكاكين
إن الجراح إذا سَكَّنتَها اندملتْ
فوق المآسي وفوق العِزِّ واللِّين
ثَوِّرْ جراحي فطعمُ الآهِ أسلمُ لي
إمّا أموتُ وإما ينتصِرْ ديني


***

مصالحة

أنا يا حبيبةُ بِتُّ لا أهواكِ
ومحوت من سِفْرِ الهوى ذكراكِ
أحرقتُ كلَّ مراكبي ووسائلي
كي لا أفكر ساعةً بلقاك
مزّقتُ كل عبارةٍ فيها هوىً
ونثرتُها للريح فوق سماك
كي لا أرى حرفًا يثير مشاعري
ويهز ذاكرتي فلا أنساك
رفع الهوا كل الحروف إلى السما
فتلألأت وكأنها عيناك
وإذا العباراتُ التي مزقتُها
شهبٌ تنير معالم الأفلاك
وإذا عيوني حيثما أرسلتُها
تلقى جمال القيد في يمناك
فعلمتُ أني بالغرام محاصَرٌ
وشغاف قلبي أُشرِبتْ بهواك
فصُدِمتُ من قلبٍ يمور صبابةً
أهواكِ يا كل الهوى أهواك


***

نسيم الثلج

لـمّا نسيمُ الثلج يلفحُ وجنتي
وتغوص لسعته إلى أعماقي
وتئزُّ كل خليَّةٍ في أضلعي
أَزَّ السبائك لحظة الإحراق
وتُجَنُّ من فرط الصقيع أناملي
وأعيش لحظة عاشقٍ مشتاق
تسري بأحشائي نسائم رعشةٍ
تغلي بأحشاها لظى أشواقي
فأغيب عن كدر الوجود هنيهةً
وأطير مشدودًا إلى الآفاق
وأطوف في دنيا المشاعر هائمًا
قلقًا وتلك طبيعة العشاق
فأذوب شوقًا للثلوج وأهلِها
فتذوب من وجدٍ دِما أحداقي
ويهيم قلبي كالصريع صبابةً
لم يَبقَ لي جَلَدٌ على الإطلاق
فأصيح يا رباه خفِّف لوعتي
وامننْ عليَّ بأوبةٍ وتَلاق
أمّاهُ يا رمز المحبةِ والوفا
رفقًا بدمع أحمرٍ مُهراق
لم يبق لي إلاك يا كلَّ الدُّنا
بعد الحبيب الراحل العملاق
من كان يحلم أن نكون منارةً
فمضى يجرُّ مرارة الإخفاق
مرّي بقبرٍ لا يغادر مهجتي
واقري السلام على الحبيب الباقي
باقٍ بأحلامي وصدق مشاعري
ومواقفي وعواطفي وعناقي
باقٍ بكل دقيقة أحيا بها
باقٍ بقلب العاشق التوّاق
لي فيكِ يا أرضَ الثلوج أحبةٌ
هم إخوتي وعمومتي ورفاقي
جدّي وأخوالي الكرام وجدّتي
تلك الأنيسةُ والمثالُ الراقي

***

قارة

يا ثلجَ «قارةَ» إن الثلج يغمرني
رغم الشموس التي تكوي بأوراقي
فالدفء دفؤك لا دفءٌ يعادله
مهما تلظَّتْ بنار الشوق أعماقي
هل لي بقربك من مأوًى ألوذ به
آوي إليه فأنسى الراح والساقي؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى