رسائل الأدباء : رسالة من مشكور الأسدي إلى محمد إسعاف النشاشيبي

سيدي الأستاذ الجليل محمد إسعاف النشاشيبي المحترم

تحية العروبة والإسلام

أما بعد فقد تفضل الأستاذ الكبير صاحب الرسالة الهادية المهدية فأدرج لي في (البريد الأدبي) من العدد الـ 346 كلمة صغيرة رجوته فيها نشر ما في تضاعيف كتابيكم الثمينين: (الإسلام الصحيح، وكلمة في اللغة العربية) مما يخص (نهج البلاغة)، لأن الكتاب الأول ممنوع في العراق، والكتاب الثاني نادر الوجود عندنا وذلك تطميناً لرغبتنا الصادقة في الاطلاع على رأيكم في (النهج)

وفي نشر الأستاذ (الزيات) لكلمتي دون مقالتكم دعوة ضمنية لحضرتكم إلى تلبية طلبنا بنفسكم، فأنتم صاحب المقالة ولكم الحق الأول في نشرها وعدمه

وقد صدر بعد العدد الـ 346 ثلاثة أعداد ولم نُتْحَف بمقالتكم، كما لم نتلقّ من حضرتكم كلمة في الجواب على رجائنا

وهذا يحملنا على التساؤل: تُرى لماذا امتنع أستاذنا الجليل العلامة النشاشيبي عن نشر مقالته في (النهج)؟

هل تراءت له جوانب جديدة في التحقيق - وهو هو المحقق المدقق الثبت الأمين - تنسف، أو تلطف من حدة تلك المقالة فلم يشأ أن يدوس على وجدانه العلمي فينشر رأياً في مسألة خطيرة لا يؤمن به - الرأي - الإيمان كله.؟

أم هل خشي النقد - ونريد من النقد هنا النزيه الخالص لوجه العلم والحقيقة لا يدلف إلى سواهما - يطلع به عليه بعض علماء العراق بعد أن يكونوا قد وقفوا على مقالته؟

إن كانت الأولى: فإن واجب العلم والإخلاص له يحتمان على حامله ألا يتخلف لحظة في نشر ما يتوفق إليه من تصحيح أو تنقيح لآراء خطيرة سبق أن أذاعها وبسطها إلى الملأ من الناس، وأديب العربية الفذ الأستاذ النشاشيبي، والحمد لله، من علمائنا الذين لا يدعون الكمال - إذ الكمال لله وحده - ويعترفون بما قد يقعون فيه من خطأ عن غير عمد (بالطبع)، والذين لا يبخلون قط في الإفاضة من علمهم الغزير بأسلوب هو غاية في الروعة والتواضع وكرم النفس، وقراء الرسالة المدمنون على حرثها والإفادة منها يعرفون جيداً هذه الخلة في أستاذنا الجليل (صاحب التواقيع المستعارة العديدة)

وإن كانت الثانية: فإن عهدنا بالنشاشيبي - ذلك الأديب الألمعي الفحل الصريح الشجاع المرفوع الرأس - لا يخاف في الحق - الذي يؤمن به - لومة لائم، أو نقد ناقد، أو تحامل جاهل

فكيف إذن نوفق يا أستاذ بين هذا وذاك؟؟

وكيف نفسر عدم إجابتكم لرغبتنا الشديدة في نشر مقالتكم الخطيرة القيمة عن (نهج البلاغة)، في مجلة العروبة والإسلام المفضلة (الرسالة) الغراء؟؟

لعلنا نحظى بالجواب. . .

مشكور ألاسدي
عضو جمعية الرابطة العلمية الأدبية في النجف الأشرف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى