محمد إسعاف النشاشيبي - نقل الاديب

450 - والله ما شعرت بذلك

في (معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان): كان (الإمام) محمد بن سحنون ذات يوم يؤلف إلى أن حضر العشاء. فجاءته جاريته أم مدام بالعشاء. فقال لها: يا أمّ مدام، أنا مشغول عن العشاء بما أنا فيه. فلما طال انتظارها أخذت تلقمه وهو على حاله يؤلف حتى أتت على جميعه. وما زال كذلك حتى أذّن المؤذن لصلاة الصبح، فطوى كتابه وقال: يا أم مدام، هات ما معك من العشاء!

فقالت: يا سيدي، إني أطعمتك إياه!

فقال: والله ما شعرت بذلك!

451 - لو كان من كلام النظام لكان كبيرا

في (الأغاني): عتب المأمون على عريب (المغنية) فهجرها أياماً. ثم اعتلت فعادها. فقال لها: كيف وجدت طعم الهجر؟

فقالت: يا أمير المؤمنين لولا مرارة الهجر ما عُرفت حلاوة الوصل، ومن ذمّ بدء الغضب حمِد عاقبة الرضا.

فخرج المأمون إلى جلسائه، فحدثهم بالقصة. ثم قال: أتُرى هذا لو كان من كلام النظام ألم يكن كبيراً؟!

452 - . . . فيستثنون فتبطل أيمانهم

(وفيات الأعيان): قال الربيع صاحب المنصور: يا أمير المؤمنين هذا أبو حنيفة يخالف جدك: كان عبد الله بن عباس يقول: إذا حلف على اليمين ثم استثنى بيوم أو بيومين جاز الاستثناء. وقال أبو حنيفة: لا يجوز الاستثناء إلا متصلاً باليمين. فقال أبو حنيفة: يا أمير المؤمنين إن الربيع يزعم أن ليس لك في رقاب جندك بيعة. قال: وكيف؟ قال: يحلفون لك ثم يرجعون إلى منازلهم فيستثنون فتبطل أيمانهم. فضحك المنصور وقال: يا ربيع لا تتعرض لأبي حنيفة. فلما خرج أبو حنيفة قال له الربيع: أردت أن تشيط بدمي. قال: لا.

ولكنك أردت أن تشيط بدمي فخلصتك وخلصت نفسي.

453 - . . . أن يجلسوا على حائط

(روح المعاني) للآلوسي: عن ابن سيرين أنه سئل عمن يسمع القرآن فيصعق، فقال: ميعاد ما بيننا وبينهم أن يجلسوا على حائط فيقرأ القرآن من أوله إلى آخره، فإن صعقوا فهو كما قالوا

454 - وكريم أنظر له

في (الإيجاز والأعجاز) للثعالبي: سمعت مأمون بن مأمون خوارزم شاه يقول: همتي كتاب أنظر فيه، وحبيب أنظر إليه، وكريم أنظر له.

455 - الجلهكية

في (الملل والنحل ونهاية الأرب): الجلهكية أي عُباد الماء في الهند، يزعمون أن الماء ملك، ومعه ملائكة، وأنه أصل كل شيء، وبه كل ولادةً ونمو ونشوء وبقاء وطهارة وعمارة. وما من عمل في الدنيا إلا وهو يحتاج إلى الماء. فإذا أراد الرجل منهم عبادته تجرد وستر عورته. ثم دخل الماء حتى يصل إلى حلقه (أو وسطه) فيقيم ساعة أو ساعتين أو أكثر. ويأخذ ما أمكنه من الرياحين، فيقطعها صغاراً، ويلقى في الماء بعضها بعد بعض، وهو يسّبح ويقرأ. فإذا أراد الانصراف حرّك الماء بيده، ثم أخذ منه فنقط على رأسه ووجهه وسائر جسده خارجاً، ثم سجد وانصرف.

456 - من عدم الناس عاشر القردة

في (تتمة اليتيمة): كان أبو سهيل الحراني ينادم قردة له، فقيل له في ذلك، فقال:

ملت إلى قردة أنادمها ... فأنكرت ذاك زمرةُ الَحسَدهْ
فقلتُ: يا بُلْهُ لا عقولَ لكم ... من عدم الناس عاشر الِقردَهْ

457 - التمثالان في تدمر

في (معجم البلدان): كان من جملة التصاوير التي بتدمر صورة جاريتين من حجارة من بقية صور كانت هناك، فمر بها أوس بن ثعلبة التيمي صاحب قصر أوس في البصرة، فنظر إلى الصورتين فاستحسنهما فقال:

فتاَتيْ أهل تدمرَ خبَّراني ... ألَمّا تسأما طولَ القيام
قَيامُكما على غير الحشايا ... على جبل أصمَّ من الرُّخام
فكم قد مرّ من عدد الليالي ... لعصركما وعامٍ بعد عام
وإنكما على مرّ الليالي ... لأَبقى من فروع ابنيْ شمام

قال المدائني: فقدم أوس بن ثعلبة على يزيد بن معاوية، فأنشده هذه الأبيات، فقال يزيد: للًه درّ أهل العراق! هاتان الصورتان فيكم يا أهل الشام، لم يذكرهما أحد منكم، فمر بهما هذا العراقي مرة فقال ما قال

458 - مفرق. . .

في (مروج الذهب، والكنز المدفون): بلغ خالد بن عبد الله القسري، وكان عاملاً لعبد الملك بن مروان على مكة قول الشاعر:

يا حبّذا الموسمُ من موفِد ... وحبذا الكعبة من مشهد
وحبذا اللائى يُزاحِمْنَنا ... عند استلام الحجر الأسود

فقال خالد: أما هن فلا يزاحمنك بعدها. فأمر بالتفريق بين الرجال والنساء في الطواف. فهو أول من فرّق بين الرجال والنساء في الطواف. فاستمر ذلك إلى اليوم، وكان يُجلس لهن حرساً عند كل ركن، معهم السياط، يفرقون بيتهم.

459 - ثم اطووه إلى يوم القيامة

في (زهر الآداب): شرب كوران المعنى عند الشريف الرضي فافتقد رداءه وزعم أنه سُرق. فقال له الشريف: ويحك! من تتهم؟ أما علمت أن النبيذ بساط يطوى بما عليه. . .؟

قال: انشروا هذا البساط حتى آخذ ردائي ثم اطووه إلى يوم القيامة. . .




مجلة الرسالة - العدد 312
بتاريخ: 26 - 06 - 1939

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى