عباس عجاج - قصص قصيرة جدا

نفق

كلما وُلِدت إحداهن حملتها قهرا, ودفنتها غيلة, حتى إذا تشبثت أخراهن وضعتها على مائدتهم, قطعوها إربا, أعجبتهم قفلتها.

أجيال

امتعضت بشدّة, فقد ارتدت ابنتها فستانا قصيرا, لكنها حين وجدت حفيدتها بالبكيني, صفقت الرواية بكفيها, قبل أن تكشف الومضة عن ساقيها.

شموخ

اشتد أزيز الرصاص, تسابقوا مطأطئين الرؤوس, انعكس ظلّه باسما, يناطح السماء مقتبعا خوذة مثقوبة.

روبن هود

لا يفتأ يسرق قبلاتي، يبعثرها كأشواقي، يسد رمق الجوعى، و تلهث حرّى آهاتي، على مقصلة الجوى يسكب قلبي كأسه الأخيرة.

مفارقة

اشتد برد الشتاء، وقف خلف النافذة، سأل الوزير: أتسمع صوت المطر فوق الصفيح؟ - كلا سيدي.. ذلك اصطكاك أسنان الفقراء.

سرقة حلم

جثوت على أوجاعي, تشبثت بسراب النهار, تغشّاني الليل, كل ما حولي خواء, الأشياء تتبدّد.
حبوتُ ألتمس خيط الأمل, تكالبت أشباحهم تقضم أطراف ثوبي.

رمق

قلائد السمك المجفف تتعرى للبطون الضامرة, يتلمظها بشفتيه, و يمسح بآخر المناديل على الأرصفة.




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مقتطفات من المجموعة القصصية الموسومة" شريط أصفر " للقاص عباس عجاج

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى