رسائل الأدباء : رسالة من زكي مبارك إلى توفيق الحكيم

13 - 04 - 1942

إلى الأستاذ توفيق الحكيم

صديقي العزيز!

قرأت لك في (الرسالة) منذ أسابيع كلمةً صغيرة تذكُر فيها أن في مصر كاتباً قال في سياق حديثه: إنه صديقك، وأنك تنكر أن يشرّف الناس أنفسهم بالانتساب إليك. . . ولم يخطر في البال أنى مقصودٌ بتلك الغمزة، لأني أعرف أن منزلتي في نفسك لا تبيح لك أن تقع في مثل هذا الخطأ

ولكنّ ناساً حدثوني أنك تريدني بتلك الكلمة الصغيرة، وقد أردت أن أستوثق من نيتك، فجشّمت نفسي مقابلتك لأعرف رأيك قبل أن أردّ عليك، فكان جوابك أن تلك الغمزة موجَّهة إلى (فلان)، وأن أدبك لا يسمح بأن تُعرَّض بكتابٍ له مثل مكانتي في نفسك وفي (الرسالة) الصديق

فهل أجد عندك من الشجاعة ما تَقْوى به على التصريح باسم ذلك (الفلان)؟

لا تَخف، يا صديقي العزيز، فإن (الفلان) الذي حدثتني انك تعنيه، لا يملك غير قلمه، والقلم في هذا الزمان يضر أكثر مما ينفع، وهل آذاني غير قلمي؟

أَوضِحْ، أَوضِح، فإن لم تفعل فسأنوب عنك في الإيضاح صَنَع الزمن ما صنع، واستطال الدهر ما استطال، فمن يعزِّيني وقد استباح بعض الناس أن يكتب كلمةً تُوهم أنه أكبر من أن يكون صديقي؟!

زكي مبارك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى