عائشة عسيري - زيارة مفاجئة.. قصة قصيرة

وفاء وفيصل زميلا مهنة واحدة ؛ يعملان في قسم الاستقبال في مستشفى للأسنان.
متجاوران في مكان عملهما منذ سنتين.
بدا فيصل مهتماً كثيراً بأمر وفاء، فهي فتاة ذكية ولبقة ونشيطة ومعظم مرتادي المستشفى من الرجال يفضلون الاتجاه نحوها للحجز عند الطبيب؛ لسرعتها في انجاز عملها.
فيصل لايعرف عنها الكثير، سوى اسمها ومحل سكنها ومؤهلها العلمي.
تتحاشى وفاء الحديث عن حياتها الخاصة دائماً.
ذات مرة دخل رجل من بوابة المستشفى الداخلية.
اضطربت وفاء عند رؤيته وعدلت نقابها وتظاهرت بالانشغال التام ، لكنه اتجه صوبها تحديدا.
توجه لها بالكلام قائلاً :
أريد الحجز عند الطبيب حامد ، هل هو موجود؟
أجابت وهي متطأطئة الرأس صوب جهاز الكمبيوتر ومحدقةً في لوحة المفاتيح ، التي لا تكاد ترى أي حروف عليها بسبب ارتباكها الشديد.
أجابته بهدوء مصطنع:
نعم هو موجود، خذ هذه الورقة ، ورقمك للدخول على الطبيب، هو أربعة.
جلس في غرفة الانتظار بعض الوقت، ثم دخل للطبيب.
وبعدما انتهى الطبيب من معاينته، خرج الرجل من المستشفى.
سأل فيصل وفاء بلطف :
هل تعرفين هذا الرجل؟ بدا حالك لايوحي بخير قبل قليل !!
أجابته وهي تصر على أسنانها قائلة :
هو خطيبي السابق، شخص شديد الغيرة حد المرض.
هز فيصل رأسه مبدياً تفهمه لتصرف وفاء قبل قليل.
في الغد أحضر فيصل معه باقة وردٍ حمراء دس داخلها بطاقة صغيرة، خبأ باقة الورد حتى قبيل انصرافه من الدوام، وحينما همت وفاء بالخروج من المستشفى، قدم لها الباقة راجياً من وفاء قبولها.
أخذتها وفاء على مضضٍ ، مستغربةً من تصرف فيصل .
عادت للمنزل ، رأت البطاقة ففتحتها ، جلست على الكرسي لتقرأها .
كتب فيصل :
( عزيزتي وفاء، أنا أعمل معك منذ سنتين، كنتِ فيها نعم الفتاة ، الشريفة، المجتهدة، واللطيفة مع الجميع، لم ألحظ عليك يوماً سلوكاً شائناً، ولا أخفيك سراً أني معجب بك منذ عرفتك، لكنك كنت صارمةً في تعاملكِ مع الذكور، فخشيت أن تقابلي اعترافي بالرفض، وقتها سيكون كلانا في موقفٍ محرج، لكن بعد ماعرفته عنك بالأمس ومارأيته ؛ أسعد بالاعتراف لك بحبي الكبير لك؛ وبرغبتي الجادة في الزواج بك، إن قبلتِ )

أمسكت وفاء بهاتفها وبعثت له برسالة، في الصباح ذهبت للمستشفى، لكن فيصل لم يحضر للعمل.
سار يومها كالعادة، مع حيرةٍ أصابتها بشأن غياب فيصل .
في العاشرة والنصف مساءً رن جرس المنزل؛ خرج والدها؛ استقبل الضيوف، وفجأة سمعت والدها يقول؛ أهلا بك يا أبا فيصل أنت وفيصل،
قالت في نفسها :
هكذا إذاً لقد ذهب فيصل صباحا لوالدي، ولهذا طلب مني رقمه بالأمس زاعما أنه يريد شراء سيارة من معرض سيارات والدي .
ولهذا لم يحضر للدوام صباح اليوم .
ذهبت لتحضير القهوة للضيوف الأعزاء داعيةً بالنهايات السعيدة؛ عوضاً عن خطبتها الفاشلة، بسبب الغيرة الزائدة



* عن نادي القصة السعودي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى