رسائل الأدباء : رسالة من حبيب الزحلاوي إلى دريني خشبة

17 - 04 - 1944

إلى الناقد الأستاذ دريني خشبة

أحسست يا صديقي، من الكلمة التي نشرتها في عدد (561) من الرسالة، وعنوانها شعراء الشباب والأستاذ الجليل (ا. ع) أنه لا يطيب لك سماع رأي يخالف رأيك، سواء أكانت المخالفة كلية أو جزئية، بدليل تسميتك الكلمة البريئة التي وجهها الأستاذ (ا. ع) إلى الشعراء الشباب (حملة تأديبية)

الحق أولى، يا صديقي، أن يقال، أنه صار من اللازم اللازب أن تجرد حملات نقدية على الناقدين الذين يأخذون بناصر العجزة المهازيل من النظامين

فإنك تعرف يا صديقي، أن الشعر روح، وأن الحياة الشعرية التي لا تفيض بالنعمة، ولا تشيع السرور بالنفوس والفرحة بالوجود ليست بحياة. هل شعرت بشيء من ذلك حين قرأت ما نظم أكثر من ذكرت من أصدقائك شعراء الشباب؟ ليس بين معظم الشعراء الذين ذكرت من يطير بجناحين، بل فيهم من يمشي ويتسكع ولكن أكثرهم يزحف

لا فارق، يا صديقي، بين ما قلته عن شعراء الشباب أنهم (أثمن قلادة يتحلى بها جيد مصر الحديثة، والشعر المصري الحديث، وبين ما كان يقوله كتاب مقدمات الكتب قبل عشرين أو عشرة سنين

وفي ختام، أحيي باحترام الأستاذ الجليل (ا. ع) الذي أثار هذه المسألة وأطالبه المزيد، لا حباً في النقد لذاته، بل حرصاً على نقاء تاريخ أدب هذا الجيل.

حبيب الزحلاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى