رد من محمد خليفة التونسي إلى الدكتور محمد مندور

إلى الدكتور محمد مندور

ذكرتُ في مقالي (حول بعث القديم) في عدد الرسالة 577 خمس ملاحظات لاحظتها على مقالك (بعث القديم)، ولما تناولت عدد الرسالة الأخير وجدتك قد نشرت رداً لم أفد منه إلا أنك أحياناً تتخلى عما يليق بالعلماء إلى ما لا يليق. فقد بدأت ردك بأنك تظن أني طالب ثم جزمت بأني طالب. ولست أدري أولاً ماذا يعنيك إن كنت طالباً أم لم أكن، ولست أدري ثانياً ماذا حملك على الاتجاه إلى شخصي ولم أتقدم إليك إلا برأيي

لقد واجهتُك بخمس ملاحظات فانظر كيف أجبتَ عنها لقد تركتَ الرد على ثلاث ملاحظات لاحظتها عليك لم تتعرض لها لتوقع في وهم القراء أنك أفحمتني بما أجبت عنه وذلك ما لا أرضاه لك، فلتجب عنها إن كنت تستطيع.

وقد تعرضت لملاحظتين: إحداهما تاريخ الطباعة في مصر في عهد محمد علي، وقد لجأت في تعرضك لها إلى المراوغة والطعن، ثم قلت إن الكتب التي بين يدي كاذبة، ولن تأت ببرهان كعادتك

والملاحظة الثانية قد رجعت فيها إلى رأيي، وهو أن جمعية المعارف ومطبعتها اللتين أسسهما المويلحي ترجعان إلى سنة 1867، لا كما قلت أنت بأسلوب المراوغ المكابر إنها لا ترجع إلى أبعد من سنة 1860، وقد اعتمدتُ أنا على ما ورد بنصه في كتاب (الإسلام والتجديد) للدكتور تشارلز آدمس، وقد أشرتُ إليه في هامش ردي، ومع ذلك تزعم أن هذا المصدر مدرسي. ففي أي مدرسة في مصر يدرس هذا الكتاب؟ وإن جورجي زيدان الذي استشهد برأيه يؤيدني ولا يؤيدك

ثم زعمت كذباً عليّ أني أوافقك في أن رفاعة الطهطاوي بعث القديم بحكم ثقافته المستنيرة وأنا لم أقل ذلك، ولكنني قلت اعتماداً على أستاذك وأستاذي أحمد أمين بك وهو يترجمه إن رفاعة كان مقلداً المستشرقين ده ساس وكوزن في بعث القديم، ولقد نسيت أو تناسيت المصادر، وما كان لك أن تنسى المصادر ولا أن تتناساها، وذكرت أسماء بروكلمان وشيخو وزيدان والرافعي، ولم تذكر ما يؤيدك. فهل تريد أن تقول إنك قرأت ما قالوا في ذلك وكفى. إن يكن ذلك فما تعرضنا لك فيه.

(سمالوط)

محمد خليفة التونسي




مجلة الرسالة
14 - 08 - 1944

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى