منى أبو زيد محمد صالح - أنا أكره المقاعد الدّافئة !

ماذا أفعل بنفسي وبأنهر اللّوم التي تتراقص في سواد عينيك الفاتن الآسر كلما تململت أساريري؟!

حين تلكُم قلبي لا مبالاتك أرقبُه ينكفئ هنيهةً. فإذا به يتهيأ للصفح !!

امنحني فقط حق التململ. هل أطلب الكثير؟!

ثم ... من ذا الذي يملك زمام الأسارير؟!

تابع القيادة ... لن أتقيأ سخطي !

أنا فقط أبغض ذلك الدفء الذي يحتل المقعد ! يثير اشمئزازي لطالما كرهته ولطالما اجتنبته.

هل تعلم شيئاً ؟! أفضِّـل الوقوف على الجلوس في مقعد غادره (غيرى) توّاً!

عته؟! ... لا لا لا...

أرجوك .... تابع القيادة .....أنا لا أهذي .....

لطالما كانت لي فلسفة خاصة بشأن ذلك الدفء البغيض لطالما أحسسته كائناً هلامياً لزجاً يأخذ شكل المقعد، صوته كالغليان، لونه كالفجر في ليالي الخريف الماطرة، حتى أنه ذو نكهات كمعطرات الجو الرخيصة !



مريضة؟! لا...لكنني لا أريد أن أشفى منك! إن كان هذا ما تعنيه !!



ما علينا. تعتمد النكهة على حال (من غادره) توّاً...

فهناك ما أسميه الدفء بنكهة الغيظ، وبنكهة الحزن .... الغضب ... والغيرة.

النكهة الأخيرة هي الأفظع و الأفدح.

الأخيرة هي التي تفقدني دوماً زمام أساريري!



هل ستغضب من جديد؟

أنا لا أفتعل شجاراً، أنا فقط أتململ !

فبعيداً عن دفء المقعد لازال عطرها يلفك.

وبعيداً عن مسألة العطر لازالت في عينيك بقايا تلك النظرة المسكينة التي ترافق حضورها الجليل ما شاء الله !!

هل كل ما تبقى لي منك هو أثر انصرافها؟!

بقايا حضورها ؟!

يا لها من ثروة !

1359-d614dcb6104002730e6c91e121070dc4.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى