حسن أحمد بيريش - حوارات مع محمد شكري المعيش قبل المُتخيَّل 15 الحركة الأدبية المغربية

* رغم تهافت الناشرين على نشر كتبك، إلا أنك ما زلت مصرا على طبع ونشر مؤلفاتك على نفقتك الخاصة·
- هذا أفضل لي، وفي مصلحة القارئ·

* هل تهتم بالحصول على الجوائز الأدبية؟
- إذا أعطيت لي جائزة لن أرفضها، ولكني لست متهافتا على الحصول على الجوائز·

* علاقتك بالكُتَّاب المغاربة كانت شبه مجمدة في بداية مسيرتك الأدبية· أما الآن فالملاحظ أنها تشهد انتعاشا متواصلا·
- عكس ما تقوله هو الصحيح (يشعل سيجارة يأخذ منها نفسا، ويواصل)، من قبل كنت أعرف كل الأدباء المغاربة· ولم أكن منغلقا على نفسي، كنت متهافتا على ربط العلاقات لكي أبرز وأنتشر· ولكي يساعدني هذا أو ذاك من الأدباء ·· أما اليوم فقد أصبحت شديد الانغلاق على نفسي أكثر مما كنت من قبل، واخترت من ينبغي أن تستمر علاقتي معه، ومن ينبغي أن أحسمها بقطيعة، أو ببرود·

* هل معنى هذا أنك أصبحت تنتقي علاقاتك مع الأدباء المغاربة؟
- من خلال تجربتي الطويلة مع هذه العلاقات، خَبَرْتُ الكثير منها ووجدت أن معظمها زائف! هناك بعض الأدباء (ولا داعي لذكر الأسماء تجنبا للحساسيات والحزازات!)، ربطت معهم علاقة صداقة لمدة عشر سنوات وأكثر، وفي النهاية اكتشفت أن بعضهم (وربما معظمهم!) لم يكن صديقا على الإطلاق!

* كيف ذلك؟
- إذا مازللت أدنى زلة، ووجد هو الفرصة، يمكن أن يطعن فيك ويدوس على الصداقة التي ربطت بينكما!!

* على سطيحة منزلك استقبلت الكثير من الكُتَّاب المغاربة والعرب والأجانب، هل تذكر لنا بعضهم؟
- في منزل آخر غير الذي أسكنه الآن، وهو قريب منه في نفس الحي، استقبلت الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي صحبة محمد العربي المساري وأحمد الطريبق، أما في منزلي الحالي فقد استقبلت محمد زفزاف، محمد برادة، محمد السرغيني، خناثة بنونة، محمد عز الدين التازي، الشاعر العراقي حميد سعيد، والكاتب التونسي حسونة المصباحي، وغيرهم·
بالنسبة للكُتَّاب الأجانب، بول بوولز قَبِل دعوتي لاستضافته وجاء إلى منزلي صحبة سائقه عبد الواحد، أما جان جنيه وتينسي وليامز فلم أستقبلهما في منزلي·
جنيه كانت له حياة خاصة، وليس من السهولة أن أستضيفه ويقبل، ليس استكبارا، ربما لنفسيته وخصوصياته، ووليامز لايمكن أن أستدعيه الى منزلي، لأنه متعود على السهرات الفاخرة·
بالنسبة لخوان غويتصولو، الكاتب الإسباني الكبير، أعرفه منذ عشرين عاما، ولا أريد أن أثقل عليه باستضافتي له، فله عزلته التي احترمها، ثم إن الراحة الموجودة في منزلي هي خاصة بي وبالبوهيميين أمثالي!

* في أحد حواراتك الصحفية، قلت إن منزلك مر بمراحل: المرحلة الأولى كان فيها المنزل مجرد فراش للنوم، المرحلة الثانية أصبح محطة لاستقبال الأصدقاء بمختلف أنواعهم· أما في المرحلة الثالثة فقد أصبح مكانا مقدسا لايدخله إلا المطهرون! هل هذا يعني أنك تخلصت من علاقة بعض الأدباء المشاكسين، المستفزين؟!
- استقبلت معظم الكُتَّاب المغاربة، الطيبين منهم والخبثاء، الجيدين والرديئين، في الكتابة والسلوك معا! وآويت الكثيرين لم يكونوا يجدون فرصة للإقامة في الفنادق، هناك من اعترف بجميل الضيافة والصداقة· وهناك من تنكر لهذه الضيافة بطريقة سيئة جدا!! (يتوتر، ويبدو عليه الغضب)·
الآن أنا أعيش عزلة سامية وخلاقة في بيتي، وهؤلاء الذين كانوا يترددون على منزلي ويثيرون صخبا ضجرت منه! لم أعد أستقبلهم إلا خارج المنزل، في المقاهيو المطاعم والحانات·
لقد تخلصت من علاقتي ببعض الأدباء المستفزين! ومنزلي أصبح مكانا للاستقرار، خاصة أنني الآن أعتبر أن ما أعيشه داخل منزلي يفوق ما أعيشه خارجه·

* أخيرا، هل يمكن الحديث عن طريق اختطه السي محمد شكري يسير عليه الكُتَّاب المغاربة الجدد؟
- أنا أعتبر نفسي كاتبا منفصلا وبعيدا عن مسيرة أغلبية الكُتَّاب المغاربة والعرب، ولا أحب أن يسير الكُتَّاب الجدد، أو المبتدئين، على نفس الطريق الذي سرت فيه أنا·
أنا لم أخرج من عباءة أي كاتب مغربي أو عربي على الإطلاق· أنا خرجت من عباءتي، ومن معطفي، ومن ثيابي الخاصة·
لم أقلد أحدا، ولا أريد أن يقلِّدني أحد·


10/29/2004

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى