نوف سمرقندي - نكايات صغيرة

قالت: لمضيفتها سوف أرحل

- إلى أين؟

- لا مكان بالتحديد

- أعلم أن الأرض لن ترفض استقبالي

- فأنا لا استطيع المكوث بعيدا عن بيتي، وهم قد اغتصبوا الحياة من فمي

- آه من يستطيع إيواء هذا الشتات الذي أشعر به

- سوف أرحل

تنهدت ذكرى والديها، أطفالها اخوتها،زوجها ، بيتها أشجارها العامرة

أصص الورد,.روائح الريحان, الآجر الرطبة

تناثر ت روحها تحت الجنادل ومع كل ذكرى زائرة تبحث عن نور تشبث به هذا الهيام

- لابد من الرحيل

- أرحل كما ترحل الكائنات في كل فصل لها مأوى مختلف

- سوف اتجدد مثلها وابني أعشاشي تحت كل ظل

- واغرس أقدامي في رمال البحر, واتخذ من الريح بوصلة لأيامي لعل احمالها تصلني برفات النائمين في سلام

- لم تعد لي غاية ياالله سوى أن الأرض تجمعني

جمعت زمام نفسها – وقررت انطلاقتها

مشت نحو الطريق , وجدت امرأة تفرش بضاعتها القديمة تبيع الحرب وتشتري السلام

وقفت تتفحصها – ذكريات مهدمة، قمصان صغيرة ملطخة، أسمال بالية وفرش مهترئة وأقدام معفرة، خوذة جندي محطمة

- نبست بسخرية: أتبيعين عطرا للموت أيتها المرأة !!

اغمضت المرأة عينيها عن ابتسامة ماكرة

ابتاعت منها قميص طفل عرفته جيدا خمته الى صدرها استنشقت رائحة قلبها

ومضت في رحلتها بعيدا.. بعيدا .. ولم تعد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى