غازي سلمان - الحكاية والموقف ما يتبقّى من الحرب.. في رواية لحن ماثوركا على ميتَين للروائي كاميلو خوسيه ثيلا *

صدرت هذه الرواية عام 1983، أي بعد اكثر من اربعين عاما على انتهاء الحرب الاهلية الاسبانية سنة 1936 ،تلك الحرب التي شهدها الكاتب وهو في سن العشرين ،مشاركا فيها في احدى فصائل (الجبهة الوطنية)- اليمينية – التي قادت انقلابا عسكريا ضد الجمهورية الاسبانية الثانية (تأسست عام 1931 بعد انتخابات بلدية فازت فيها قوى اليسار والليبراليون والشيوعيون،، حينها غادر الملك الفونسو الثالث عشر العرش، وأُعْلِنَ عن قيام الجمهورية تلك).

إن معايشة الكاتب لجبهات الحرب ومن ثم انعكاساتها المأساوية على المجتمع الاسباني متمثلا بانقسامه بين يمين فاشي منتصر، وبين يسار ديمقراطي مهزوم،قد مكّنه من ان يستوعب جيدا، تلك النتائج على السلوك الجمعي للمجتمع الاسباني..

اختار الكاتب – مدينة غاليسيا- وهي مسقط رأسه عام 1916،نموذجا، وتقع الى الشمال الغربي من اسبانيا.. مجتمع ريفي متخلف يحتكم الى – قانون الجبل-،ضميره الذي تنضوي فيه منظومة من السُّنُن الأسرية، والعلاقات الاجتماعية وفولوكلور متجذر، بحيث لا يمكن ترك تصفية الحسابات الشخصية إلى القضاء،وخصوصا فيما يخص الثأر للقتيل، فالقاتل لابد أن يقتل، انه مجتمع منظم وفق معاييره الأخلاقية المتوارثة، حيث الرغبات الوحشية في القتل والزنا، والممارسات الشاذة مع الحيوانات والأطفال، تصطبغ بالعفوية كسلوكيات، وعادات وممارسات يومية.. مجتمع منظم، في مواجهة فوضى الحرب التي ستلقي بظلال نتائجها وتفرضها قسرا على طبيعة السلوك الفردي، وعلى قيم المجتمع ككل،

(كابوكساتولا كانت تروض الدجاج والأفاعي،وتجعل الثعالب ترقص -الغالوب- بفرك مؤخراتها بقرن فليفلة حارشُقّ نصفين،كل النساء مارسن الفاحشة مع كلب او مع طفل غرير، هذه عادة من عادتهن وسن الشباب يشفع كل شيء.. أما الرجال فيبحثون عن ماعز قرناء كيما يمسكوا بها جيدا.. هذا الذي نفرضه الطبيعة) الرواية ص27 .

ينتقي الروائي (كاميلو خوسيه ثيلا) نماذجه بدقة وحرص شديدين، شخصيات تتسم بالعنف والشهوانية، قَتلَة، وقتلى مغدورين،زوجاتخؤونات، خوارنة يمارسون الزنا في بيوت الدعارة عاهرات،مقاتلي الحرب المأزومين بضياع الأمل، عاهرات ومغفلين، ليحيلهم إلى عالمه الروائي، بتقنية روائية متفردة، وبلغة يتوافر فيها الشعر والنثر الجميل، تتعايش في نسيجها الفضيلة والرذيلة، والواقعية والخيال، كلٌ يروي حكايته وانطباعه وموقفه، حكايات وأحداث، غرائبية وخرافية، تتداخل مكرورة في الأزمنة والأمكنة المختلفة، في دوران لا ينتهي،فتكون الرواية رواية (أصوات) سردية مختلفة، مجموعة مونولوجات، يتصدر رويها الانسة رامونا وادغا ولبوثان روبين وريموندوكسندلفس، بين جدران بيت الدعارة،كشخصيات محورية.

ليس من السهولة متابعة أحداث قصة او حادثة ما، لأنها تُجتزء او تتقاطع مع أخرى،غير ان الكاتب استطاع ان ينتقل بسلاسة عبر الازمنة والامكنة تلك، من حدث الى آخر ومن صوت الى غيره، فيخلق تناغما مموسقا،وان يكن متوترا،شيقا أحيانا ورتيبا في أحيان أخرى ليوفر فرصة إعادة وصل ما تناثر من تلك الاحداث ويطمس الفرق بين ما حدث فعلا وما يمكن ان يحدث،ويمنح تلك الحكايات برغم غرائبيتها هالة من ا لصدق والحقيقة،.

لقد ترك الكاتب – رواته – يحكون ويتحاورون دون ان يتدخل في تشذيب منطوق سردهم،دون إقصاء لمفردات او تعبيرات، لأنها غير مهذبة او بذيئة، لانها الأكثر شرعية في قاموس لغتهم حسبمايعتقد، من مثل ذِكر الأعضاء التناسلية و وصف لأحجامها، وكذا الشتائم والعبارات التي يُنطق بها في أثنا ء المجامعة:

(ادفع… – دون مركسليدو- دون خوف من ان يكون فرج خادمتك فرج غِرَ.. ادخله جيدا) الروايةص27

انها لغة تفضح عالما يتفاوت بين المأساة والتهكم،بين الوصف الواقعي والتخيلي والتعبيرية.. لغة تغلب عليها العفوية الفجة الحية بامتياز:
– روكه – يتمتع بقضيب كبير –
(يفك روكة ازرار بنطاله ويجعل المطلوب يهوي بصورة حرة يصل الى ركبتيه كانه ثعلب مشنوق) الرواية ص 17

(لم يتوقف ثيلا عند صدم المجتمع الإسباني في الفترة الفرانكية وما بعدها، بمفردات لم تُستخدم من قبل في الأدب لجرأتها، بل أصدر عدداً من الكُتب التي تنتقد فكرة استبعاد كلمات من اللغة لمجرد وصفها بأنها بذيئة، وأصدر قاموساً يجمع كل الكلمات والتعبيرات الخارجة، خاصةً تلك التي تحمل دلالات جنسية، بهدف الحفاظ عليها كجزء من هوية المجتمع الإسباني في فترة بعينها….خوسيه ثيلا طبّق أفكاره بشكل عملي، وفتح باباً لكُتّاب جيله والكُتّاب من بعده، فصارت الألفاظ النابئة التي تناسب عالم الأبطال استكمالاً لجماليات النص.)

عن مقالة (سلطة اللغة في مواجهة لغة السلطة) / احمد عبد اللطيف كاتب ومترجم مصري: Ahmad Abdulatif: سلطة اللغة في مواجهة لغة السلطة

يستغرق (كاميلو خوسيه ثيلا) في تفاصيل سلوك شخوصه وهم في أتون الحرب وما بعدها، يتوقف طويلا متأملا اسبانيا، وهي كما احد شخوصهيصفها – روبينلبوثان -:

-: اسبانيا صارت جثة، يا موتشا، ولا اريد التفكير في ذلك، لكن يخيفني ان تكون جثة، ما اجهله هو كم ستستغرق من الوقت كيما ندفنها…..) الرواية ص 295

فاسبانيا لم تضح نظاما ملكيا ولا جمهوريا، بل نظاما فرانكويا، راح المنتصرون على اشلاء احلام اسبانيا يفرضون هويتهم وفكرهم ممجدين انفسهم ومشوهين كل ما يمت للمهزومين – الجمهوريين – بصلة، سنّوا قوانينهم التي تحرم العمل السياسي ليبقى (الفالانج ” الكتائب “) الحزب الوحيد الحاكم الذي أسّسه فرانكو(الكوديللو ” زعيم او أب الامة)- كما لقب نفسه.

في ظل تلك المرحلة، كان الكاتب يعمل رقيبا على المصنفات الادبية والصحفية، ويتمتع بعلاقة صداقة وشيجة مع الجنرال فرانكو ايضا. وهي احدى النقاط السوداء في تاريخ حياته، والتي لم يغفرها له الكثيرون من ادباء ومثقفي العالم آنذاك، سواء الذين شاركوا في الدفاع عن اسبانيا الجمهورية فعلا، امثال همنغواي وجورج اوريل واندريه مارلو والشاعر الانكليزي جون كونفورد الذي كان متطوعا ضمن مجموعة تسمى (انا اسبانيا) وقتل خلال الحرب، او الذين ساندوها عن بعد،غير ان الكاتب برر عمله ذاك،انه من اجل كسب العيش، وهو تبرير لم يشفع له في حينه، لكن يبدو ان الكاتب قد اصيب بخيبة الامل شأنه شأن (الوطنيين) اذ ينتمي ، و(الجمهوريين) على حد سواء بعدما استقوت السلطة على الشعب, فعانى من سطوة النظام حينذاك بمنع روايته (خلية النحل) في اسبانيا فاضطر الى نشرها في الارجنتين عام 1951. وهي رواية تنتقد الاوضاع في اسبانيا فرانكو.

في رواية (لحن ماثوركا على ميتيّن) يتوارى الكاتب (وراء القص)، خلف ثلاث شخصيات محورية في الرواية من عائلة واحدة، في محاولة لاعادة بناء سيرته الذاتية، من خلال تنقية مواقفه المرتبكة التي اتخذها ابان شبابه من الحرب ضد الجمهوريين ومن نظام الجنرال فرانكو في بداية سطوع نجمه لكنه يكتشف الحقيقة المريرة التي ساقتها احداث مابعد الحرب. عبر تداخل شائك بين الحقيقي والوهمي، بين الواقعي والتخيلي بين العفوية الفجة والقصدية…الشخصية الاولى هي شخصية روبين لبوثان، قارئ نهم للشعر ويكتبه ايضا، و قد بدأ (كاميلو خوسيه ثيلا) حياته الادبية شاعرا وقارئا للشعر الاسباني ايضا، يتدخل صوت – الروائي متحدثا عن روبين:

(… ويقرأ روبين لبوثان ما كتبه ويصلح بعض العبارات الركيكة او المكررة…. تذكّر الان، ألان بو مرة اخرى، افكارنا كانت بطيئة وحزينة وذكرياتنا غادرة ذاوية،..) الرواية ص 331

والروائي كان قد اختار ذات المقطع من القصيدة لادغار ألن بو في متن الرواية.
(يفكر روبين لبوثان احيانا في الاحداث،،
-: (المذابح تنظم لإثارة خيبة الامل وتأنيب الضمير…. ارجعي الى التاريخ منذ الامبراطورية الرومانية حتى يومنا هذا، تري ان المذابح لا تسوّي ولا تحل شيئا، وانما تعرقل اشياء كثيرة لفترة طويلة جدا، احيانا، تخنق جيلين او اكثر وتزرع البغضاء، حيث تجري) الرواية ص 178

روبين:- يبدو اني اخطأت خطأ كبيرا، يا مونتشا، لعلني انفقت وقتا في الحكم على الامور والاحتقار، وبذلك لا يمكن العيش ايضا فالحياة تسير في دروب اخر، وانا جد خائف، اخاف اكثر مما تخافين وافكر ان البشر سيظلون يديرون هذا الجنون خلال خمسين عاما لان ما يجري جنون ويجب التصرف بحذر مع مهرجيه الابطال الدينيين والسياسيين لانهم لا يفكرون ..) الرواية ص 264

(انا حزين يا مونتشيا، وخائف جدا، هذا الوضع رهيب، واذا انقلبت الحرب لصالح الوطنيين، فسوف يكون الوضع اسوء،لا تسأليني عن السبب، لا اعرف ان اقول لك، ولا اريد ان اقوله) الرواية ص243

يمكننا بوضوح ان نَعي جيدا ان ما يتحدث به روبين هنا او في صفحات اخرى من الرواية مثل احراق الكتب والصحف التي لا تتساير مع أيديولوجية النظام، هي ليست وجهات نظر مجردة بل كان يتحدث عن وقائع تجري في واقعه آنذاك وقد عايشها الكاتب وكان يضمر آراءه فيه، منحازا لليمين الاسباني. و قد عين رقيبا على المصنفات الادبية والصحف كما ذكرنا انفا.

والثانية هي شخصية المدفعي دون كاميلو الذي جرح في الحرب. ولد في نفس القرية التي ولد بها الكاتب (بَدرون) ويتماثل مع اسم الكاتب. التحق في الحرب في ذات العمر الذي التحق به الكاتب وهو سن العشرين، لم يلحظ له نشاط مميز في الرواية لكنه كان رفيق حرب وابن عم لـ (ريموندوكسندلفس)..وانه كان صاحب القرار في اختيار شخصية من سيأخذ بالثار لمقتل زوج آدغا – ثيدرانسِغاده – وآفوتو – في الاجتماع العائلي الكبير
إنْ كانت شخصية (دونكاميلو) غير مؤهلة لتأخذ دورا محوريا الا انه كان بمثابة الظلّ لشخصية ريموندوكسندولفس
أما شخصية ريموندوكسندلفسفهي فهو شخص ذو ثقافة كما يصفه الكاتب في الاجتماع العائلي لإتخاذ قرار الأخذ بالثأر:
(ريموندوكسندلفس لايزال محزونا كئيبا، ولا يخالط احدا، لكن ثقافته الجيدة ذات عون له..) الرواية ص327
دائم الحزن وكثيرا ما يتحدث بشجاعة منتقدا الحرب ومن ثم نتائجها، وكأن الكاتب يلقي بالكلمات التي يرغب بها هو،في فم هذه الشخصية لكي ينطق بها، يتحدث ريموندو:
:- الجريدة الرسمية اسوأ من الحرب ذاتها، قد لا يُصدق ذلك لكنه حقيقة قائمة كهيكل معبد، ولا تشك فيه، الجريدة الرسمية سلاح الجبناء الخرعين، الذين سيصبحون المنتصرين الكبار الغالبين حتى خمسين عاما قادمة او تزيد، أُمرٌ بمصادرة البونوغرافية الماركسية والملحدة بعامة وتدميرها (امراض الروح تنشأ من القراءة) يلغى التعليم المدرسي المختلط لانه يثير الاضطراب) الرواية ص 283
-: ستقع هنا جرائم كثيرة، وهي تقع بحماقة كبرى، لكن الاسوأ تقهقرنا جميعا، سيكون تقهقر البلد، يا لبؤس اسبانيا، اسوأ هذه الانفجارات انتصار السوقية) الرواية ص 218

لو أُفترِضَ ان نجمع تلك الشخصيات الثلاث في شخصية واحدة، حيث لا تناقض بينها، فانهاستتقارب كثيرا من شخصية الكاتب لكنها ستتقاطع مع سيرة حياته، في ظل النظام الفرانكوي. ولأمكننا ان ندرك ان الكاتب كان يرغب فيما لو انه تبنى تلك الاراء في حينه. وهو امر ربما يعرضه للتصادم مع نظام فرانكو الذ ي كان – ثيلا – صديقا له.
ان تماهي الكاتب في شخصياته، يُعدُّ كشف متقدم ومهم لحياة كاميلو خوسيه ثيلا نفسه، فالحرف نسخة من خالقه في بعض الأحيان

من بين عديد حكايات حوادث القتل، التي تزخر بها الرواية، تتفرد ثلاثة احداث قتل:
مقتل لاثروكودسال عام، 1920وهو يستمنيء، مستظلا شجرة تين، في (مليلة)إبان الحملة العسكرية الاسبانية لاحتلال المغرب، على يد مواطن مغربي،هذهالحادثة تُروى، كذكرى، لكنهاتنبيء ومنذ الصفحة الاولى عن ثيمة الرواية (الموت قتلا)،وتشي عن قسوة الحرب في تشويه حتى التأمل الذاتي كفعل الاستمناء مثلا،وساهمت في شد وصال الاحداث الاخرة للرواية في ايماءة تتجاوز الحرب وما بعدها.وان لغة الرواية تنعطف حثيثا بعد هذه الحادثة من اسلوب (الحكي) الغرائبي الى لغة السرد الواقعي.


(القتيل الاخير لما يُقتل بعد، يوجد دائما قتيل معلق في هذه القصة التي لاتنتهي، كسلسلة متصلة من القتلى، سلسلة تحركها العطالة، ربما كان لاثروكودسالغروباس، روبيستيانوغروباس نفسه، وقد لا يكون، تلك الحرب جرت منذ امدِ بعيد) الرواية ص 348

مقتل (آفوتو) من عائلة – غاموثو- الكبيرة التي ينتمي اليها كل من – آدغا -احدى الشخصيات الرئيسية في الرواية و اخيها- غودنثيو- الاعمى عازف لحن الماثوركا(2). وقد قتل (آفوتو) عام 1936، غدرا على يد – موتشو- فابيان مانغيلا- ابن القحبة ذو العلامات التسع – التي تتسم بكل صفات النذالة والغدر ورقعة من جلد الخنزير على جبهته)، هذه الحادثة تَسم احدث الرواية بتفاصيلها في دوران لا ينقطع الا بمقتل القاتل.. و يعزف -غودنثيو- لحن الماثوركا(**)- مرةً حزنا على مقتل آفوتو:

(:- هذا اللحن أهديه الى ميت لم يبرد جسمه بعد) الرواية ص237

و مرة اخرى سيعزفه فرحا، لمقتل – فابيامننغيلا _موتشو – !

مقتل فابيان مانغيلا-موتشو بن القحبة -في الجبل عام 1940 حيث تظل تنهش به كلاب تانيس حيا حتى مماته. لتزيل الرماد الذي ما فتيء يبرد عن وجه الحرب فيتكشف استمرار تأثيرها المفجع في تاطيرنمط سلوك القتل والانتقام، حين لم يكتف المنتقمون منه، بل راحت -آدغا – تنبش قبره لتستخرج الجثة المتعطنة وتلقيها لخنزيرها الذي سوف توزع لحمه مثل قربان على الاقرباء – المجتمع-
-:(نبشت الميت الذي قتل زوجي بيدي هاتين ، وساعدتني بنتي بينيثيا، لا احد غيرها، ان الله سيغفر لي. ان سرقت منه ميتا لان الموتى ملك الله….. كانت الديدان تتساقط من الميت، القيت بجثته الى الخنزير، الذي أكَلتُه ُ فيما بعد .. ووزعتُ قسما من اللحم على الاقرباء كيما يتذوقوه ويبلعوا اصابعهم من وراءه) الرواية ص 343

ان الانتقام الوحشي هذا في استهلاك لحم القتيل في بطون الاخرين، المجتمع، تَمَثُل لحم القتيل في الاجساد بمعنى تمثّل نمط الانتقام في النفوس كسلوك، واخلاق وتماهيا للحدّ الفاصل بين الانسان والحيوان في غاليسيا، يتسق هذا مع تكييف لحن الماثوركا مع حالتي الحزن العميق والفرح الغامر :
-: لم لا تنوع قليلا ؟
غودنثيو: لاني لا اريد ذلك، الا ترى ان هذا اللحن لحن حداد).الرواية ص238
حيث يتلاشى الفارق بين المشاعر المتناقضة بفعل ارادة العازف ورغبته في ان يكون شريكا في الانتقام.

(بكل سمات بدائيته يهطل المطر، منذ اكثر من مائتي عام،على كل موجودات (غاليسيا) بلا استثناء، متساوقا مع صوت عربات تجرها الثيران، يهطل على الجبال والبحيرات، والحيوانات، يهطل على القتلى والقتلة،على الفضيلة والرذيلة، المطر اله يرقب الناس عن كثب، لكن هذا الامر لايعرفه احد، يهطل صبا.)
---------
(*) رواية لحن ماثوركا على ميتَين للروائي الاسباني كاميلو خوسيه ثيلا ترجمة علي اشقر/ الطبعة الاولى 1999


(**)الماثوركا هي إ حدى الرقصات الكلاسيكية التي أخذت مكانة ملحوظة في مجلدات الغرب، ويرجع أصلها إ لى بولونيا، حيث كانت تؤدى في شكل هادئ، موزون على أيقاع ثلاثي، يتقارب أحيانا مع فالس بطئ ثم تطورت الفكرة بعدئذ وأخذت المازوركا طابعا خفيفا مرحا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى