أدب مغربي قديم في الأدب المغربي القديم : عبد العزيز أيت سي - الجذور التاريخية لاحتفال المغاربة بعيد المولد النبوي

إن الباحث في التاريخ الثقافي والاجتماعي للمولد النبوي الشريف بالمغرب الأقصى يتبين له بجلاء ما كان لعلماء المغرب وأولياء الأمر فيه من دور رائد، تأصيلا وتقعيدا وتنزيلا، وشرحا وتحليلا، وبيانا وتفصيلا، وتنكشف له مظاهر الاحتفال وتقاليده الاجتماعية الأصيلة، والتي درجت عليها الشعوب الإسلامية عموما، والمغاربة خصوصا، حتى أصبحت من تراثها الشعبي، لما ترمز إليه من أبعاد دينية واجتماعية وثقافية.
وتتنوع مظاهر الاحتفال هاته بين الليالي الدينية القائمة على تدارس القرآن وتلاوة الأذكار والصلوات وقراءة الأمداح النبوية، وسرد السيرة النبوية والشمائل المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام ومجالس العلم والمواكب الدينية.
وقد أفرز الاهتمام بهذه الذكرى أدبا جديدا ورائعا عرف ب «الموالد النبوية» أو «المولديات» سواء في النثر أو في الشعر، والتي كانت تقرأ أو تنشد سواء في شهر المولد النبوي (ربيع الأول) أو في مناسبات مختلفة. وقد أصبح تراث «الموالد» النبوية مجالا غزيرا وواسعاً يستقطب الباحثين من مختلف أرجاء العالم الإسلامي. وقد ذكر عبد الرحمن الكتاني ومحمد الكتاني في تقديمهما لكتاب والدهما محمد الباقر الكتاني «روضات الجنات في مولد خاتم الرسالات» خمسين كتابا تتعلق بالمولد النبوي، واقتصرا فيها على كتب المغاربة فقط.1
وترجع بدايات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالمغرب إلى منتصف القرن السابع للهجرة عندما استحدثت أسرة العزفيين التي كان رجالها من أعلام مدينة سبتة ورؤسائها عادة الاحتفال بالمولد النبوي، وألف كبيرهم يومئذ أبو العباس أحمد بن محمد العزفي المتوفى عام 639 هـ على عهد الخليفة الموحدي المرتضى كتاب «الدر المنظم في مولد النبي المعظم» الذي أكمله ابنه الرئيس أبو القاسم المتوفى عام 677هـ.
ولا بأس على أهل المغرب أن يتخذوا يوم مولد الرسول عيدا لهم، فقد تولى علماؤهم النظر في مشروعيته، ووجدوا له وجها مقبولا، فهذا أبو العباس العزفي يشير في مقدمة كتابه إلى الأسباب التي حفزته على الدعوة إلى استحداث الاحتفال بالمولد النبوي، فيصف في حسرة وأسى مشاركة مسلمي سبتة والأندلس للمسيحيين في احتفالاتهم بعيد النيروز يوم فاتح يناير، والمهرجان أو العنصرة يوم 24 يونيو، وميلاد المسيح عليه السلام يوم 25 دجنبر. وأبرز أهمية الاحتفال بحدث المولد وانعكاساته الإيجابية.
ومع إقرار المؤلف بأن عمل الاحتفال بمولد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بدعة لم يكن على عهد السلف الصالح رضوان الله عليهم، فإنه يجعله من البدع المستحسنة استنادا لقول عمر رضي الله عنه في الاجتماع على تراويح رمضان نعمت البدعة هذه، ويخرجه على حديث أنس رضي الله عنه في عيدي الفطر والنحر. وذلك لأنه أراد بهذا العمل أيضا صرف المسلمين ولا سيما الصبيان عن الاحتفال بالأعياد المعظمة في الأديان الأخرى، حتى لا ينشأوا على تعظيم تلك الأديان...2
وكتاب العزفي ليس هو الوحيد الذي وضعه علماؤنا في الموضوع، فإن لأبي الخطاب بن دحية السبتي أيضا كتاب «التنوير في مولد السراج المنير»، ألفه للملك أبي سعيد التركماني صاحب إربل، لما قدم عليه فوجده يحتفل بالمولد الشريف، كما يفعل أهل بلده سبتة.3
ولقد كان تبني أعلام سبتة للاحتفال بالمولد النبوي نابعا من طبيعة المغاربة الذين شبّوا على اعتناق المالكية والتعلق بالحضرة النبوية، وكذا رفضهم لبعض الآراء المذهبية التي كانت في تلك الفترة، وفي ذلك ما ينسجم مع صنيع القاضي عياض في العهد المرابطي ـ وما العهد ببعيد ـ الذي ألف كتابه «الشفا بتعريف حقوق المصطفى».
وواصل العلماء الانتصار لهذا العمل مظهرين فائدته العظمى، وجدواه على التعبئة الوجدانية للأمة وربطها بأمجادها، ومن الذين تناولوه بالنظر الفقهي العارف بالله، الإمام ابن عباد الرندي، شارح الحكم العطائية، فقد تعرض للموضوع في إحدى فتاواه، وبسطه بسطا جميلا، قال: « الذي يظهر لي أنه عيد من أعياد المسلمين، وموسم من مواسمهم، وكل ما يقتضيه الفرح والسرور بذلك المولد المبارك، من إيقاد الشمع وإمتاع البصر، وتنزه السمع والنظر، والتزين بما حسن من الثياب، وركوب فاره الدواب أمر مباح لا ينكر، قياسا على غيره من أوقات الفرح، والحكم بأن هذه الأشياء لا تسلم من بدعة في هذا الوقت الذي ظهر فيه سر الوجود، وارتفع فيه علم العهود، وتقشع بسببه ظلام الكفر والجحود، ينكر على قائله، لأنه مقت وجحود. وادعاء أن هذا الزمان ليس من المواسم المشروعة لأهل الإيمان، ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان، أمر مستثقل تشمئز منه النفوس السليمة وترده الآراء المستقيمة...». ثم ذكر حكاية وقعت له مع الولي الصالح الشيخ سيدي ابن عاشر السلاوي، حيث كان ابن عباد خارجا في يوم المولد فوجد الشيخ ابن عاشر مع جماعة من أصحابه فاستدعوه لأكل الطعام، فاعتذر ابن عباد بأنه صائم، فنظر إليه سيدي ابن عاشر نظرة منكرة، وقال له: إن هذا اليوم يوم فرح وسرور، فلا يستقيم فيه الصيام لأنه يوم عيد. قال ابن عباد رحمه الله: « فتأملت كلامه فوجدته حقا، وكأني كنت نائما فأيقظني من النوم».4
وهذا الخطيب أبو عبد الله ابن مرزوق ينحو نفس المنحى، إذ يقول في كتابه: جنا الجنتين في شرف الليلتين :»سمعت شيخنا الإمام أبا موسى بن الإمام رحمة الله عليه وعلى غيره من مشيخة المغرب، يحدثون فيما أحدث من ليالي المولد في المغرب، وما وضعه العزفي في ذلك، واختاره وتبعه في ذلك ولده الفقيه أبو القاسم وهما عن الأيمة، فاستصوبوه واستحسنوا ما قصده فيها والقيام بها، وقد كان نقل عن بعض علماء المغرب إنكاره، والأظهر في ذلك عندي ما قاله بعض الفضلاء من علماء المغرب أيضا وقد وقع الكلام في ذلك فقال ما معناه: لا شك أن المسلك الذي سلكه العزفي مسلك حسن».5
وفي موضوع مشروعية الاحتفال بالمولد - أيضا- ما نقله الشيخ بنيس في شرحه على همزية الإمام البوصيري، أن ليلة المولد ويومها عيد وموسم، يتعين أن يعظم ويحترم، ويعمل فيه ما يدل على التعظيم والاحترام، وهو ما اختاره الحافظان العراقي والسيوطي.
وقد تولع الخليفة الموحدي المرتضى بهذا الاحتفال، وأصبح «يقوم بليلة المولد خير قيام، ويفيض فيها الخير والإنعام» حتى وقف في حضرته ذات يوم الأديب الأندلسي أحمد بن الصباغ الجذامي منشدا إحدى روائعه بمناسبة المولد النبوي فقال في مطلعها: 6
تنعم بذكر الهاشــــــمــــي محمــــد *** ففي ذكره العيش المهنأ والأنـــسُ
أيا شــــاديا يشدو بأمداح أحمـــــــد *** سماعك طيب ليس يعقبُه نكـْــــس
فكررْ رعــاك الله ذكـــرَ محمـــــــد *** فقد لذت الأرواح وارتاحت النفس
وطاب نعيم العيش واتصل المنـــى *** وأقبلت الأفـراح وارتفــع اللبـــس
له جمـع الله المعانــي بأســـــرهـــا *** فظاهره نــور وبـــاطنه قـــــــدس
فكل لـــه عـرس بذكـــــر حبيبـــــه *** ونحن بذكر الهاشميِّ لنا عـــــرس
وما يزال أحد أبيات هذه القصيدة حتى الآن بمثابة لازمة يتملى بترجيعها المسمعون والمنشدون في حلقاتهم، وهو قوله:
وقوفا على الأقــــدام في حق سيــــد *** تعظمه الأمــلاك والجن والإنــــس
وقد عرف هذا الأمر ازدهارا كبيرا على العهد المريني ثم الوطاسي من بعده، فكان الملوك أنفسهم يرأسون مهرجانات المولد ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، كما أصدر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني المتوفى سنة 691 هـ أمرا بوجوب إحياء ليلة المولد النبوي واعتبارها عيدا رسميا كعيدي الفطر والأضحى، «وأصبح ملوك الأندلس يحتفلون في الصنيع والدعوة وإنشاد الشعر اقتداء بملوك المغرب» على حد ما قاله ابن خلدون.7 وقد أضاف أبو سعيد المريني الاحتفال باليوم السابع من العيد، وإلى ذلك يشير أبو العباس أحمد بن عبد المنان المتوفى عام 792 هـ في قصيدة يخاطب بها أبا عنان فيقول:8
وموسم جــل قدرا باعتنـــــاك بــــــه *** راقت لياليه وازدانـــت سوابعــــه
كما أصبح توقيف العمل يوم المولد النبوي تقليدا متبعا في العهد المريني، وإلى ذلك يشير ملك بن المرحل إذ يقول مستعرضا بعض مراسيم الاحتفال بهذه المناسبة:9
فحــــق لنــــا أن نعتنـــي بــــــولاده *** ونجعل ذلك اليوم خير المواســـــم
وأن نصــــل الأرحام فيــــه تقربــــا *** ونغدو له من مفطــرين وصائـــــم
ونترك فيـــه الشغـــل إلا بطاعـــــــة *** ومــا ليس فيـه مـن ملام ولائــــــم
وسرعان ما انتقل الاحتفال بالمولد النبوي إلى الأوساط الشعبية فكانت الحفلات تقام في الزوايا وحتى في المنازل، وإلى ذلك يشير ابن الدراج في كتابه «الإمتاع والانتفاع بمسألة سماع السماع» فيذكر أن أكثر ما يتغنى به أهل فاس بهذه المناسبة تتصل موضوعاته بمدح الرسول وتشويق النفوس إلى زيارة البيت الحرام ومواقعه، وإلى المدينة المنورة ومعالمها 10، كما يشير إلى ذلك الرحالة أبو علي الحسن الوزان الفاسي في كتابه «وصف إفريقيا» فيذكر أن التلاميذ يقيمون احتفالا بالمولد النبوي، ويأتي المعلم بمنشدين يتغنون بالأمداح النبوية طول الليل.
وسوف يبلغ هذا الاحتفال قمة اكتماله في عهد الشرفاء السعديين، وذلك عندما اتخذ المنصور السعدي من عيد المولد النبوي أكبر احتفال رسمي للدولة والأمة، فكان يقيم في قصره بمراكش الحفلات الفخيمة، يزينها بالشموع الموقدة، وإنشاد القصائد والمولديات. وقد أفاض في هذا الموضوع أكثر من مؤرخ، منهم أبو الحسن التمجرُوتي المتوفى عام 1003 هـ الذي يقول في رحلته المسماة «النفحة المسكية في السفارة التركية» واصفا احتفال المنصور في مراكش عام 998 هـ: «وأنشدوا القصائد ومقطعات في مدح النبي المكرم وفضل مولده العظيم، ونظموا في ذلك الدر المنظوم، وبالغوا في ذلك وأطنبوا... وانبسطوا بألسنة فصاح ونغمات ملاح وطرائق حسنة، وفنون من الأوزان المستحسنة، فأصغت الآذان عند ذلك بحسن الاستماع إلى محاسن السماع». ومن هؤلاء أيضا أحمد بن القاضي المكناسي الذي نوه في كتابه «المنتقى المقصور على محاسن الخليفة المنصور» بما كان يصنعه بهذه المناسبة.
أما عبد العزيز الفشتالي مؤرخ الدولة السعدية فقد أتى بما يذهل الألباب في كتابه «مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفا» إذ يقول: «والرسم الذي جرى به العمل... أنه إذا طلعت طلائع ربيع الأول... توجهت العناية الشريفة إلى الاحتفال له بما يربي على الوصف... فيصيّر الرقاع إلى الفقراء أرباب الذكر على رسم الصوفية من المؤذنين النعارين في السحر بالأذان.. حتى إذا كانت ليلة الميلاد الكريم.. تلاحقت الوفود من مشايخ الذكر والإنشاد... وحضرت الآلة الملوكية... فارتفعت أصوات الآلة وقرعت الطبول، وضج الناس بالتهليل والتكبير والصلاة على النبي الكريم... وتقدم أهل الذكر والإنشاد يقدمهم مشايخهم... واندفع القوم لترجيع الأصوات بمنظومات على أساليب مخصوصة في مدائح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يخصها اصطلاح العزف بالمولديات نسبة إلى المولد النبوي الكريم، قد لحنوها بألحان تخلب النفوس والأرواح، وترق لها الإطلاع، وتبعث في الصدور الخشوع، وتقشعر لها جلود الذين يخشون ربهم، ويتفننون في ألحانها على حسب تفننها في النظم. فإذا أخذت النفوس حظها من الاستمتاع بألحان المولديات الكريمات تقدم أهل الذكر المزمزمون بالرقيق من كلام الشيخ أبي الحسن الششتُري رضي الله عنه وكلام القوم من المتصوفة أهل الرقائق. كل ذلك تتخلله نوبات المنشدين للبيت من نفيس الشعر».11
وفي عهد الدولة العلوية اتسع نطاق الاحتفال، وأصبحت تقام ليلة عيد المولد وليلة سابعه في مختلف الزوايا والأضرحة وبعض المساجد والبيوتات، حيث تنشد الأمداح النبوية الشريفة، كما تتلى قصة المولد النبوي الكريم. وكان المغاربة عموما يتلون قصة المولد النبوي للبرزنجي مخللة بتصلية المدني.12
وورد في كتاب «مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن» أن الشيخ أبا المحاسن رضي الله عنه كان يطعم الناس في ذلك اليوم، ... ويحضر خلق من المساكين لا يحصون، فيأكلون ويحملون ما أمكن؛ يصنع ذلك في اليوم الثاني عشر وفي سابعه أيضا، وهو اليوم الثامن عشر على ما جرت به العادة في فاس.
ولقد أصبح من مظاهر هذا الاحتفال، أن يقام على المستوى الرسمي احتفال يرأسه سلطان البلاد ويرعاه بنفسه، وتلتئم حول حضرته جموع من المسمعين الوافدين من مختلف حواضر المملكة. وما زالت هذه السنة دَيْدَنَ ملوك الدولة، دأبوا على إحيائها وتوارثوها خلفا عن سلف تأكيدا لحب المغاربة قاطبة لجدهم صلى الله عليه وسلم وتشبثهم بآل بيته الطاهرين.
أما على المستوى الشعبي، فتجدر الإشارة إلى احتفال أهل سلا، والذي أصبع يعرف بموكب الشموع في إشارة إلى أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت نورا وهداية للجميع، وقد ارتبط هذا الاحتفال بالولي الصالح الفقيه مولاي عبد الله بن حسون، والذي كان معروف القدر والمكانة عند المولى أحمد المنصور الذهبي الذي أقطعه البقعة التي اختط بها زاويته ودار سكناه. فكان رضي الله عنه مولعا بعمل المولد النبوي، عظيم الاحتفال به حيث كان يرأس هذا الاحتفال وكذا الاحتفالات التي كانت تقام بزاويته طيلة أسبوع تخليدا لذكرى الرسول الكريم. فكان يحتفل للمولد غاية الاحتفال وكان يأتيه لحضور موسمه عنده بزاويته من حواضر البلاد وبواديها العلماء والأولياء وشيوخ الزوايا وأهل السماع.
ولا زالت جل الزوايا في كل المدن والمناطق المغربية تحتفل بالمولد النبوي، وتقيم له المواسم وتحيي له ليالي الذكر والمديح.
ولابد من الإشارة - في هذا السياق -- إلى الحفل الديني البودشيشي الكبير الذي دأبت على إحيائه الطريقة القادرية البودشيشية باعتباره - حاليا - من أكبر الاحتفالات الخاصة بهذه المناسبة، وذلك بما يعرفه من توافد عدد كبير من المريدين والذاكرين والزائرين، ذكورا وإناثا، مغاربة وأجانب من جنسيات عربية وأوربية وأمريكية وأسيوية وافريقية حيث يقدر عددهم بحوالي المائة ألف، وكذلك بما يميز برنامجه الذي يجمع بين التعبد والتعلم، وذلك ما خلق اهتماما داخليا وخارجيا بهذه الطريقة، وفضولا إعلاميا بشتى أنواعه حول منهجها التربوي الصوفي.
لقد كان للسلف الصالح من العلماء العاملين والأولياء العارفين بهذا البلد، اختيارات موفقة في العقيدة والعبادات والسلوك، واجتهادات صائبة سنوا بها لقومهم سننا حسنة، وقتهم شر الفرقة والتشرذم، وجعلتهم كتلة متراصة، وجسما واحدا.
وبقدر ما كان للعلماء من حرص على ربط اجتهاداتهم بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح، بقدر ما رعت الأمة كل الرعاية اختيارات علمائها، وعضت عليها بالنواجذ، ووقفت في وجه الخارجين عن ميثاق الجماعة واختيارات الأمة تحت ذرائع وشبه وأباطيل، دحضها العلماء وفندوها. لقد اجتهد السلف في قضايا لم تكن في العهد النبوي، وأوجدوا لها حلولا، ولم يقفوا متفرجين، كما يريد بعض الخلف اليوم للفكر أن يتوقف عن كل حركة لحل ما يستجد من المشاكل على ضوء أصول الشرع ومقاصده.

(*) باحث في التاريخ المعاصر



هوامش
1 محمد الباقر الكتاني، روضات الجنات في مولد خاتم الرسالات، تقديم: عبد الرحمن الكتاني ومحمد الكتاني، مطبعة الأمنية بالرباط، 1395هـ/1975م، ص.16- 30.
2 عبد الله كنون، النبوغ المغربي في الأدب العربي، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر، بيروت 1961، ج.1، ص.132.
3 المصدر السابق.
4 أبو العباس أحمد الونشريسي، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، 1401هـ/1981م، ج.11، ص.278-279.
5 م.س، ج.11، ص.280.
6 ديوان ابن الصباغ الجذامي، مخ. خ. ع. بالرباط.
7 التعريف بابن خلدون، تصح. محمد بن تاويت الطنجي، ص. 8.
8 فتح الله البناني، كتاب فتح الله في مولد خير خلق الله، ص. 161.
9 ابن الأحمر، نثير الجمان، ص. 324 ـ 326.
10 ابن الدراج،الإمتاع والانتفاع بمسألة سماع السماع، تحقيق: محمد بنشقرون.
11 الفشتالي، مناهل الصفا، تحقيق: عبد الكريم كريم، ص.236 ـ 238.
12 آسية الهاشمي البلغيثي، المجالس العلمية السلطانية على عهد الدولة العلوية، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، مطبعة فضالة، 1416هـ/1996م، ج.1، ص.214.



* عن المراكشية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى