حسن أحمد بيريش - حوارات مع محمد شكري.. المعيش قبل المُتخيَّل : - 16- شهادات "شكرية" حول الأدباء العرب

* السي محمد، ثمة أسماء أدبية مغربية وعربية سوف أذكرها لك، بشكل تلقائي، دون أي ترتيب مسبق من جانبي، وأريد ان أعرف رأيك فيها بإيجاز·
* محمد بنيس:
- " محمد بنيس كتب قصيدته· والنسغ الذي استشفه من شفوف نسوغ شعرية أخرى، لم يكن الا مشعلا أخذه، من حيث وهن الآخرون· بنضال مستميت، متحديا كل الظلمات لإضاءة ما تبقى في مسيرة المنارات، على رهان ما سيأتي·

* محمد الأشعري:
- لم يتخاذل ابدا في حياته· سياسيا وأدبيا· لقد عرف دائما كيف يختار مصيره الذي يشرف الذين يعرفونه، والذين لا يعرفونه· انه في كل تظاهراته الثقافية يفاجؤنا بالجديد الذي لم يجرأ على اقتحامه غيره· وفي إبداعاته الشعرية والنثرية مازال يؤكد لنا ان مهامه الرسمية لم تبتلعه كلية·

* خناثة بنونة:
- كاتبة احمل لها تقديرا كبيرا· ليس بيننا سوى الود والصفاء المتبادلين· بعض كتاباتها الادبية تعجبني· وهناك كتابات اخرى لها لا أجد فيها ما يرضيني ابداعيا·

* محمد زفزاف:
- صديق العمر· وكاتب كبير· حافظ على فرادته وتميزه في معظم ما كتب· تعجبني كتاباته· وأقرأ كل ما يكتب· العمق في ابداعه يتفاوت من عمل الى آخر·
محمد زفزاف ظل وفيا، مخلصا للقضايا التي انحاز اليها، واختار الكتابة عنها· ورغم محنته في مرضه، الا انه مازال حتى الآن يطمح الى تحقيق اكثر مما حققه على مستوى الكتابة والإبداع·

* ادريس الخوري:
- حقق أقل من طموحه· ربما هامش الحياة اللذيذ جنى عليه!
هناك عبقرية الجلوس للقراءة والكتابة· وادريس الخوري يتكاسل لهذا الجلوس العبقري السامي!

* المهدي أخريف
- تطور من مرحلة الى أخرى· أسلوبه كان جافا وتقليديا· ولكنه لم يصل بعد الى مطلقياته· والى عمق الشفافية·
المهدي أخريف مدرك لشفافية الشعراء· ولكنه لم يحقق هذه الشفافية في شعره!

* محمد برادة:
- محمد برادة ساهم في إنشاء الادب المغربي الحديث· ناقد موهوب يمتلك حسا نقديا رفيع المستوى· وأعتقد انه واحد من النقاد الجادين الجيدين· انجز الكثير من الأعمال في هذا المجال· ومازال طموحا جدا لانجاز ما لم يسعفه وقته في الدراسات الاكاديمية·

* حسن نجمي:
- معلمة ريادية في تشذيب بعض المفاهيم الثقافية المغربية، التي طغت عليها بعض الإخوانيات والحيثيات· وقد آن لها ان تستريح في تقاعدها النسبي!
اتمنى ان لا يجني عليه حبه المتفاني في تشجيع الذين قد يتنكرون لنواياه الطيبة، النضالية، على حساب ذاتيته الابداعية·

* محمد خير الدين:
- في مستهل كتاب جان بول سارتر عن الشاعر بودلير، نقرأ: "لم يعش الحياة التي كان يستحقها"·
ومحمد خير الدين ايضا أراد ان يحيي عصر ملاعين الشعراء·، او عصر الشعراء الملاعين! لكن المجتمع المغربي الذي عاش فيه، لم يكن مهيأ ليستقبل عصر العباقرة الملاعين الجميل!

* الطاهر بن جلون:
- في بدايته الأدبية (مستهل السبعينات) عاهد قراءه المغاربة على أن يصبح سفيرهم الأدبي في المغترب·· ولكن طموحه المادي أفسد هذه السفارة الأدبية!
الطاهر بن جلون الآن قيمته الأدبية لا تتعدى فقراء القراءة ذهنيا!
جنت عليه تجارة الأدب· واصبح يكتب تحت الطلب، وبأجر معلوم، قبل ان يبدأ الكتابة!!

* احمد بوزفور:
- كاتب جيد· تعجبني كتاباته القصصية· وأقرأ له باستمتاع كبير، وفي اعتقادي أنه افضل من يكتب القصة القصيرة في المغرب حاليا·
ان احمد بوزفور يكتب القصة بمهارة، وشاعرية· بل انه يكتب القصة - القصيدة· او القصيدة - القصة·

* عبد الله العروي:
- احد أوائل المفكرين العرب الذي نبه الى إعادة النظر فيما كتبه العرب عن أنفسهم· وما كتب عنهم· قيمة العروي بدأت فكرية وسياسية الى حد أنه كان يعتبر جذوة لا تخبو من اجل تطوير الحركات الفكرية الراكدة في صفوف المثقفين الطلائعيين والطلبة· الا انه عندما اسندت له مهام حكومية وقبلها ليمثل بلده في بعض المنابر الديمقراطية الدولية، كان صعبا عليه ان يوافق بين مبادئه الشمولية، وبين ما تخضع له شروط مهام بلده، التي اسندت اليه ليمثلها دون ان يكون له تدخل فيها·
كان يمكن لعبد الله العروي ان يصبح ارنولد توينبي المغرب والعرب· غير انه لم يكنه!

* احمد المديني:
- توفق، نوعا ما، في الرواية، اما في الشعر فإنه لم يكتب شيئا مهما!
اعتقد انه فشل في القدرة على الكتابة الجيدة في الرواية والشعر!

* فاطمة المرنيسي:
- باستثناء نوال السعداوي، ربما فاطمة المرنيسي هي المفكرة العربية التي أعادت الاعتبار، بجرأة كبيرة، للتفكير النسوي· ومعها يمكن ان نقول قد بدأت فوارق الكتابة النسوية والكتابة الرجالية· من المؤكد أنها قد ضحت بالكثير من أنوثتها المتوارثة فكريا، لكي تأخذ مكانتها الى جانب الرجال المفكرين، الذين كانوا يشككون في قدرة المرأة على مزاحمتهم في تقييم الإرث الانساني المتوارث تاريخيا عن الرجال·

* عبد القادر الشاوي:
- كاتب جيد· يبرز في كتاباته افضل ما تختزنه موهبته المشعة

* بنسالم حميش:
- مبدع مقتدر· وكاتب عميق جدا ساعده تعمقه في الفلسفة على إنتاج كتابة روائية ناضجة، تلامس قضايا المجتمع المغربي في كل ابعادها الواقعية والتخييلية· ولا تكتفي بملامسة السطح·
ميزة بنسالم حميش إنه نوع في كتاباته· وتمكن من الوصول الى نوع من الاقتدار في كل ما انجزه· سواء في القصة والرواية او في التاريخ والفلسفة·

* عبد اللطيف اللعبي:
- من الكتاب المغاربة القلائل الذين أبدعوا في كتابة الشعر، وحافظوا على نفس الشعلة الإبداعية عندما كتبوا في الرواية·

* محمد السرغيني:
- شاعر أصيل· ساهم رفقة شعراء من جيله في تحديث بنية الشعر المغربي لغة وإيقاعا وصورا·
يمتلك موهبة استثنائية في انتقاء المفردة الشعرية الحبلى بالرموز والدلالات والايحاءات· أسلوبه الشعري يتطور من مرحلة الى أخرى·
لا أتابع منجزه الشعري بنوع من المواظبة· ولكني اقرأ الكثير من شعره ويعجبني·

* الزبير بن بوشتى:
- مازال حتى الآن يحقق جزءا من طموحه الإبداعي المسرحي في مرحلة مازال فيها المسرح المغربي خاضعا لعصبة عائلية!
ان نضجه سبق سنه· غير انه مازال يعاني من حساسيته تجاه بعض المغرضين في الميدان المسرحي· ولم يستطع بعد التخلص من هذه الحساسية، التي أكثرها منهك للاعصاب· وقد تؤدي الى إحباط قد يطول وقد يقصر·
ما أقوله للزبير ليس نصيحة· بقدر ماهو تنبيه من صديق سبقه الى هذا النوع من الإحباط الذي دام 19 عاما بدون كتابة· وكان صعبا علي ان أستعيد الإحساس بالرجوع الى هذه الكتابة·

* محمد عز الدين التازي:
- صديق عزيز، تخاصمنا وتصالحنا واستمر الود بيننا· تعجبني قصصه أفضل من رواياته· ولا أشك في أن موهبته الأدبية قادرة على إدهاشنا بإبداع جميل يحمل خصوصية يدركها جيدا من عرفه عن قرب·

* نجيب محفوظ:
ـ مازلت أعتبره حتى الآن هرم الرواية العربية في معظم ما كتب·

* أدونيس:
ـ شاعر كبير أحسه ولا أفهمه· وهذا أجمل! لأن الشعر وليد التلميح أكثر منه وليد التصريح· أعتبر أدونيس أحد المنظرين الكبار للتراث العربي، في شعره ونثره·
تعامل مع التنظير بأسلوب إبداعي أكثر منه تفسيري· بمعنى آخر: إن تخلصه من المناهج الأكاديمية الجافة، ساعده على إبداعه في اللغة والأسلوب·

* عبد الرحمن منيف:
ـ روائي أثبت قيمته وأهميته في الحقل الروائي العربي المعاصر·

* حميد سعيد:
ـ بدأ شاعرا وانتهى مناضلا·
خذل الشعر بقدر ما أخلص لوطنه: العراق·

* جبرا ابراهيم جبرا:
ـ روائي كبير· مترجم متمكن· شاعر فاشل!!

* صنع الله ابراهيم:
ـ أعجبتني أعماله الثلاثة الأولى· هو يعرفها· وكذلك القراء· وليس ضروريا ولا مهما أن أذكر ما أعجبني وما لم ينل إعجابي من أعماله التي جاءت بعدها·
عندما أقرأ كتابات صنع الله ابراهيم أجد فنا راقيا· ولست من المعجبين بـ "الكولاج" في الكتابة!

* أحمد عبد المعطي حجازي:
ـ شاعر أحسه وأفهمه· له صور، أو التقاطات، في شعره معجزة، مشرقة، لمن لم يعش تجربتها العميقة·
إنه أصيل في منطلقه الابداعي· لكن أستاذيته عندما يشرح إبداعه، أو إبداع الآخرين، تحرج الذين استمتعوا بشعره قبل أن يفسره!

* كاتب ياسين:
ـ لم أقرأ كل أعماله، ولكن يبدو لي أنه روائي كبير ومتميز· قرأت له روايته "نجمة"، وأعتبرها من أهم النصوص الروائية التي صدرت في المغرب العربي· وميزتها تتجلى في استثمارها للتراث العربي·

* نزار قباني:
ـ شاعر في شعره· شاعر في نثره، وشاعر في أحاديثه الصحفية· لم أتعرف عليه شخصيا، ولكن أتيح لي لقاء قصير تبادلت فيه الحديث مع ابنته، التي بدا لي أنها جد معجبة بشعر والدها· وقد تقاسمت معها هذا الإعجاب·

* فاروق عبد القادر:
ـ لايمكن الحديث عن النقد الأدبي العربي الحديث دون الوقوف طويلا أمام فاروق عبد القادر، هذا الهرم الكبير الذي يجمع بين الموسوعية الشمولية والتخصصية المعمقة·
إنه ناقد من طراز رفيع، ومبدع في نقده·

* سهيل ادريس:
ـ دوره في الأدب العربي هو نشر بعض الأعمال الأدبية والفكرية، التي أصبحت لها قيمة كبيرة·
أما ككاتب ومبدع فلم يستطع أن يطور كتاباته أكثر مما كانت تستحقها الفترة التي كتب فيها!

* إدوار الخراط:
ـ عندما ينتابني الملل من قراءة الروايات الواقعية الشبيهة بالربورتاجات، ألجأ الى صوفية إدوار الخراط "النفارية"·
إدوار كاتب جيد، وناقد عميق· ومبدع كبير في الابتكارات اللغوية والتعبيرية· إنجازه يتخلف عن طموحه الكبير·

* الطيب صالح:
ـ أسس أسطورة الانسان الافريقي الفحولي في الغرب، كما عرَّف الانسان الغربي للإفريقي في استغلاله ومباذله له·
أعتقد أن الطيب صالح تعمقت رؤيته لوطنه السودان· وهو بعيد عنه البعد الحلو· وميزة الطيب صالح، الروائي الكبير، أنه لم يحشر المنازعات القبلية السياسية، في كتاباته· لذلك جاءت أعماله الابداعية متسمة بصبغة انسانية تمجد الفن من أجل الحياة· أكثر مما هي شاهدة على مرحلة سياسية واجتماعية تخضع لديمومة الابداع·

* محمود درويش:
ـ درويس من أهم شعراء هذه المرحلة في تاريخ أدبنا، أصيل في شعره· أصيل في نضاله السياسي·
وميزته الكبرى، عندي، أنه استطاع أن يزاوج بين الابداع والنضال، دون أن يضحي بأحدهما على حساب الآخر· وهذا ليس أمرا يسيرا كما قد يعتقد الكثيرون·

* جمال الغيطاني:
ـ معلوم أن كل جديد غالبا ما يتم في إطار القديم· وأن كبار المبدعين هم من كبار المتمكنين من التراث، بالمفهوم التحديثي لا للثبات ولكن للتثوير المثير·
جمال الغيطاني أحد هؤلاء الكبار· إنه رائد الشفافية الصوفية في الرواية العربية الحديثة·
معروف عنه أنه من مريدي نجيب محفوظ· ولكنه لم يقلده، وهذا أحسن له·

* حسونة المصباحي:
ـ قليلون هم الكُتَّاب العرب الذين أخذوا الكتابة بجدية فاعلة· حسونة المصباحي أحدهم· جند نفسه ليكون في صف الذين سبقوه الى المغترب البطولي·
يتبدى، من خلال ما نقرأه له، سواء عن وطنه تونس، أو عن المنفيين المبدعين أمثاله، أنه أخذ مشعل النضال الذي تنتصر فيه فكرة شجب الإحباط أينما كان·

* صلاح فضل:
ـ صلاح فضل ناقد كبير يوظف ثقافته لخدمة النص الأدبي، على مستوى تحليله وإضاءته، ومساعدة المتلقي على الوصول الى الوعي والفهم والتذوق·
إنه يمتلك خبرة نقدية نظرية لايملكها إلا القلة من النقاد العرب·

* يمنى العيد:
ـ ناقدة من طراز نادر· وجه مشرف للنقد الأدبي النسائي· شاعرة في نقدها· أما أسلوبها الأدبي، فإنه لايوازيه سوى إشراقة أفكارها، وتوهج منطقها الفني·

* علي جعفر العلاق:
ـ صديق عزيز· وشاعر كبير
أعرفه منذ نهاية السبعينات· قرأت له قصائد كثيرة وأعجبتني، وقد كتبت عن ديوانه الجميل "وطن لطيور الماء"·
اللغة، الصورة، الاحساس بانفلات الزمن، تلك من مميزاته الخاصة·


* إشارة: ثمة أسماء أدبية أخرى، مغربية وعربية، رفض شكري إبداء رأيه فيها، سلبا أو إيجابا·
حاولت معرفة سبب رفضه، الذي بدا لي غريبا عليه هو الصريح الى حد الإحراج···
لكنه واجه إلحاحي بصمته!


10/30/2004

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى