وسام أحمد - براءة.. قصة قصيرة

بين الحين والأخر يستفزني صوت يهمس لي وهو يقف في اقصى حافة الروح،يتهكم و يطلق الكلمات القاسية في وجهيٍ،احاول تجاهله ،اعمد الى الانشغال بأي عمل من اجل ان لا اعيره اي اهتمامٍ،لكن الماكر كان يعلم انني ضجر من مضايقاته،اصبح يزيد من حدتها…طفح الكيل ماذا تريد:قلتها وانا ارتعش من العصبية..رد علي ببرود وعدم مبالاةٍ…صه! كنت اشعر بالضيق من كلامه وهو ينعتني بعبارات جارحة ويذكرني باقوال وافعال احاول افراغها وتناسيها من ذاكرتي المعتقة بالحوادث والمواقف المؤلمة.كنت احاول التعرف عليه لكني لم اجد له اسما او رسما يمكّنني من نسيانه فيما بعد.عاد لأستفزازي مرة اخرى ضغطت على شفاهي بأسناني وقد احتقن وجهي من الغيظ وصرخت:من انت؟

اثار انتباهي الصوت الخائف من خلف الباب:بابا انه انا!

اطرقت الى الأرض ،احسست حينها ان هذا الصوت الذي يطاردني هو براءتي التي افتقدها!

يد من مطاط

بعد سنين مرت، التقاها صدفة في احد ازقة المدن الخيالية،كانت مختلفة بعض الشيء عن اخر مرة رأها فيها،كانت سابقا في نظره كتفاحة طازجة لم يغسلها الماء بعد،ٍعندما كان يمسكها يشعر بحرارة في يده ،يشتهيها ولا يأكلهاٍ،ٍنظرت اليه متسائلة عن سبب حيرته،تردد في اخبارها ،بعدها قرر ان يصارحها بزيفها وكثرة الوانها التي جعلتها نسخة معدَّلة، قال لها بحسرة: انها تبدو الان كتفاحة من مطاط لايجد اي متعة في لمسها،او تحسسها…نظرت نحوه بأشفاق وبدت على وجهها ابتسامة خجلى مالبثت ان انفجرت بعدها من الضحك..ظل متسمرا في مكانه واصابه الذعر من موقفها هذا.تناولت راحة يده ووضعتها امام عينيه..ثم قالت بحزم : ماهذه؟ اجابها بدهشة:

مطاط……!

ملك الموت

كانت تجلس في احدى زوايا الشارع ، وقد تدلت عباءتها السوداء فوق جسدها النحيل وظهرها المحدودب،ووسط ضجيج الشارع وحركة المارة الذين يكنسون باْحذيتهم اتربة وغبار الشارع ليزكموا بها انفها، كانت مشغولة وقتها وبحركة دؤوبة بعَدّ النقود المهترئة بحذر شديد خوفا من اطلاع الفضوليين عليها لئلا تصاب بالحسد،ظل واقفا فوق رأسها يراقب عن كثب حركة اصابعها النحيفة التي تصبغت بلون رمادي يشبه ذل سؤالها وتوسلها ،احست بالشبح الذي اوجد ظلا فوق رأسها نظرت اليه واخفت النقود تحت عبائتها وغطتها جيدا، تصورته احد المحسنين فأخذت تدعو له وتتوسله اعطائها بعض المال،ظل ينظر اليها بعينين ثاقبتين لم يحد عنها ببصره ،اصابها الذعر وولت هاربة عنه بسرعة ..التقط النقود التي سقطت منها واخذ يركض وراءها والمرأة تصرخ بين الناس وتسقط وتقوم هلعا وخوفا..خفف خطاه نظر الى النقود التي اسقطتها المتسولة واضافها الى النقود التي كانت في يده الاخرى ومضى لم يفهم الأمر .لماذا هربت ؟ في الليل كانت المرأة تقص لصديقاتها المتسولات قصة ملك الموت الذي كان واقفا فوق رأسها محاولا اخذ روحها وكيف انها هربت منه وتخلصت من شره….!


* عن الزمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى