أحمد جبار غرب - شوكلاته

هي جميلة ورشيقة ترسم ابتسامة على ثغرها بدلع صبياني كشيك ولاته على قطعة كاكاو لها عيون ليزرية إشعاعها يخترق أفق الأحاسيس الخفية وجدار القلوب الصماء.كلماتها تملك دفئا وسحرا أخاذا يزيد من وهج جمالها ورونقها واعية في ما يحيط بها وتنقب في إبعاد كل كلمة تقال لها. تشعرك بأنها في غاية الأهمية والاهتمام ومركز استقطاب لكل الأصدقاء الذين يتسابقون في محاورتها تبعا لنظرية نيوتن في الجذب العام لكني اشهد أنها عزيزة النفس طويلة ألباه مبتسمة دائما وضحكتها تجلجل أروقة الروح وهذا سر تألقها.

كانت لي تجربة سابقة في التحاور معها في مناسبات عدة واكتشفت أشياء فيها ابعد مما كنت اظن قالت مرات ومرات أنها كذا وكذا صدقتها لإحساسي بان جمالها الصارخ لا يمكن إن يبوح بغير الحقيقة ورغم أنها لم تكن مكافئا لي في تلك الحوارات وهذا ماجعلنا نتوقف في كل مطب نلاقيه إمامنا لتجاوز مشكل ما أو عقدة تحبط من استرسالنا في الحوار ورغم ذلك كنت استمتع بحوارها كشوك ولاته على قطعة كاكاو وفي كل منقول نتفق مرات ونختلف مرات في تناغم رائع بين إلية الحوار وفضاء الحرية المتاح والذي نتشبث به .

ليس هناك مايجول بخاطري غير إن استمتع بحوار ناضج يغطي مساحة مما أفكر وكثيرا منا من تكون دواخله ملأ بالأسئلة الضاغطة التي تبحث عن إجابات مستعجلة ورغم هذه البواعث المرسومة بحذر في مخيلتي إلا إني لم أجد النزر اليسير مما ابتغيت وتساءلت حينها ربما يوجد خطا ما لكني لا ابحث عنه ألان لانشغالي بتشظي أحاديثنا إلى ذات الشمال وذات اليمين ومحدثتي مازالت ابتسامتها تعصف بأعماقي وتملأني غرورا وفي انعطافة سريعة لمحت ارتباكات فيما نقول إنا وهي وكنت امني النفس إن لا أكون مبارزا لها في ساحة افقها ونضجها إنما ابحث عن مغزى أنساني في انسياب الأفكار والمعلومات وتدقيقها ولكي لتقع ثلمه تقطع أوصال حوارنا لكنها تشبثت بمواقف دفعتها اليها هواجسها وان بنيت على سوء النية غير القصدية لإحساس تملكها فانبرت هائجة وحاولت رمايتي بسهم جارح لكن من عاداتي التي أدمنت عليها إن لا أعبه بما يقع ضدي إن كان حقا أو باطلا استسهلت كلامها المنكفئ عليها وتبادر إلى ذهني التوغل في مجاهلها علني احضى بوهج ينير حيرتي المتراكمة وفعلا ذهبت إلى المحرك السحري غوغل لاستكشف ما خفي وما بطن وابحث عن ضالتي المنشودة ضغطت أصابعي على أزرار الحاسبة وهي ترتعش وبدأت دوارة المحرك بالدوران كما في لعبة الروليت ومعه يزداد خفقان روحي في حركة واحدة.

لحظات وتوقف البحث وظهرت قوائم المعلومات بحثت ما بين الأسطر وفي الحروف وبين الكلمات وكم كانت دهشتي مريعة وذهولي يشتط من هول إخفاقي في الحصول على اسمها لكني رأيت اسماء كثيرة وليس لها اسم يعود لها ورجعت خائبا ألوذ بالصمت المطبق وهو يبسط تدفقه على أحاسيسي انبت نفسي بما فعلت ربما لم تكن ندا لي كان ينبغي تحاشي ذلك لقد تصورتها أنها شخصية مميزة ولها منجز إبداعي واضح يغطي مساحة وعيها وثقافتها لكنها اتضحت لي عبارة عن شيكولاته بالكاكاو هواجسي تزداد قلقا وتمردا والحقيقة تحاول إن تهرب لكني تمنيت بعد حين إن حاسبتي قد تكون مصابة بعطب كبير استعصى معه ظهور اسم صديقتي المدللة وبعد دقائق متوترة وشرود ذهني بدأ بمطاردتي شيء يسطر على أهوائي وتفكيري لكني انتبهت إلى شيئا صعقني وأصابني بالخيبة وبدأت اضحك على نفسي هههههه لم يخطر على بالي إطلاقا وهواني كنت ابحث بالمحرك من دون اتصال بالنت !!أعددت البحث ثانية بعدان ضبطت الاتصال إلى أقصى حالاته وبدأت حركة الغوغل من جديد تتحرك وظهرت الصفحات تتوالى والسطور وقدسرني رؤية اسم صديقتي وهي تحتل رأس الصفحات بتألق قلبت الاخر في نهاية الإعداد أصابني الزهو والانشراح بما تمتلك صديقتي من ابداعات وانجاز رفيع يعكس واقعا كلنا نعيشه.. أحسست إني أثمت بحق الصديقة التي اعتز بصداقتها وها إني اعتذر منها والعن ألنت الذي طالما سبب لي مشاكل مع أصدقائي وأحبابي



* عن الزمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى