منعم الأزرق - حمار أبي نواس الذهبي

تدانيتَ في شفقِ الرّاحِ. أيقظْتَ فاكِهةَ الجنسِ
من شمسِها. كنتَ تأتي وجئتَ اللّيالي
بثوبٍ حريقٍ. على رأسِكَ الطّيْرُ تنقُرُ
حبّاتِ ثلجٍ
..........
ضحِكْتَ وأضحَكتَ أنفَ أبي الهولِ..
سرتَ كسيراً كثيراً. رأيتَ
- على سروةٍ ثروةًَ
دون ريشٍ- ثملتَ بماء المجازِِ
ضحكتَ وأضحكتَ ديكاً
حماراَ..


في هلامكَ آيُ غمامٍ، وأشرعةٌ لِبنات النوى.
يتذبذَبُ في قلبكَ اللؤلؤُ اللدنيُّ. تطيرُ
تحطُّ على رأسك الوثنيِّ الهموم،
وأنتَ... تبارز بالبدنِ الحيِِّ
ظلَّ المياهِ. تهادنُ حكيَ الهوامشِ بالمفردات الخليعةِ:
فيكَ
ارتكابُ
الأفاعِي
و
منكَ ارتباك الحدودِ. ولا حولَ
إلاَّ بدَفٍّ قوِيٍّ
وأغنيةٍ تتسلَّقُ أشجارَ شعبكَ
تهزِمُ عودَ السآمةِ
ضِدّاً على جُعَةِ "العاشقين الحيارى":
ستكتمُ حتّى تَراكَ
ترى
حجراً
يتسمّى
حمارا..


أسوةً بالمدادِ
تقيّأتَ شعر البياناتِ. عدتَ القصيدةَ
في خلوةِ الكهفِ. كان أفولايُ يبكِي. وكان الجوى
فاغراً صمتهُ
في بياض الجريدةِ:
(حيث النوازل تحت الصواعدِ)
شئتَ الصّدى
لغةً للسّوى................/
وتوضّأتَ بالإستعاراتِ. آمنتَ بالظّلِّ
والضوء في جلوَةِ الفقدِ..
داء دواتكَ؟ أم أنتَ؟
سمُّ المجلاتِ والدوريّاتِ التي اعتقلتكَ؟!
ونار جذوعكَ..
.......
.......
.......؟
نارُ مآلكَ أورادُ زلزلةٍ غرَّدَتْ في مداكَ..
تلَتْها المدينةُ صمتاً - جهاراَ
.......
.......
.......
مشيتَ.../ ومن ذهَبِ المأْثُراتِ
نحَتَّ حماراَ..!

مكناسة الزيتون: 29-10-98

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى