هشام شبر - النوم في حضن رصاصة.. مسرحية

سلام خذ استرح استعد ...

انتهت الحرب وبقيت وحدي اقاتل .. اسحب من جسدي كل الرصاصات التي انتهكتني وانا اضاجع الموت ...

سلام خذ استرح استعد ...

( يغني)

موطني موطني ... موطني موطني...

( يتحدث بحزن)

انا صدء نام على نفسه في منفى.. مفتاح سولت اليه نفسه ان يدخل فتحة حرب وحشر بين من يدفع ومن يسحب فتكسرت روحه ...

( يردد بهستيريا )

بين كف وكف أتدلى علامات استفهام .. كف تصفق وكف تطعن وكف تلعن وكف تلوح للاخر كي يتفرعن....

( يتحدث ويتحرك كمهرج في سيرك)

حملت روحي على أتون حرب فصرخوا بي وحين ابتلعتها رددوا خدع في لحظة خوف وخسر رهان الهروب ... ..

صرت ارسم وجهي على ارصفة الشوارع كي اراه من خلال احذية المارة...

( يهمس)

لم اعد افهم هل انا من يمسك بالرصاصة ام الرصاصة هي من تمسك بي فكلانا ضجر من تكرار الجريمة...

( يصعد على مرتفع ويردد بصوت عالي)

بيان...بيان ..

الى الذين توهموا ان الحرب خلاص وراحوا يحملون جثث موتاهم وهم يجرون اذيال البكاء ...

الى من كانوا حطب لنار وطن لا نملك منه سوى ملابسنا الداخلية واوراق كتب عليها اغاني وطنية

خذوا كل مالدي واعطوني وطن لا يبصق على ابناءه ...

( يغني)

موطني موطني .... موطني موطني...

(يتحدث بضجر)

على ساتر هرم اجهشت بالرصاص فراح يسعل جثث وارواح وخطوات دم بقيت على صدر قميصه

ابحث عن وطن اقضي حاجتي فيه فوطن لايقف معي في وقت المغص لا حاجة لي فيه ..

فالذاكرة وطن والقلب وطن والروح وطن وكل ماعداهم فائض ...

( يردد برومانسيه)

ابحث عن عاطفة عرضها انا وانت ورصاصة تلاشت وهي تسجد بين عيوني ...

( يردد بغضب)

انهش جسد الكلمات كي ارتب جملة واحدة تليق فالابتعاد عن البداية جعلني في تقاطعات طرق اتسول معنى لتضحية قدمتها كي يتربع الاهثون الى عرش سلطة على يد ابريق ليتوضئوا بدمي حتى يعلنوا طهارتهم ...

( يتحدث وهو يبكي )

في حضن رصاصة اشعر بالبكاء وهي تحتضنني وترضعني جرح وتأخذ بيدي كي تعلمني كيف اطرق باب القبر قبل الدخول وابكي بكل مااوتيت من موت ابكي فالغرباء لا يحسنون البكاء ....

( يتحدث بتوسل)

قبل ان احمل على اكتاف احجية اريد هويتي .. فهم يلقون القبض على الموتى كي يعيدوا تفاصيل الحروب ويجددوا بكاء كذب على قميص نظراتهم التي تسرقنا كل يوم باسم الوطن ....

( يهمس)

حين مات تنور الخبز في بيتنا القديم جاء رغيف الخبز يبكي احتضاره ويحن الى يد امي التي ماتت وتركت قلبها طبقا يلمنا وقت الفطور انفاس امي في حديقة البيت القديم تردد الدعاء وتنادي باسماءنا كي نعيد الى تنور الخبز الحياة

...

( يردد بغنائية)

(وجه الحقيقه احترق نحتاج وجه الوهم.. نبتسم وسط الوجع واحنا نعيش الالم...)

( يتحدث الى المراة التي امامه)

بعض احلامي تراوغ وتمتنع عن الوقوف على ارض الوسادة لان المنام بات غياب لا اكثر...

التاريخ اسوء ماتعلمنا فهو يكتب عن تجار الحرب ويترك حطب الحرب يكتب عن القاتل ويترك المقتول ..

( يكسر المراة....لحظات صمت)

في اخر لحظة من موت لم يعلن عنه قررت ان اكتب لكم عن الخوف وعن الجرح الذي سيكون انتماء لانكسار او انتصار عن طفلتي التي تلوح لي بالافق كي احضنها بدل رصاصة او شظية مراهقة...

وعن امي التي تركتها تردد الدعاء لي في اخر زيارة لها في قبرها وعن وطن يأكل ابناءه ...

كيف نتعرف على وجوهنا وجهتنا ماضينا ماسيأتي كيف كيف....

( بجنون يردد)

رصاصه انجبت قتيل لم يبلغ الحلم حاول جاهدا التعرف على من دس الرميه في احشاءه....

استرح استعد استرح استعد سلام خذ ...

تعبت من التكرار وانا في منطقة الهزيمه ولن اقبل في صدور عدد اخر من الاموات ...

( يصرخ )

ياايها الموتى اما ان لكم ان تخلعوا اكفانكم وترفعوا جرحكم وتتظاهروا اقرعوا ابواب قبوركم احتجاجا واقرئوا الفاتحة بصوت عال ....

( يهمس)

مذ كنت طفلا ساورني الشك بشبابي حتى اتخذت العصا متكأ الى صدر امي ...كانت تداعب خصلات شعر راسي الابيض باناملها وهي تردد نم شيخا عجوزا في الصغر حتى تكبر وتصير طفلا...

لازلت احفظ حكاية رسمتها امي في عيوني حين موتها ...حين مدت نظراتها الي وهي تحرك شفاهها..
الولادة والموت حقيقه ومابينهما كذبه نعيشها

لازلت بثياب الموت منذ أول عرس للدم حضرته.. ولازالت تلتصق على جسدي أنامل الموت المفاجيْ الذي أعتراني وانا أولد.. اجد نفسي في قصاصات ورق كانها اجنحة لعصفور مات وهو يجتهد في صوته ليعلم السماء الحنين ...

( يتحدث بأختناق)

نحن نعيش الغصه منذ الولاده لذلك نرى الجده تضرب على قفانا كي نطلق صرخه...

( يهلوس ويتمتم )

الامل موجود في قلب دواخلنا لكننا نسعى لصنعه بامتعه سفر...

اريد اريد اريد ... القبض على اللحظه وارغامها على الاعتراف بوحشية الزمن..فالتاريخ دائما يسجله المنتصر بعيدا عن فوهة الحقيقه او شفاه الاحداث...

( يهمس)

عقول المقادين لا القائد هي التي تحدد مسار المركبه فاما ان ياخذوا منه المقود او يسلموه حبالا ليلفها حول اقدارهم....

( يتهالك على الارض)

بين يدي والوهم تسكن الفاجعه بين سرج وخوف يموت الحصان وهو يركل بحوافره حلم جبان استيقظ في لحظة صعوده على العرش ليجد نفسه بثياب مهرج ..

ملعون من يكذب وملعون من يصدق كذبه وهو يرسم الوهم على ملامح قناع تهالك بين اقدام الجالسين سخرية ...

احتاج ان انام بطلقة خلب لا تحمل عطر البارود ...

استعد استرح استعد استرح سلام خذ...

اعلن جبني وهزيمتي اعلن هروبي من .. من ...من ماذا ..والى اين .. وهل لجرذ ان يجد الخلاص وكل الدروب ترتديه هزيمة حتى تشقق اصغاء ..هنا مات وهنا ماتت وهنا متنا على انفسنا..لاشيء يجدي... الخوف في كل مكان والحرب ابجدية انفاسنا نشهق منها قصائد طفولتنا ...

حين احدثت طعنة حرب شق بين روحي وجسدي نزفت نهايتي كنت حينها ثمل بالوطن اهذي رسائل عشق واغني ببحة عراقيه...

لازلت اتعثر بملامح وجهي وانا احاول ان اتعرف كاروك احتضنني وتابوت احتضنته كي اركبه او يركبني ف الركوب على ظهر المنايا اصبح صدفة...

في الحرب لا يمكن ان انجب لحظة حلم ولا يمكن لرصاصة ان تحتضنني ان لم ابدي لها حالة حب....

مجنون من يوقد شمعة في صحراء ويبحث عن اثار قافلة هربت سرا بتجارة اشلاءه..... فانا لا استطيع ان اتحمل وزر ذاكرة توخزني اسئلة....

ماذنبي وانا لازلت امسك بحبلي السري واقف في ارض الحرام الوح بقماش ابيض...

احاول ان اروض ذاكرتي كي تهدء احاول ان اعيد للمكان شكل رجولته وخيمة تمزقت برياح الحرب احاول واحاول واحاول دون جدوى دون جدوى...

استعد استرح استعد استرح سلام خذ ....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى