محمد فتحي المقداد - ثرثرة على كرسي الحلاقة

(1)
عندما اتخذ قراره بقص شعره الطويل، وترك شعر لحيته المتدلي على صدره، عنادي المعارض لخياره، أثناه، فسمح بإزالتها.
شعور غامر باستعادة نضارة شبابه المفقود، أفعمتهُ الحيوية. ابتسم لنفسه، ظنّ أن المرآة تُبادله فرحته.
قال: "مُؤكّدٌ أن أحدًا لن يعرفني".
المرآة أنكرته، وتجرأت عليه: "في الواقع أنكَ ستجدَ نفسك عاجزًا عن التعرّف إلى ذاتك، فضلًا عن محيطك ".


ثرثرة (2)
------
الطفل سامر: "عمّو الحلاق، بدّي أسألك؟".
-: " تفضل حبيبي".،
-: "سمعت إنّو عمّو ترامب، ضارب عمّو بشّار بالصواريخ؟".
- : "نعم يا عمّو"ّ.
سكت..، ولم يُعقّب.

ثرثرة (3)
---------
الرصيف غير معني بالاحتفاظ بذكريات العابرين.مؤخّرًا أعلن قراره على رؤوس الأشهاد.
ضجيج هائل حال دونه ودون الآذان.
عتاب وخيبة أمل. وما زالوا يبحثون عن أنفسهم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى