ياسين أبو الهيثم - بيبان الترجمة العشرة

في البدء كان الفكر، واللغة حامله. ومذ كانت الجماعات اللغوية الأولى والحاجة مسيسة لاستيراد فكر الآخر، وبانفتاحها (الجماعات اللغوية) برزت أيضاً قضية التصدير والترحيل. الاستيراد والتصدير، أو الذهاب والإياب على متن اللغات هو ما اصطلح عليه بالترجمة. هذا الفعل يقتضي التأويل والحرية والإبداع، تلكم غُرة مفاتيح حقل الترجمة الخصيب، وفضلاً عنها سنسعى في مقالنا إلى التفتيش عن المفاتيح الأخرى.


المفتاح الأول/الباب الأول: الترجمة بين الخيانة والأمانة

بإعمال آلية التوالد الاصطلاحي نتحصل الثنائيات المروجة في الحقل المفاهيمي الترجمي ذات الدلالة المشابهة: الترجمة الممكنة/المستحيلة؛ الترجمة الشفافة/غير الشفافة؛ الترجمة الحرفية/الحرة لينتهي بنا التفريع أو الاشتقاق إلى الترجمة الدقيقة/غير الدقيقة. معالجة هذه الإشكالية الثنائية تقتضي منّا فحسب في الإطار المنهجي تفكيك الثنائية (حرفية/حرة).

الترجمة في جوهرها لغة تأويلية لدرجة « أن ترجمة Quijote إلى اللغة الإنجليزية هي، في نظر بورخيس، أرقى مستوى من هذه الرواية في أصلها الإسباني، الذي وضعه سرفانتس»(1)، ولدرجة أنه بالرغم من كون إدغار ألان بو (أمريكي) رائد القصة القصيرة في العالم فـ « الأمريكيون أنفسهم لا يقبلون على قراءة أعماله لأنهم لا يستسيغون أسلوبه المعقد المرتبك كعقله. ولهذا فإن أعماله تتمتع بشهرة أكبر وإقبال أوسع عليها في فرنسا بفضل ترجمة بودلير الذي صاغها بأسلوب شاعري سلس محبب»(2)، بل إن بورخيس « كان أثناء ترجمته لأعماله، يجد الفرصة للإبداع من جديد في هذه الأعمال، فكان يتجاوز بالإلهام حدود النص الأصلي المكتوب باللغة الإسبانية»(3). الواضح أن رغبة المترجم اللحوحة في توسيع هامش التحرك، وإن شئتم الدقة: سحر البعد الإبداعي هو ما يتجاوز ببعض المترجمين مسألة الحرفية = الالتصاق بالنص المصدر.

بالترجمة، قد يتدخل الإنسان بالسلب، فلنجرب إقصاءه بالاستعاضة عنه بالآلة. إن أنظمة الترجمة الآلية للغات الطبيعية لم تستقلّ بعد - بشهادة خبراء اللسانيات الحاسوبية - هي الأخرى عن تدخل الإنسان كلية، فالذكاء الاصطناعي لا يُمكّن من انتقال سلس للنصوص العلمية والتقنية دون مساندة وتوجيه الذكاء البشري، « أما ترجمة نصوص أدبية أو جمالية أو غيرها، فإنها تراعي جودة عبارة النص، مما يعني أخذ الخصائص الأسلوبية والنصية الذريعية بعين الاعتبار. وهي خصائص لا تستطيع معالجتها الأنظمة الحالية للترجمة الآلية، مما يعني ضرورة التدخل البشري في دَخْلِ الترجمة وخَرْجِها »(4). لا غنى لنا عن تدخل الإنسان، وبالتالي بقاء بُعْد الذاتية إلى حين.

أعرب الأديب جوليو سيزار سانتويو، الأستاذ بجامعة ليون بإسبانيا، عن دهشته لعدم زجّ كثير من المترجمين في السجون والمعتقلات لأن ترجماتهم مليئة

قد يخلص قارئ نبيه عاشق للشعر إلى كفاية ترجمة الشعر الحرّ دون تعديه إلى الموزون، غافلاً أن «تطليق القافية التي نقطفها دانية في الشعر الموزون عند رؤوس الأماليد، يفرض في الشعر الحرّ الأصيل وجود قوافٍ تتجاوب داخل البيت الواحد بشكل نلتقطه بحدسنا أكثر مما نلتقطه بحسنا»!

بجرائم الكذب والتزوير وإخفاء الحقيقة وغير ذلك من الجرائم التي يعاقب عليها القانون!

من ذا يجرؤ على الترجمة - إذا أخذت المحاكم دهشة سانتويو بعين الاعتبار - بعد؟ ولو لأعماله!

ومن ذا يقدم على هجرة بين اللغات محفوفة بالمخاطر؟ وقد لا تسلم «البضاعة»!


المفتاح الثاني/الباب الثاني: عتبات النصوص المترجمة

نظراً لأن الهجرة ولو بين اللغات قطعة من العذاب، فالمترجمون يشعرون أنهم يستحقون الأكثر، « لكن الخسارة أن القارئ الذي يقرأ دانتي مثلاً لا يستطيع أن يذكر لك المترجم، في حين أن المترجم هو الذي قام بهذا الدور الفعال في التقريب بين الثقافات، لكن، مع الأسف، لا يأخذ حقه لا مادياً ولا معنوياً»(5). بعض المترجمين كردّ فعل منهم، أو بالأحرى لردّ الاعتبار، يعمدون لتصدير ترجماتهم بعتبات نصية بديعة (تمهيد؛ مقدمة) للاختلاء بالقارئ المفترض دوناً عن الكاتب. وهذه النصوص الموازية لا تعدو أن تكون فُسحَ المترجمين الانفرادية سواء لتسليط الأضواء على العراقيل الممهَّدة في سبيل إنجاز مهمتهم، أو لفتح شهية القراءة بتعداد نقط قوة العمل المترجم، أو للسبق إلى تصويب كل فكرة خاطئة تشيع في الفئة المستهدفة.
وتختلف مواقف النقاد والتراجمة أنفسهم من الهوامش اختلافاً كثيراً. وعلة هذا الاختلاف - في نظري - ترجع لأمرين: أولهما اطمئنان بعض المترجمين لعدم بذل القراء من جهتهم جهداً في تبييض قتامة النصّ المترجَم فينصرفون كلية عن تدوين الهوامش، وأن الهوامش من جهة أخرى يعدونها (هؤلاء المترجمين وحتى بعض النقاد) « الحيلة البئيسة التي يلتجئ إليها المترجم ليعبر عما عجزت ترجمته عن التعبير عنه»(6)؛ وثانيهما رغبة صنف آخر من المترجمين أن يكفي قراءه عناء البحث الموازي المشوش على متعة المطالعة فلا يقنع بالتقديم والشرح، بل قد يسجل أحياناً مواقفه.

كل نص إبداعي يحوي من الكفايات ما هو كفيل بشقّ طريق وعرة أو سهلة إلى نفوس القراء، لذلك وللأسباب التي ذكرنا « فلا نص الكاتب يجب أن يلحق بصاحب التقديم، ولا المقدمة تعود إلى الكاتب: فكل واحد منهما يعمل لحسابه الخاص»(7)!


المفتاح الثالث/الباب الثالث: ترجمة الإبداع العربي إلى لغات العالم

مفارقة جدّ فكهة تلك المتمثلة في موقف قدماء المبدعين ومحدثيهم باللغة العربية، ففي وقت «لم يكتف (فيه) القدماء بالاستهانة بالترجمة ونبذها من تفكيرهم، بل يخيل إلينا أنهم حرصوا عن غير عمد على جعل مؤلفاتهم غير قابلة للتحويل، فطوروا صياغات وطرقاً في التعبير وأساليب تستعصي على النقل»(8)، سعى المحدثون بدافع الربح المادي أو الشهرة أو بدافعٍ آخر إلى طرق باب مستهدَف بديل من شأنه أن يمنح قيمة إضافية لأعمالهم المترجمة، وفي هذا الصدد، تنبه عبوشي إلى أن « عدداً كبيراً من الروايات تكتب بالعربية، ولكن الجمهور الذي تستهدفه إنما هو جمهور غربي بالأساس»(9)!
حكا الحريري بصيغ المجاز والكناية والتورية وكأن افتتانه بلغته بلغ مبلغ توقيف الانتهاء إلى معاني ومضامين مقاماته على معرفة النظم الاجتماعية والثقافية السائدة بمجتمع المقامات، وأنها من جهة لسان العرب تفهم. وتكلّف المعاصرون أو بعضهم ما يعرف لدى منظّري الترجمة بـ « التكافؤ التداولي» مستحضرين أساساً صورة الآخر، المتلقي الممكّن من الربح المادي والشهرة... إبان تحرير النص الهدف.

المفتاح الرابع/الباب الرابع: المعايير المعتمدة في ترجمة الإبداع العربي
ثمة معايير يحكّمها المترجمون الغربيون لدى ترجمتهم للإبداعات العربية، بيد أن المعيار الأهم والمحفز المشترك للانطلاق في ترجمة النص الأصل ليس سوى الإعجاب به، فـ « الترجمة عملية شاقة، وأخذ كتاب لا أحبه وأجلس شهوراً لترجمته مسألة لا أستحملها؛ وبذلك كنت أترجم الكتب والنصوص التي أحبها وأعشقها»(10). غير أن هذا الشرط ليس كافياً وإن كان لازماً ليخرج العمل المترجم إلى الوجود، فكل مبدع يتوقع بل يأمل لمجهوده تلقياً حسناً ضامناً لمواصلة اجتهاداته مستقبلاً، وقد يكتفي المترجم بهذا المعيار بداية إذا كان يملك دار نشر أو جسارة النشر على حسابه، فيما يرى الدكتور أبو بكر الفيتوري أن شرط التعاطف الوجداني مع العمل قبل ترجمته غير واقعي في بعض الأحيان، إذ « يجوز توفر هذا الشرط إذا كانت الترجمة تتم على سبيل الهواية والمزاج الشخصي للمترجم. ولكن عند التكليف بترجمة أعمال معينة من جهة رسمية أو عند احتراف شخص لعملية الترجمة مقابل أجر يصبح هذا الشرط في الواقع غير ذي معنى»(11)، وبقطع النظر عن مسألة الهواية/الاحتراف، التي سنعود إليها تحت سمة العلمية، مازال هذا العامل يؤثر في العملية الترجمية.

ويبقى مزاج القارئ - هو الآخر - معياراً هاماً يُلقي إليه الناشر الغربي كبير بالٍ للاختيار حتى يضمن نجاحاً تسويقياً للعمل المترجم، مستبقياً الصورة النمطية الثابتة للعالم العربي المتسمة بالعجائبية والتفكير الحالم والعادات الرجعية، غير متجرئ على خلخلة الصرح الفكري للقارئ الغربي المؤسَّس على ما يشهد للغرب بتفوقه ويؤكد نزعة الاستعلاء والتميز لديه. مثل هذه الأفكار والتصورات التي انتهى إليها غربيّ اليوم بالسبق «تقليد ثقافي أسسته ترجمات ألف ليلة وليلة يصبح وفقه المترجم شاهداً يستلذ بتلك المسافة الثقافية التي لا يمكن تخطيها بين الأنا والآخر»(12).

لا التراجمة ولا أصحاب دور النشر ولا القراء جمهور واحد، فمن ألقى السمع في الصخب بروية يصيخ لأصوات تنشد الاطلاع على إبداع بيئات اجتماعية وثقافية وعرقية... مختلفة، متمردة على فكرة العولمة والتنميط ، وأخرى راغبة في ثقافة السلام والفهم والتعايش لردم الهوة التي حفرتها خطابات صراع الحضارات وصدام الأديان.


المفتاح الخامس/الباب الخامس: الترجمة المستعصية

اهتم علماء الترجمة بترجمة الكتب المقدسة والترجمة الشعرية وترجمة المسرح والرواية والخرافة والحكاية والقصة والسيرة والملحمة وبالترجمة العلمية والترجمة الفلسفية والدبلجة السينماتوغرافية، غير أن ترجمة الشعر والترجمة العلمية اعتبرتا الأكثر ممانعة، ولم تطاوعا الاختراق السهمي.

* المِصراع الأيمن: يكاد يقع الاتفاق - بين القائلين بترجمة الشعر على الأقل - على أن الشعر لا يقبل ألبته ترجمة حرفية، فـ «ربما أمكن أن تسعف الحرفية في ترجمة النثر أحياناً، لكن من المرجح فشلانها في ترجمة الشعر»(13). إن ترجمة من هذا القبيل عموماً صعبة قياساً إلى ترجمة النثر، لأنه وببساطة يراعى في ترجمة الأول ما لا يراعى في ترجمة هذا الأخير. كيف ذلك؟ لقد درج النقاد على ترتيب الشعر في مستويي اللغة والإيقاع، وإن « هانت» الترجمة على عارف لمدلولات الألفاظ مفردة ووجوه تراكيبها مجملة ملمّ بمجازات العرب في الكلام(14)، ومادامت اللغة بدورها كياناً توفيقياً غير توقيفي، يُمسّ ولا يقدس، فإن المانع المتبقي هو ترويض المستوى الإيقاعي.
ترجمة الشعر توقع في مشقة أكبر من تلك التي توقع

تكاد تنحصر صعوبات ترجمة النصوص التقنية في المصطلح. قديماً: عرفت الحضارة العربية الإسلامية الفلسفة اليونانية من طريق تراجمة كيوحنا بن البطريق وحنين بن إسحاق والجوهري ومتى بن يونس وابن الناعمة الحمصي وغيرهم كثير، ونُقلت كتب الطب والفلسفة والفلك والمنطق... زمن العباسيين خاصة فما اعترضت عملية الترجمة غير عقبة المصطلح وما يحيل إليه من مفاهيم المترجمين فيها ترجمة النثر، أو على الأقل عملية ترجمة الشعر ليست هي بالذات عملية ترجمة النثر ولا يصح قياسٌ مع الاختلاف بالرغم من العِلم القبلي بتداخل الحقول المعرفية وتكاملها الداخلي والخارجي. الميكانيزمات المعرفية والمنهجية التي يُقتضى استنفارها في العمليتين مختلفتان ولا شك، الأمر الذي يحيلنا آلياً على مسألة التخصص أو الممانعة على البعض دون الكلّ، فالدكتور عفيف دمشقية وهو راكب صهوة لغة عربية بديعة رشيقة مترجماً « سمرقند»(15) اعتمد في تعريب أبيات « الرباعيات» التي تضمنتها الرواية على ترجمة الشاعر أحمد الصافي النجفي.

قد يخلص قارئ نبيه عاشق للشعر إلى كفاية ترجمة الشعر الحرّ دون تعديه إلى الموزون، غافلاً عن أن «تطليق القافية التي نقطفها دانية في الشعر الموزون عند رؤوس الأماليد، يفرض في الشعر الحرّ الأصيل وجود قوافٍ تتجاوب داخل البيت الواحد بشكل نلتقطه بحدسنا أكثر مما نلتقطه بحسنا»!(16). وللإنصاف والموضوعية، وتحريا للعلمية والدقة ينبغي أن نشير إلى أن بعض من يقرأ الشعر المترجم يقرأ سلفاً أو ضمنياً وهو قابل وقانع بتعاقد ديداكتيكي يتأسس، بل ينصّ على سقوط العروض التقليدية من النص الأصل المحوَّل وضرورة تلمسها بالحسّ والشعور، هذا دون أن نكفي المترجمين عناء إعمال إمكاناتهم الذهنية للارتقاء إلى مستوى الإيقاعات والصمت بين الكلمات والتفضية، خلا المعنى الذي لا يجادل أحدٌ فيه.

* المِصراع الأيسـر: وتكاد تنحصر صعوبات ترجمة النصوص التقنية في المصطلح. قديماً: عرفت الحضارة العربية الإسلامية الفلسفة اليونانية من طريق تراجمة كيوحنا بن البطريق وحنين بن إسحاق والجوهري ومتى بن يونس وابن الناعمة الحمصي وغيرهم كثير، ونُقلت كتب الطب والفلسفة والفلك والمنطق... زمن العباسيين خاصة فما اعترضت عملية الترجمة غير عقبة المصطلح وما يحيل إليه من مفاهيم، بيد أن لغة الضاد الناهضة يومئذ تمكنت بفضل التوليد الاصطلاحي من إنشاء آلاف المصطلحات، فاغتنى المعجم ونمت اللغة و توسعت. واستمر الوضع كذلك طويلاً، فقد اشتهر أن ابن خلدون، على سبيل المثال، لم يفتأ يضع المصطلح تلو الآخر للتعبير عن أغراضه العلمية. وحديثاً: ما لبثت العلوم منذئذ تتقدم بسرعة قياسية، وأضحت تخلق كل حين آلاف المصطلحات الجديدة، فصار على المترجمين لزاماً أن يبتدعوا مقابلات لها للإمساك بناصية العلوم، فتخلّف ركب الترجمة عن ركب الإنتاج والإنشاء. وفشلت مع الأسف السياسات الترجمية الداعية بعض الأحيان إلى اعتماد مصطلحات علمية قبل ثباتها مفاهيمياً ورسوخها، والداعية في أحيان أخرى إلى إحداث قطائع ميكانيكية مع مصطلحات من تراثنا العربي الأصيل، أو تلك التي أوصدت أبواب الحداثة في وجه الاصطلاح واكتفت في كسل فكري بالقدامة. وصار المتلقي يطالع نصوصاً تقنية بالعربية دون أن يقدر قطّ على فكّ ألغازها، فاللغة العربية لم تندمج بعد اندماجاً تاماً في سائر ميادين الحياة! إذ لا يكاد يقع الاتفاق على لفظة بعينها تشير إلى مفهوم جديد، وحتى ما اصطلح عليه على قلته لا يتحقق فيه المعيار الاستخداماتي، فلا أحد ينكر سريانية تلفن في مقابل هاتف، والراديكالية حيال الأصولية، والديمقراطية/الشورى، والرومانسية/العاطفية، الإمبريالية الكولونيالية/الاستعمارية، البراغماتية/النفعية، اللائكية/العلمانية، التكنولوجيا/التقانة. هذا، وأبدع د. طه عبد الرحمن لفظ « فكراني» في مقابل لفظ « إيديولوجي»(17)، ومهما كانت مبرراته فقد ظلّ اللفظ الأول وإن كان أصوب من الثاني مهجوراً... وإن وُجدتْ فروق بين البيداغوجية والتربوية فلا الميزان الصوتي ولا البنية الميرفولوجية ولا المكونات النظمية تسمح بهذه البدائل.

تبذل المجامع اللغوية العربية جهوداً لمواكبة التطور العلمي غير أنها دون رهانات المرحلة، فهذا مدير مكتب تنسيق التعريب في الرباط يشهد « أن اللغة العربية حضارة كونية وتاريخية، من مصلحتنا أن تصير تامة الحياة، ومتجددة ومبسطة، وتوظف بيداغوجية عصرية، وتكون في متناول الشعب والخدمة اليومية»(18). وقبل ذلك، ينبغي أن تتبنى الدول العربية تدابير لغوية موحدة تفرض استعمال لغة فصيحة مشتركة في مجالات الاقتصاد والإدارة والإعلام والقانون والدين والتعليم والتكنولوجيا... دون الدخول بالثنائية اللغوية في البلد الواحد إلى حلبة الصراع، فسواء الألسن الأمازيغية أو العاميات يجب أن تجد لها مكاناً في المجالات السالف ذكرها.

وبالرغم مما قد يهجس في الذهن من كون الترجمة العلمية أبعد ما تكون عن اختلافات التأويل إلا أن الواقع غير ذلك، فكثير من النصوص العلمية النظرية تتأسس على المجاز، وإذا لم يكن المترجم « متخصصاً» فسيكون كالمهاجر من لغة إلى أخرى بلا زادٍ يتوسل به لنقل المضمون العلمي بدقة، وتنشأ من ذلك ترجمة تعسفية وجودها أخطر من عدمها. وقبل الشروع في البحث عن مفتاح الباب السادس أؤكد أن الاختلاف كثير وطال كل شيء، فترجمان في قامة أورسيل يعلن صراحة أنه يعارض صنف التراجمة المختصين: «فالترجمة العلمية ثمينة جداًّ كعلم إنساني، لكنني لا أعتبرها حقاً مدرسة ترجمة. لا توجد وصفة جاهزة للترجمة، فبالنسبة إلى الترجمة كما هو الأمر بالنسبة إلى النقد، كل نص له زاوية انقضاض»(19)، ولا أقطع في إن كانت سَعَة الاجتهاد أو اقتناص زاوية الانقضاض هي التي مكنت كاميران حوج من نقل كلام الأمّ بالعامية في « في خطو السرطان»(20) كإشارة ربما إلى وروده باللغة الدارجة في النص الأصل أو إلى تواضع ثقافة الأم، مثل هذا الأمر لا يدرس في الجامعات والمعاهد؛ فليعتبر ذلك.


المفتاح السادس/الباب السادس: خطر الغزو الثقافي

للترجمة أدوار كبيرة في التقريب بين شعوب العالم والثقافات بشكل ميسر، إنها تكفي غير المترجمين عذاب الهجرة. أدوار الترجمة غير خافية ولا ينكرها أحد، إلا أن البعض يُنسب إليها دوراً يُتوجس منه حقيقة فزعاً، الترجمة -يخالها هذا البعض - تضطلع بإدخال الخطر علينا، إنها بالنسبة إليه «حصان طروادة الذي يتسلل الغزو الثقافي عبره إلى روح الأمة»(21)، فدعا في أحسن الأحوال إلى تحوير النصوص المترجمة ولا بدّ حتى تصير متساوقة وقيمنا الحصينة المنيعة الكاملة! لأنها «نقلت إلى العرب من الثقافة ما لم يكونوا في حاجة إليه، بل وما لا ينبغي أن يطلعوا عليه، لأنه مخالف لعقيدتهم، ومباين لدينهم»(22).

يعتقد أصحاب هذا المذهب، واعين أو غير واعين، أن قيمنا أضعف من قشة في مهب رياح شعوب وثقافات العالم!

أو: أن قيمنا بذلك التحوير قد تصير في خارج مرمى التأثر والمثاقفة والانفعال!

عبثاً يحاولون!


المفتاح السابع/الباب السابع: الترجمة الفورية

بتعاظم تأثير وسائل الاتصال والتواصل الجماهيري (تلفزة؛ إذاعة؛ مؤتمرات؛ ندوات؛ لقاءات دبلوماسية...) ذاع صيت نوع جديد/قديم من الترجمات في العموم، وانصب عليه اهتمام المتخصصين بالدرس والتطوير. سَعْينا الآن لفكّ تشفير أنظمة الترجمة الفورية التي هي لغوياً « تفسير أو نقل ملفوظ من لسان إلى آخر بطريقة آنية أو تبذل المجامع اللغوية العربية جهوداً لمواكبة التطور العلمي غير أنها دون رهانات المرحلة، فهذا مدير مكتب تنسيق التعريب في الرباط يشهد «أن اللغة العربية حضارة كونية وتاريخية، من مصلحتنا أن تصير تامة الحياة، ومتجددة ومبسطة، وتوظف بيداغوجية عصرية، وتكون في متناول الشعب والخدمة اليومية».

لاحقة»(23).

والترجمة الفورية أو الشفهية حاجة وحلّ مطبّق منذ القدم بدليل أن التراجمة الفوريين تواجدوا في حضارات عدة كالحضارة الفرعونية والحضارة العربية الإسلامية، إلا أن ذاكرة التاريخ النشطة أو حتى تلك البعيدة المدى لا تَقدر على استحضارهم بيسر، فكيف بترجماتهم (أعمالهم)؟! وسبب انقطاع حبل ذكرهم أو استحالته كمبدأ يرجع ولا شك إلى رسوخ المحرَّر مقابل عابرية الشفهي. وحتى نتقدم إلى ما وراء عتبة باب الترجمة الفورية النصف منفتح نتقهقر إلى صرح الترجمة التحريرية للمقارنة: كلاهما - من حيث الشكل - هجرة من لغة إلى لغة أخرى، فيما ترميان في جوهرهما إلى نقل المعاني؛ مجال التقائهما أوسع بكثير من حيزي اختلافهما المنحصرين في التلفظ # التحرير.

تاريخ الترجمة الفورية لم يدون بدقة لحدّ الساعة، وكثير من أرقامه - بالرغم من الجهود المبذولة - مبهمة لا تزال. لا أمل اليوم في استعادة مادة دراسة الترجمة الفورية المتراكمة في الفترة الممتدة إلى غاية اختراع آلة التسجيل، مصدر الضوء والأمل المتبقي هو التنقيب في الآثار المكتوبة التي خلفها المترجمون الفوريون أنفسهم أو من عاصرهم، «ولكي نستعلم عن المترجمين الفوريين علينا الاطلاع على رسائلهم ويومياتهم ومذكراتهم وسيرهم الذاتية، وأيضاً على العديد من الوثائق التي لا يتم فيها الحديث عن الترجمة الفورية إلا عرضاً وبشكل هامشي جداً»(24).

إننا بصدد مجال من البحث جديد نسبياً.


المفتاح الثامن/الباب الثامن: الترجمة الدينية

إذا كانت الترجمة الحرة تنشد إعادة الخلق فإن ترجمة القرآن الكريم والكتب المقدسة الأخرى ترجمةً حرفيةً تحريفٌ وقبول للتحدي الإلهي: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)(25)، بمعنى أوضح: إذا ترجمت الكلمة من القرآن لا تفضل على حالها كلمة الله. وذهب جمهور علماء المسلمين إلى عدم جواز الترجمة الحرفية للقرآن، ومن جملة ما استدلوا به على ذلك أن الرسول «أرسل كتبه إلى كسرى وقيصر والمقوقس بالعربية متضمنة الآية: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ»(26)، ولو جاز الأمر لكاتبهم بالعربية ولترجم الآية لهم. هذا، ويشتمل القرآن على معانٍ أصلية مقصودة من الكلام ومبينة بأحاديثه» وعلى معانٍ ثانوية بلاغية صيرته معجزاً وارتقت بالخطاب القرآني فوق خطاب البشر (مجازات؛ كنايات؛ صور بيانية؛ إشارات خفية...)، وإن أمكن ترجمت المعاني الأصلية من أمر ونهي وخبر لا يمكن ترجمة المعاني الثانوية، أو هما معاً في ذات الآن. ويشتمل القرآن على ألفاظ لها معنى حقيقي مختلف عن معناها المجازي، كلفظة «السِّجّين» التي تعني في حقيقتها «الصلب الشديد من كل شيء» مثلما ورد في مادة «سجن» من لسان العرب، فيما تعني «كتاباً تسجل فيه أعمال الكفار» مجازاً، كما يحوي القرآن لفظات تدل على معنيين فأكثر كلفظة «القرء» التي تستعمل في الحيض والطهر، واختيار المترجم لفظة تدل على معنى يسقط المعنى الآخر أو بقية المعاني. ولهذه الأسباب ولغيرها حمّل بعض علماء المسلمين الترجمة الحرفية ما وقع من تبديل وتزوير في الكتب المقدسة، كالأناجيل التي ضاع أصلها العبري ولم تبق إلا ترجمتها اليونانية، وكأن الحفظ الذي تولى الخالق تعالى القرآن به هو أيضاً من الترجمة الحرة والحرفية كليهما، فـ «لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقل القرآن إلى شيء من الألسن، كما نُقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية، وترجمت التوراة والزبور وسائر كتب الله تعالى بالعربية، لأن العجم لم تتسع في الكلام اتساع العرب»(27).

ابتدع علماء المسلمين ترجمة لم يسبقهم إليها أحد بحكم الإحساس بالمسؤولية، ليست حرفية ولا حرة، وَسَمُوها بـ «الترجمة التفسيرية» حتى يتحقق بها تبليغ الرسالة الواجب لسائر الأمم وتؤدى بها الأمانة وتتأكد بها عالمية القرآن، فـ«قد نفى ابن قتيبة إمكان الترجمة في القرآن، يعني على هذا الجزء الثاني (المعاني الثانوية) فأما على الوجه الأول (المعاني الأصلية) فهو ممكن، ومن جهته صحّ تفسير القرآن وبيان معناه للعامة، وكان ذلك جائزاً باتفاق أهل الإسلام، فصار هذا الاتفاق حجة في صحة الترجمة على المعنى الأصلي»(28). وليفهم الأعجمي القرآن انتهوا إلى إجراءات عملية واتخذوا تدابير وقائية عِدة كأن يترجم القرآن على شريطة التفسير من لدن عالم باللغتين العربية والمترجم إليها وضعاً وأسلوباً ودلالة، فيُطبع النص القرآني في جوف الصفحة بالعربية مرقمة آياته، ثم يكتب في هوامشه تفسير باللغة المترجم لها مرقم بترقيم مطابق للآيات.

شهد النقاد بنجاحات، في إطار الترجمة الحرفية، لقيتها حالات معزولة كمثل ترجمة الشاعرين هولدرلين وبول سيلان وكذا هنري ميشونيك للإنجيل. وحتى لا نتناقض وما سبق وقلناه وكررناه، أو نعتقد أن الكلام الإلهي ضرب آخر من القول «نتابع مع بول ريكور تحرزه من هذه الحالات النادرة إذ يقول إنها تؤسس رؤيتها انطلاقاً من النجاح المقلق لشاعر مثل هولدرلين الذي يتكلم الإغريقية في قلب الألمانية وكاتب فيلسوف مثل هنري ميشونيك الذي يتكلم العبرية في قلب الفرنسية»(29). نجاحات في غياب النص الأصل!
و«ذكر البخاري في صحيحه أن زيداً بن ثابت كان يترجم التوراة بحضرة النبي إلى العربية»(30)، فهل يقبل رسول الله من زيد ترجمة حرفية أم ترجمة متصرفة؟!


المفتاح التاسع/الباب التاسع: الترجمة داخل أسوار المدرسة المغربية
بعيد الاستقلال(31)

كان طبيعياً أن ينصب الاهتمام على تأسيس المدرسة الوطنية المغربية، وقد رَفع إصلاح سنة الشعار الرباعي: التعميم والمغربة والتوحيد والتعريب. فتح المغرب هذه الورش الإصلاحية وهي المتخلصة لتوها من ِربقة الاستعمار، تعوزه الإمكانات اللازمة بشرياً ومادياً، كممارسة يجوِّد بها حق السيادة الوطنية. السياسة القائمة على التعريب نادت بها قوى وطنية غيورة على الحضارة الإسلامية ولغة القرآن، لتمكين الأجيال الجديدة من كفايات التعبير والإبداع والتواصل باللغة العربية. وبتأسيس الجامعة المغربية التي لم تستطع حتى الساعة تعريب التخصصات العلمية، كما هو حال كافة الجامعات العربية، لسبب معقول، وهو أن: الحضارة العربية الإسلامية لم تعد تساهم في تطوير العلوم، ولا حتى في مواكبتها لغوياً؛ ألفت أفواج من الطلبة متفوقة في المواد العلمية نفسها في مفترق طريقين، متابعة الدراسة باللغة الفرنسية أو السير في مسلك الأدب العربي أو الدراسات الإسلامية... بخطى وئيدة أو متعثرة.
ونزل إصلاح سنة 1985 الذي أملاه التقويم الهيكلي والبنك الدولي والتطور التكنولوجي المتزايد بهدف -من جملة ما هدف إليه- تعزيز مسلسل التعريب مع إعطاء الأهمية الواجبة للترجمة. فاعتمدت منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين مادة الترجمة بالمستويات الثانوية التأهيلية، ولتجاوز المأزق وكذا لتصريف فائض الموظفين أسند ارتجالياً تدريس المادة لأساتذة المواد العلمية في الغالب دون تكوين أو إعادة تكوين. في أول الأمر كانت دراسة المادة أمراً اختيارياً لتغدو مادة إجبارية بسبب تفاقم لامبالاة التلاميذ وظاهرة الشغب الفصلي. الواضح أن الهدف من تدريس المادة لم يكن ولا يكون الهدف ذاته من تكوين طلبة معاهد الترجمة الذين يفترض أن يصبحوا مترجمين محلفين لدى مؤسسات الدولة أو مشتغلين بالإعلام، بل انحصر الهدف في تمرير ما اصطلح عليه بـ «المعجم الوظيفي» وتحقيق تراكم مفرداتي يمكن الطالب من اقتحام النصوص العلمية.

الدعوة إلى تعريب التعليم العالي ما انقطع دأبها، وحريّ بأساتذتنا(32) الكرام الدعوة أَوَّلاً إلى تخصيص ميزانية أكبر للبحث العلمي والتحسيس بأهميته في النهضة حتى يتماشى في يسر الإنشاء العلمي واللغوي، أو على الأقل يدعون إلى تكثيف جهود المجامع اللغوية العربية وتضافرها.


المفتاح العاشر/الباب العاشر

الترجمة أوسع حقل محاط بأسوار مبوّبة كالمتاهة. إن الدموع ترجمةٌ لمشاعر الإنسان والتضرع ترجمة لما يأمل المبتهل، وليست الدموع هي المشاعر بحال، ولا النحت ولا التصوير بدورهما جمال الخلق، فهذا كمال أبوديب يقرّ بقدرته «على كتابة الإستشراق بطريقة مخالفة لطريقة إدوارد سعيد، لكن الإنشاء الناتج سيكون إنشائي لا إنشاءه، والبنية الممثلة ستكون بنية تجسد حصيلة تفاعل عقلي الخاص مع بنية اللغة العربية. أي أن نصي سيكون نصاً آخر. وذلك ليس نقلاً أو ترجمة»(33).

وقد حدث أن «طرقت مترجمة عاشقة باب كاتبها: سألها من الطارق، قالت «أنا»، قال: «هذا البيت لا يسعني أنا وأنت». انصرفت المترجمة وراحت تتأمل في المكتبات وفي حانات الليل، بعد مضي بعض الشهور، رجعت لتدق من جديد باب كاتبها المفضل، سألها: «من الطارق؟»، قالت: «أنتَ»، إذ ذاك فقط فُتح الباب»(34) الأخير..



الهوامش:

(1)- دومينيك م.لويز: بورخيس والترجمة. مقال ترجمه عبد الرحيم حزل. جريدة الصحراء المغربية. عدد 5 إبريل 2005.
(2)- علي القاسمي: مقدمة ترجمته لرواية «الوليمة المتنقلة» لإرنست همنغواي. منشورات الزمن. الطبعة الثانية 2002. ص 11.
(3)- دومينيك م.لويز: بورخيس والترجمة. مقال ترجمه عبد الرحيم حزل. جريدة الصحراء المغربية. عدد 5 إبريل 2005.
(4)- عبد القادر الفاسي الفهري: اللغة والبيئة. كتاب الجيب. عدد 38. منشورات الزمن 2003. ص 35.
(5)- دنيس جونسون ديفيز: الخسارة هو أن لا أحد يهتم بالمترجم. حاوره إبراهيم أولحيان. العلم الثقافي. عدد 15 أكتوبر 2005.
(6)- Claude Hagège: l’homme de parples. Folio. 1985. p60.
عبد الفتاح كيليطو: الأدب والغرابة. دار الطليعة للطباعة والنشر. بيروت 1982. ص6.
(7)- عبد الفتاح كيليطو: لن تتكلم لغتي. دار الطليعة. بيروت 2003. ص 24،23.
(8)- حنين دلال عبوشي: «الثقافة العالمية/ المعولمة» وسياسات الترجمة. مجلة الآداب. عدد 8،7. 1999. ص 52.
(9)- دنيس جونسون ديفيز: الخسارة هو أن لا أحد يهتم بالمترجم. حاوره إبراهيم أولحيان. العلم الثقافي. عدد 15 أكتوبر 2005.
(10)- د. أبو بكر الفيتوري: الترجمة، ما لها وما عليها. الناشر العربي. العدد 18. سنة 1991. ص 89.
(12)- Acte des troisièmes assises de la traduction littéraire. Atlas actes sud. 1987. p 86.
(13)- دومينيك م.لويز: بورخيس والترجمة. مقال ترجمه عبد الرحيم حزل. جريدة الصحراء المغربية. عدد 5 إبريل 2005.
(14)- معنى المجازات طرق القول ومآخذه، وفيها: التقديم والتأخير، والاستعارة والتمثيل، والحذف والتكرار، والإخفاء والإظهار، والتعريض والإفصاح، والكناية والإيضاح، والقصد بلفظ الخصوص معنى العموم وبلفظ العموم معنى الخصوص.
(15)- أمين معلوف: سمرقند. ترجم الرواية الدكتور عفيف دمشقية. نشر المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار. ط 2. الجزائر 2001.
(16)- رواد طربية: الترجمة الشعرية. مجلة الآداب والترجمة. العدد الأول. لبنان 1996. ص29.
(17)- انظر مبررات هذا الاستعمال في كتابه: تجديد المنهج في تقويم التراث. المركز الثقافي العربي.ط 2. بيروت. ص 24-25.
(18)- عبد القادر الفاسي الفهري: اللغة والبيئة. كتاب الجيب. عدد 38. منشورات الزمن 2003. ص 42.
(19)- ميشيل أورسيل: دموع المترجم. حوار أعده وترجمه محمد آيت العميم وعمر حبودان. العلم الثقافي. عدد 10 مايو 2003.
(20)- غونتر غراس: في خطو السرطان. ترجم الرواية كاميران حوج إلى العربية. منشورات الجمل ط الأولى 2006. ص 9-17-52-53...
(21)- أنور الجندي: محاذير وأخطار في مواجهة إحياء التراث والترجمة من الفكر الغربي. دار بوسلامة. تونس 1975. ص 20. (22)- يوسف سلامة: ما الترجمة؟ الترجمة بين النقل والتأويل. مجلة الآداب. عدد 5/6. 1999. ص73.
(23)- P. Robert. Paris 1982. p 1027.
(24)- Les traducteurs dans l’histoire. Sous la direction de Jean Delisle et Judith Woodsworth. Les presses de l’université d’ottawa. Editions unesco 1995. p243.
(25)- سورة الإسراء. الآية 88.
(26)- سورة آل عمران. الآية 64.
(27)- ابن فارس: فقه اللغة العربية. ص 13. نص وارد في كتاب «علوم القرآن» للدكتور عبد المجيد المعلومي. منشورات الملتقى. الطبعة الأولى. الدار البيضاء 2002. ص 165.
(28)- الشاطبي: الموافقات في أصول الأحكام. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد. مكتبة ومطبعة محمد صبيح. 1969. 2/48.
(29)- رشيد برهون: عودة المترجم. العلم الثقافي. عدد 19. نوفمبر 2005.
(30)- عبد النبي ذاكر: قضايا ترجمة القرآن. سلسلة شراع. العدد 45. سنة 1998. ص 15.
(31)- فرضت فرنسا الحماية على المغرب رسمياً في 1912، واستقل عنها في سنة 1956. (32)- أعني بالإشارة: المفكر التونسي عبد السلام المسدّي وزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقاً، والأستاذ الجامعي المغربي محمد العمري الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية في البلاغة القديمة لسنة 2007...
(33)- كمال أبوديب: مقدمة ترجمته لـ «الاستشراق» لإدوارد سعيد. مؤسسة الأبحاث العربية. الطبعة العربية الثانية 1984. ص 14. (34)- كارلوس باتيستا: وصايا الترجمة. ترجمة وتقديم محمد آيت العميم. العلم الثقافي. عدد 28 ديسمبر 2006.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى