ديوان الغائبين ديوان الغائبين : فوزي معلـــوف - لبنان - 1899 - 1930

فوزي بن عيسى بن إسكندر المعلوف.
ولد في مدينة زحلة - (منطقة البقاع - شرقي لبنان) - وتوفي في زهو شبابه مغتربًا في ريودي جانيرو (البرازيل).
عاش حياته في لبنان وسورية والبرازيل.
تعلم القراءة في سن باكرة، ثم انتسب إلى الكلية الشرقية في مدينة زحلة، فأخذ عنها العربية والشعر العربي، التحق بعدها بمدرسة «الفرير» في بيروت، فتعلم اللغة العربية وآدابها، واللغة الفرنسية وآدابها، وكان والده يتمتع بشهرة واسعة في الأوساط الأدبية، فتعهده وعلّمه ووجّهه.
أكبّ على المطالعة والدرس - بعد نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914 - فوجد في مكتبة جدّه ووالده من الكتب ومن الوثائق التاريخية ودواوين الشعر للقدامى والمحدثين ما يلبي رغبته.
بدأ اهتمامه بالأدب منذ أن كان طالبًا، فأسس «مجلة الأدب» في مدرسة «الفرير» ونشر فيها بواكير قصائده.
عمل تاجرًا للحبوب في مدينة زحلة بعد أن أغلقت مدرسة «الفرير» أبوابها إلى جانب عكوفه على المطالعة والدرس، ثم عمل أمينًا لصندوق دار المعلمين في دمشق (1918)، ثم كاتبًا لأسرار عميد المعهد الطبي العربي بها. وفي عام 1921 غادر لبنان متوجهًا إلى البرازيل، حيث أخوه وأخواله الذين انهمك معهم في عالم التجارة، غير أنه لم ينقطع عن مزاولة نشاطاته الأدبية، ونظم الشعر.
أنشأ «المنتدى الزحلي» في «سان باولو» بالبرازيل عام 1922، وكان رئيسًا له.
عرف بانتمائه الشديد لعروبته، فقد كتب عن ضياع المجد العربي في الأندلس بتأثر شديد، وكان محبًا لأعمال الخير؛ فقد أسهم في العديد من المشروعات الإنسانية والاجتماعية والأدبية. توفي وهو في ريعان الشباب إثر عملية جراحية أجريت له. وقد أقيمت له العديد من حفلات التأبين والتكريم في الوطن العربي وخارج الوطن العربي.
كان يوقع بعض مقالاته باسم ملباطحان، والحاج عبدالله، وبخاصة ما كتبه بالبرتغالية عن الشرق والصحراء وحياة البداوة.

الإنتاج الشعري:
- له: «ديوان فوزي المعلوف» - دار الريحاني للطباعة والنشر - ط1 - بيروت 1957 (جمع شقيق المترجَم له ونشره)، وكما نشرت له صحف عصره عددًا من القصائد، ومنها: «قلب موجع» - مجلة الأدب - 1914، و«في أشعار الحرب الكبرى» - مجلة الآثار - السنة الرابعة - 1927، و«الشباب» - الشرق البرازيلية - السنة الثامنة - العدد 12 - 1935، و«هدية البرتقال» - مجلة الرسالة المخلصية - 1957، وله ملحمة شعرية عنوانها «على بساط الريح» - ط1 - ريودي جانيرو - 1929، تتألف هذه الملحمة من (14) نشيدًا، ومجموع أبياتها (199) بيتًا، وقد طبعت طبعة ثانية في سان باولو - مطبعة الفنون 191، وطبعة ثالثة في دار صادر - دار بيروت 1958، وتمت ترجمتها إلى اللغات: الإسبانية والبرتغالية والألمانية والروسية والإنجليزية والفرنسية، ومن هذه الترجمات: ترجمة فنتوريي سومرمينو - الشاعر البرتغالي - شعرًا - مع مقدمة فيلاسباسا - سان باولو 1930، وترجمة جورج كرفث إلى الإنجليزية - المتحف البريطاني 1936، وترجمة فايز عون اللبناني إلى الفرنسية - مع دراسة وافية عنها، وقد أعدّها لنيل درجة الدكتوراه - 1939، وله «مسرحية ابن حامد أوسقوط غرناطة» - مجلة العصبة الأندلسية - سان باولو 1952. وقد كتبها نثرًا وشعرًا، متأثرًا بما أورده الإسبان عن الدولة العربية في الأندلس من كتابات.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من الترجمات، ومنها ترجمته لرواية «الوديعة الصغيرة»، «ونكبات الحروب»، و«العصفور الأبيض»، لألفرد موسيه، و«كتاب جرمينال». وقد نشرها في مجلة الآثار التي أنشأها والده، وله عدد من المقالات، ومنها: «على ضفاف بردى »- جريدة حرمون الدمشقية، و«شاعر إسباني» - مجلة الشرق البرازيلية - العدد 300 - 1929، و«ملباطحان» - مجلة الشرق البرازيلية - 1930، وله عدد من المؤلفات المخطوطة، منها: صفحات غرام، وعلى ضفاف الكوثر، والحمامة في القفص.
بشعره نزعة إنسانية تتخذ من عذابات الإنسان على هذه الأرض مادة لها، كتب عن ضياع المجد العربي بالأندلس. يغلف شعره قدر من الحزن الشفيف الذي ينذر
سكون سطحه بأعماق بعيدة. يعالج تأزمًا وجوديًا لديه. به مسحة فلسفية وعرفانية صوفية. كتب المطولات الشعرية، وله قصائد في الغزل والرثاء. يمزج في شعره بين الذاتي والموضوعي. ينتمي إلى حركة التجديد التي قادها مع أقرانه في الوطن العربي وفي بلاد المهجر. يتميز شعره بتآلف حروفه، وتجانس ألفاظه، وتحليق خياله، وتدفق أنساقه اللغوية. التزم عمود الشعر شكلاً في بناء قصائده، مع ميله القوي إلى التجديد.
حصل على وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب بعد وفاته، وقد أزيح الستار عن تمثاله البرونزي المنصوب في مدينة زحلة في سبتمبر 1937.

مصادر الدراسة:
1 - إيليا الحاوي: فوزي المعلوف - دار الكتاب اللبناني - بيروت 1973.
2 - جبرائيل أبوسعدى: فوزي المعلوف - المطبعة المخلصية - دير المخلص - صيدا (لبنان) 1946.
3 - جورج صيدح: أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأمريكية - ط3 - دار العلم للملايين - بيروت 1964.
4 - رياض المعلوف: الشاعر فوزي المعلوف - منشورات المكتبة البولسية - جونيه 1979.
5 - فائز عون: تأثير فوزي معلوف على الشعر العربي - أطروحة بالفرنسية - باريس 1939.
6 - يعقوب عودات (البدوي الملثم): شاعر الطيارة - دار المعارف - مصر 1953.
7 - يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية - (جـ2) - منشورات الجامعة اللبنانية - بيروت 1983.
8 - الدوريات:
- مجلة الشرق البرازيلية - السنة الثانية - الأعداد 24، 30، 1، 41، 42 (1929 - 1930) - السنة الرابعة - الأعداد 5، 16 (191) - السنة السابعة - العدد 16 (1934)، السنة الثامنة 12 (1935)، السنة الثانية عشرة العدد 4 (1940).
- مجلة المعارف - السنة الرابعة - العدد 5 (1921)، السنة الخامسة - العدد 1، 2 (1922).
- مجلة المقتطف: العدد 4 (1928)، العدد 3 (191).
- مجلة المورد الصافي: العدد 2 (1927)، العدد 2 (1930).
- مجلة الرسالة المخلصية: السنة الثالثة، العدد 11 (1957).
مراجع للاستزادة:
- طه حسين: حديث الأربعاء - (جـ3) - دار المعارف - القاهرة 1962.

لففت ذراعي حول خصر حبيبتي .. فوزي المعلوف

لففت ذراعي حول خصر حبيبتي
كما التف حول الصخر عاشقه النهر
فمالت إلى عنقي فملت بلهفةٍ
إلى عنقها والخصر يدفع الخصر
وكنا وجسمانا لصيقان واحداً
وصدراً كلينا في اعتناقهما صدر
وقبلتها والنفس مني مشوقةٌ
وما زلت حتى ذاب بالقبل النحر
وما هي إلا برهةٌ فمشى بنا
نعاسٌ فنمنا نوم من ناله السكر
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعةً
ولكن أحاديث الغرام هي الخمر
ولم نخش عما كان لومة لائمٍ
فمن حبنا العذري قام لنا عذر

***

ماذا أَحقّاً تنكرين صبابتي .. فوزي المعلوف

ماذا أَحقّاً تنكرين صبابتي
كفرت لعمري بالهوى شفَتاكِ
فأَنا الذي لم أدرِ ما معنى الهوى
من قبلِ أَن بعثت به عيناكِ
شفتاك ظالمةٌ وقلبُكِ ظالمٌ
شفتايَ كاذبةٌ فأَنتَ ملاكي
ولديكَ مني شاهدان على الهوى
قلبي الخَفُوقُ جوىً وجفني الباكي
روحي فداؤكَ يا ابن حامدَ في الهوى
وأنا حياتي يا دريدُ فداكِ





فوزي.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى