سعيد فرحاوي - اسرار غابرة لتعاقد مبهم بين كاتب سفاك وقارئ مجرم في مجموعة (المشهد الاخير) للقاص المغربي عبدالرحيم التدلاوي.. ج1.

عبدالرحيم التدلاوي في لعبة (المشهد الاخير )، يصنع دوامة الكتابة القصصية بتمويه اغلاف الملفات ليعيد النظر في السرد بكتابة جديدة في جنس القصة القصيرة جدا.
لااعرف من اين ابتدأ ، تساءلت في البداية ، هل تسعفني شعرية جيرار جينيت لافهم متاهة كتابة باسلوب كليا مبهم ، وفي منتهى تمامه، هل تودوروف والبويطيقا ، من خلال البحث في اشكالية الخطاب السردي مسعفة لاضبط اسس المكان والزمان ثم تمظهرات انتاج الخطاب السردي في قصة ، حصرنا صاحبها بانها قصيرة جدا ، لافهم كيف تحقق الشكل في حكاية سميت سردا ، ام اذهب الى مناهج انتاج المعنى والبحث في شكل الدلالة ، حسب المنظور السميائي لاتخلص من هذه المعظلة او الورطة التي موقعنا فيها الاستاذ التدلاوي ، اولا ، بتعاقد تام ،اننا امام كتابة سردية، وبالذات قصة، وبالمقياس قصيرة، والحدود، جدا، موقعنا بتدقيق تام، فتركنا وهرب ، ربما كان هو المجرم السردي الذي تبحث عنه الشرطة السردية ونحن هم الضحايا او الجثة الغارقة في القتل ، لاننا لم نجد المخرج لننقذ انفسنا ونعيد الحياة في ذواتنا ، ونخرج من ورطته، خصوصا ان ملف جريمته بقي مفتوحا ، وبقت الشرطة او الدارس غارقا في حيرة، لم يعثر على اسلوب لضبط ايقاع كتابة غارقة برائحتها في دوامات لاحصر لها من المتاهات المرهقة، خصوصا انه ترك الملف مفتوحا وعاد لاغلاقه لينهي صلتنا به والى الابد، فعاد في الاخير ليملهنا بحكاية جميلة، اعتبرها منقذة للخروج من سجن الذات الغارقة في وحلها، عندما قال: ضغطة واحدة على العنق كانت كافية... الرسالة التي وصلته كانت دقيقة في وصف سيناريو الجريمة... ففهمت ان النص مفتوح عن اخره لكل التاويلات ، وان المغامرة واجبة ، وان القتل واجب ، سواء من حيث الكاتب/ المجرم او القارئ السفاك، وعليه جاءت اهم خلاصة لانهاء قصة عميقة بدمها في اغراق كل من شارك فيها انه سيكون ضحية خنق كبير ان تناولها من زاوية جد محددة، فخرجت بخلاصة نهائية : لن يسعفني جيرار جينيت بقواعده المبنية على شعرية الخطاب السردي، ولاتودوروف في تتمته التقعيدية في موضوع انتاج النص السردي ولا الجيرداس جوليان جريماس في بحثه في شكل الدلالة، هي كلها حسب عبدالرحيم التدلاوي رهانات مضببة ومربكة ان عدنا الى حضرة النص السردي ، وبالذات القصة القصيرة جدا من منظور كتاب جدد وعلى رأسهم الاخ القاص التدلاوي كممثل قوي للقصة المغربية بكل اصنافها. فأعدت الوجهة لاتحول الى التأويل ، والكتابة المفتوحة والقراءة المتأملة والاعتماد على السؤال الذي يفرضه النص، كلها معايير اولية تمثل منطلقات الدراسة في كتابة جديدة، والتدلاوي نموذجا قويا فيها، مما استدعاني ان اتبع ماكتب حوله، فلم اقتنع، ليس بالدراسة ولكن بمكر كاتب مربك، مزعج ومعذب، فاصبح السؤال المنطلق هو: من ماذا انطلق المبدع، وكيف ضبط المتتبع منطلقاته ؟ ، فثرت على منزلق مسلي افادني بحمق واحد اساسه ، ان لكل واحد فهمه الخاص وزاوية نظره المفيدة في ضبط الهرولة التي يموقعنا فيها كاتب من طينة صاحب مجموعة ( المشهد الاخير)، لذلك اعود اليه لاهمس في اذنه قائلا: انها اسرار بيني وبينك التي كانت سببا في تأخري في الكتابة عنك. لهذا ساسمي مرافقتي للاخ التدلاوي حسب الصيغة التالية: انها اسرار خفية ، مهمتها تحديد هرولتي لفهم خاص في موضوع جرائم القاص، التي بها حكم علينا بالموت منذ الوهلة الاولى، و التي اشركنا فيها لنقرأ عملا سماه: المشهد الاخير.
فكانت هذه المقارنة السر الاول من اسرار كثيرة شملت لغز ملف بقي مفتوحا والى الابد والجريمة واحدة غارقة في قتلها: انها متاهات كتابة جديدة بعنوان مختلف وزمن مربك ودلالة هاربة ومكان مضبب وسرد مغاير.كلها جثة النص الغارقة في وحلها والشرطة الباحثة عن المجرم هي القارئ المتمعن الذكي الذي استطاع ادراك جرائم قاص ليس برحيم، غير وجهته، ليجرنا الى متاهات ظلت الى الابد مفتوحة، والنتيجة ضرورة المغامرة لضبط خيوط هذا الملف وتعرية اسرار كتابة من طينة هذه المسماة قصة قصيرة جدا. خصوصا وان صاحب المجموعة هو من قال:
ممنوع الدخول!
في طور الصيانة
قلبي!






يتبع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى