ناصر الجاسم - النشقة

" إذا لم أستطع حملك من مدى الحياة والواسع إلى داخل نفسي فأنا لا أستحقك . وإذا لم تنتابك رغبة الدخول في جسدي فأنت لا تستحقيني "

- بكى سالم الأحمد ونشق قبل ستين عاما حين فقد بصره, وكان أن نمت بعد ذلك مدينة فوق نفط وماء , سكنها قوم من الأعراب بين جبال بنية وكثبان صفراء ومزارع خضراء, قوم قذفت بهم إليها صحاري نجد حيث الجوع وسخونة الدماء وسراب الماء, ينظرون إلى شفاه الضيف إذا حل عليهم في وقت متأخر من الليل ويحبذون المشي حفاة أقدامهم, ربوا النعاج ثم ربوا البقر والآن يربون العصافير في أقفاص ذهبية اللون, وجاء زمن اقتنع فيه حفيده أن المراحيض أنقى من نفوسهم , وأن حشرات الأرض آلف منهم , وقرر أن يأوي إلى سرير منفرد ومجموعة من الكتب أهدتها إليه واحدة منهم شذت عنهم, وبكى سالم الأحمد ونشق ثانية حين أشتد عليه مرض الموت.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى