رسائل الادباء : رسالة من محمد أحمد عيد إلى الأستاذ عباس خضر

: 20 - 01 - 1947

إلى الأستاذ عباس خضر:

استوقفتني بعض التعقيبات التي نشرها الأستاذ في العددين 699، 702 من الرسالة الغراء، فليسمح لي بهذا التعليق المتواضع:

1 - لا أستطيع أن أوافق الأستاذ على رأيه في (رؤيا لم تقص) في قصة: (قطر الندى) للأستاذ العريان، فهو يرى بعض النقص في هذا الموضع ويسأل كيف عرف المؤلف تمام رؤيا لم يقصه رائيها.

ونحن نعرف أن للقصة أصلاً تاريخياً، ولعل ذلك هو الذي دفع إلى هذا التساؤل، ولكني أحب أن أقول إن مؤلف القصص التاريخي لا يقف عادة موقف المؤرخ المحقق، وإنما له حقه - كأديب فنان - في أن يخلق بعض الحوادث الخيالية لكي يتم لقصته ما يريد من التأثير ما دامت الغاية فنية، وليست تحقيقية.

ونحن لن نسأل سؤال الأستاذ قبل أن نسأل أسئلة كثيرة أخرى من قبيله: كيف رأى دانتي صنوف العذاب في جحيمه؛ وكيف رأى شوقي قرية الجن في قصة المجنون؟ وكيف يعرف توفيق الحكيم حوادث قصصه ومعظمها خيالي؟؟

ومع إننا جميعاً نعرف أن أدباء المهجر لا يعبئون بقواعد اللغة كما يقول الأستاذ، إلا إنني لا أصدق بمثل هذه السهولة أن الكاتب يخطئ هذين الخطأين الواضحين الفاضحين، وأرجح أنه أراد في الأولى (مجيعون) على صيغة اسم الفاعل من (أجاع) وأن في الثانية خطأ مطبعياً لا نستطيع أن نجزم بعد وجوده لأنه خطأ مطبعي بسيط منتظر، ولو أنه خطأ لغوي كبير غير منتظر.


وإلى الأستاذ سلامي وتقديري.


[SIZE=6]محمد أحمد عيد[/SIZE]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى