محمد إسعاف النشاشيبي - نقل الأديب

599 - قم فجئني لقده بمثال

في (قلائد العفيان): ساير أبو محمد عبد الجليل بن وهبون الوزير الأستاذ أبا بكر بن القبطرنة وهو غلام يحار مجتليه، ويغار غصن البان من تثنيه، وقد وضع يمناه في شماله وتضوع عرف آماله، والناس ينظرون هلال شوال؛ فقال:

يا هلال، استنر بوجهك عني ... إن مولاك قابض بشمالي

هبك تحكي سناه خدا بخد ... قم فجئني لقده بمثال

600 - ما ليس عندي من إحدى المصيبات

قال الربيع بن سليمان: قصد الشافعي رجل يطلب منه شيئاً فأعطاه ما أمكنه ثم أنشأ يقول:

يا لهف نفسي على مال أفرقه ... على المقلين من أهل المروءات

إن اعتذاري إلى من جاء يسألني ... ما ليس عندي من إحدى المصيبات

601 - الحمرة التي تعلو وجهها من الحياء

الظرائف واللطائف للمقدسي: قيل لبنت أرسطاطاليس: ما أحسن ما في المرأة؟

قالت: الحمرة التي تعلو وجهها من الحياء

602 - وضربت للحدثان والحرب

في (الكامل): كانت رُكب الناس قديماً من الخشب فكان الرجل يُضرب رِكابُه فينقطع؛ فإذا أراد الضرب أو الطعن لم يكن له معتمد، فأمر المُهَلَّب فضربت الركب من الحديد، وهو أول من أمر بطبعها، ففي ذلك يقول عمران بن عصام:

ضربوا الدراهم في إمارتهم ... وضربتَ للحدَثان والحرب

603 - ما أعجب هذه القصة!

(وفيات الأعيان): كان ابو بكر محمد بن السري المعروف بابن السرّاج أحد الأئمة المشاهير المجمع على فضله ونبله وجلالة قدره في النحو والأدب. وكان يهوى جارية فجفته، واتفق وصول الإمام المكتفي (العباسي) في تلك الأيام من الرقة. فاجتمع الناس لرؤيته، فلما رآه أبو بكر استحسنه، وأنشد أصحابه هذه الأبيات:

ميّزت بين جمالها وفَعالها ... فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي

حلفت لنا ألاَّ تخونَ عهودنا ... فكأنما حلفت لنا ألاّ تفي

والله لا كلمتُها ولو أنها ... كالبدر أو كالشمس أو كالمكتفي

ثم إن أبا عبد الله محمد بن إسماعيل بن زنجي الكاتب انشدها أبا العباس بن الفرات وقال: هي لابن المعتز، وأنشدها أبو العباس القاسم بن عبيد الله الوزير. فاجتمع الوزير بالمكتفي وأنشده إياها، وقال للمكتفي هي لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر، فأمر له بألف دينار فوصلت إليه؛ فقال ابن زنجي: ما أعجب هذه القصة! يعمل أبو بكر بن السراج أبياتاً تكون سبباً لوصول الرزق إلى عبيد الله بن طاهر



مجلة الرسالة - العدد 583
بتاريخ: 04 - 09 - 1944

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى