شعر إيروسي شعر إيروسي : إبراهيم محمود - رجل في أوج قوته

بالكاد يتعرف على وجهه
إنها ليست خطيئة المرآة
إنه أرذل العمر
عارياً حتى من جلده كنسيج العنكبوت المهترىء
يتلمس طريقه إلى " بضعه "
مستعرضاً بطولاته التاريخية بيده
يطْبق على بضعه
تخذله يده الملؤها ارتجاف
يخذله بضعه متهاوياً إلى الداخل
منفاخاً فارقه الهواء كلياً
يطبطب عليه
أصابعه لا تطاوعه
يلوذ بخياله المتبقي
رجلاً في أوج قوته
تزحف إليه النساء
ألواناً، أحجاماً، أعماراً، فنون إغراءات أنثوية
إنه عمر بكامله وهو يشد إليه ما لا يحصى منهن
ليال بطولها كانت تشعل تحت وقع شبقه
مقلّباً الأجساد الزاحفة كأنها أسياخ لحم مشوي
يلتهمها كما لو أنه عضوه الذكري
يغيب في جموحه وطموحه أن يكون هو وليس سواه
إنها إيروتيكاه المجيدة التليدة
يده التي أنهكها المس واللمس والقبض والشد والتمسيد حتى الخدر
رجل لم يعد فيه سوى شبحه
كالسيوم عظامه النافد
حديدها الصدىء والمنتهية صلاحيته
رسوبيات دمه المتخثر
فوسفوره المتهاوي
عروقه المطبقة على بعضها بعضاً
غضاريفه التي احتواها البلى
مؤخرته التي فقدت تكويرتها بالكامل
عيناه اللتان استحالتا ثقبين غائرين
لا أحد يمثل في خياله البائس
لو أنه يستعيد عافية بضعه
لو أنه يستعيد نساءه الزاحفات إليه
لو أنه يستعيد مجداً متوجاً بضعه
وهو يتوجّه أهله وناسه
لو أنه يستعيد بعضاً من بلاغة ذكورته
لا شيء سوى الذي أدخله إلى العالم
لا شيء سوى الذي أخرجه من العالم
يحلم في ثانيته الأخيرة بوعود سابقة
هل من حور عين وهو ينازلهن دحماً دحماً ؟
تتقمصه برودة رهيبة
يموت ويده على بضعه ...!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى