رضا البطاوى - الكشكول

دق جرس الباب فتباطأت كعادتى فى فتح الباب إلا أن الواقف بالباب دق الجرس عدة مرات وعند هذا فتحت الباب فإذا بفتاة يافعة هى التى تدق وقالت لى :
- مساء الخير
– أنا أخت زميلك عادل
- تفضلى ادخلى

دخلت الفتاة وجلسنا معا فى حجرة الجلوس فقلت لها :

- نورت البيت
- الله يحفظك
- خيرا إن شاء الله هل حدث شىء لعادل
- لا لم يحدث شىء ولكنك نسيت كشكولك عندنا وعندما اكتشفت وجوده كنتما قد خرجتما فخرجت ابحث عنكما لأعطيك الكشكول ولكنى لم أعثر عليكما ففتحت الكشكول وقرأت العنوان وأتيت لهنا
- لماذا هذا التعب ؟كنت سآتى لأخذه
- الحظ والنصيب هو الذى حدث


ناولتنى الكشكول ومعه كراسة وقالت تفضل
أخذتهما وقلت وما حكاية الكراسة ؟فابتسمت وقالت لقد ولدها الكشكول فضحكت وقلت وأنا أنظر لها هذا صحيح فقالت وقد ثبتنا ناظرينا على وجهينا :


- أنا إنسانة كنت فارغة القلب من حب الرجل ولكنى منذ قرأت فى الكشكول دعوتك للحب :

وتخيلت فتاتى قد أهدتنى كراس = واشترطت فيه شعر صادق الإحساس
قلت لها للقلب ميزان حساس = هو العدل وهو عندى كل الأساس
قالت اجعل محوره دون مساس = حبنا ولا تشر فيه لميت الإحساس
وقالت تأمل فى عقلى القسطاس = وتأمل فى شهوتى عرق الدساس
قلت أفعل دون توان وانتكاس = دون أن أستجيب لداعى الوسواس
فالشعر يشينه حب ونشر الركاس = ويزينه ألا نطيع محضر الإبلاس


قد ملئت قلبى بك فقلت وأنا ابتسم هل تقدرين على أن تشاركينى مسئولية العدل وتتحملين نصيبك من همومى ومصائبى ؟

أجابت من أجل هذا جئت


د. رضا البطاوى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى