محمد الميموني - قصيدة للإنسان المغربي

تظل تجرُّ خلفَ خُطاكَ شمسَ اليوم ِ.. تَسْتَجْدِي
سماءً ما بها ماءٌ ولا سُحُبُ
وتلثمُ بابَها الفضيَّ .. ترتقبُ
ربيعاً طالما شحَّتْ به الحُجُبُ
وتُمْسي ـ كي يحطَّ الليلُ حِمْلكَ فارغاً عندي ـ
ببعضٍ من خيوطِ الشمس ، تَنْسجُها فتُنسيني
وتروي إذ يكفِّنُ عشَّنا الطيني،
غشاءُ المَحْلِ والسهدِ
حكايا عن أبي زيدِ
وترقى صَهْوةَ الدخان والوَسَنِ ،
إلى فردوسكَ العلوي
ويبقى الجوعُ عبرَ صغارِنَا يَعْوي
وينهشُ أعظماً تذوي
بلا قبرٍولا كَفَنِ
***
ويصمتُ .. تستحيل دماؤهُ دمعَا
فينتحبُ
ـ أيبكي كالصغير أب؟!ـ
تَفَجَّر في القرارة منهُ سيلُ وجودِهِ المسفوحْ
فتقطرُمثلما انْصَهرَ النُّحاسُ حُشاشةٌ منْ روحْ
تسيلُ على الشفاهِِ جنائزاً : ...
..ـ " الدمعُ لا يُجْدي
ولكن هل أديرُ الشمسَ ، أَعْصرُ زيتَها وحدي
وخصري في السلاسلِ والعروقُ تذوبُ في القيدِ ؟
يصولُ صريرُهُ المبحوحْ
فيهجعُ كلُّ ما في البحرِ ...
أين الموجُ والصخبُ
يبثُّ الغيمَ سرَّ الخِصْبِ والمَرْعَى؟ "

شفشاون ـ المغرب / محمد بنميمون




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* " قصيدة للإنسان المغربي" للشاعر محمد الميموني .. منشورة بمجلة الآداب البيروتية ، العدد العاشر ، تشرين الأول ( أكتوبر ) ، السنة الرابعة عشرة ، 1966 ، ص : 22 .
ومحمد الميموني هي ضمن قصائد ديوان الشاعرالأول " آخر أعوام العقم " ، نشر وطبع دار النشر المغربية ، الدار البيضاء ، 1974 ، ص : 139 ، اختار لها عنواناً آخر هو " بحر بلا أمواج " ، والجدير بالإشارة أنه لم يغير في متنها إلا كلمة واحدة هي ( الوسن ) ، حيث عوضها بلفظ ( الحلم ) في السطر الشعري التالي : " وترقى صهوة الدخان والوسنِ ".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى