قيس مجيد المولى - تَجنيس..

هناك ضَباب
وحفلٌ موسيقيٌ في باحةِ مَشفى،
ما علاقة ذلك
بالرَّجلِ الذي دخلَ البنايةَ،
لم يكن قبلَها جالساً قُربَ بحيرةٍ
أو احتسى
أو استيقظت مشاعرُهُ
حين لامسَ العشبُ
ساقَ امرأةٍ شقراء،
منظورهُ إلى الطموح
قضايا ثانوية،
منذُ نصفِ ساعةٍ
سعلَ، وابتسمَ، وملأ غليونَهُ بالتبغ
وحرّك رمادَ المدفأة
ودَمَعت عيناهُ أمامَ صورةٍ مزججةٍ
لامرأةٍ ذات شعرٍ أبيض
الرَّجلُ الذي دخلَ البنايةَ،
دَخَلها
من أجلِ تشويش أفكاره،
إذن،
قالَ إذن ومن أجل تشويش أفكاري
ربما أحصلُ على فكرةٍ مُنفصلةٍ
حسناً
حين أسدُ طبلّتي أُذنيَّ
سأقفزُ من..
ربما لا أموت
أقعُ في بطنِ يقطينةٍ خُرافيةٍ
وسأبقى طويلاً كي تتشوشَ أفكاري ولو لبُرهةٍ
أعتقد أن هناك بساطةٌ في الأمر
أن ترميَ نفسكَ من الطابق الحاديَ عشرَ من بنايةٍ
وَلتتحدثَ المارةُ:
هذا رجلٌ سكيرٌ
هذا أبله
هذا رجلُ موائدِ قمار،
الآن من الضرورةِ
أن تجد أن لاضرورةَ
تنشغلُ بتشويشِ أفكاركَ
كونك ما زلتَ تِمثالأ،
مُجردُ تمثالٍ
أُجريّت عليهِ عملياتُ تخصيبٍ
وَجُنِسَ رَجلأً لساعةٍ واحدة،
تَعود لتعتليَ نصبَكَ
وتقف
واضعاً يداً على خَصرِكَ
ويداً على قبعتِك
تنتظرُ موسما آخرَ
كي يتكاثفَ الضبابُ
وتُجَنسَ من جديدٍ رجلاً لساعةٍ واحدةٍ
بعدَ أن تُجرى عليك
عملياتُ تخصيبٍ،
وتُطرحُ عليكَ
بعضُ الأسئلة



القدس العربي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى